الحل :
أخي الفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
شكرا جزيلا لك على ثقتك في 0
أما سؤالك فواضح ولا يحتاج لإعادة صياغة 00
الزواج سنة في الحياة ومطلب إلهي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف ، وهو من هدي وسنن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، لأن فيه من الفوائد الشيء الكثير ووقاية وعلاج ، وفيه استمرار للجنس البشري ، فالله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام وأخبر أنه سيجعله خليفة في الأرض ، ولن تستمر هذه إلا بالتزاوج واستمرار الجنس البشري 0 والشرع قد ضبطه ورتبه وأسماه بالميثاق الغليظ 00 فمن لا يستطيع الزواج لأي سبب فلا يتزوج
و يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) وفي بعض الروايات فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج يعني الزواج 0 والباءة تتمثل في ثلاثة أمور ، وهي :
1ـ القدرة المالية ، حيث يستطيع دفع المهر والصرف على الأسرة وفتح بيت وجميع التكاليف 0 2ـ القدرة النفسية ، حيث يستطيع فتح بيت وتكوين أسرة ورعايتها وحمايتها والتصرف السليم تجاهها وتحمل الطوارئ التي تطرأ 0
3ـ القدرة الجنسية والجسمية حيث يستطيع الزوج القيام بمهامه تجاه زوجته وإشباع غرائزها 0 فإذا توافرت جميع تلك الأمور من الباءة فتأخير الشخص زواجه غير مناسب وغير جيد وربما يؤدي تأخيره للزواج إلى أمر لا تحمد عقباه وربما يدخل في أمور تضره هو 0 أما إذا توفر الأمر الأول ولم يتوفر الأمر الثاني والثالث فالأفضل له ألا يتزوج 0 وإن توفر الأمران الثاني والثالث ولم يتحقق الأمر الأول فعليه بالصبر والصوم حتى يحصل على المال ثم يتزوج 0 ولعل مما يؤخر زواج الشباب عدة أمور ومنها : غلاء المهور وكثرة تكاليف الزواج وعدم توفر المال 0 فالكثير من الشباب يتخرجون في الجامعات ثم لا يحصلون على وظائف فيتأخر زواجه ، أو يجد وظيفة ولكن الراتب قليل لا يفي بمستلزمات ومطالب الزواج وبذلك يتأخر زواجه 0 والقليل جدا من يتأخر زواجه بسبب أنه يريد أن يبقى حرا طليقا ولا يربط نفسه بزوجة وأسرة ويريد أن يشبع رغباته بالسفريات والسياحة وغير ذلك 0 وللزواج المبكر فوائد كثيرة دينية وصحية ونفسية ، وإذا رزقه الله بأبناء ففي يوم من الأيام سيشاهد ابنه البكر وسنه قريبا من سنه وكأنه أخ له وليس ابنا وفي هذا راحة نفسية ونعمة وفضل 0
وبما أنك لا زلت طالبا ، ولا يتوفر لديك المطلب الأول من الباءة فهذا يسقط عنك مؤقتا حتى يتوفر لك المال ، فأنت تعرف مطالب العصر الحديث وكون المال عصب الحياة وبالذات الحياة الزوجية 00 لهذا كان تصرفك سليما 0 فمن الخطأ أن تشغل نفسك بالشواغل والهموم وأنت ما زلت طالبا ، وفي سن صغيرة تعتبر بالنسبة للزواج 00 فأن تحجز البنت حتى تتخرج وتتعين وتتوفر لديك المادة أمر غير محبب ، والبنت تختلف عن الشاب ، فقد تكون في نفس سنك أو أقل وهي مؤهلة للزواج 00 وعلى العموم ، فعليك أن تفكر وتعمل الآتي :
1ـ أن تؤمن إيمانا كاملا وتاما ، أن الأعمار والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى 0 وأن الله قد كتب لك رزقك وعمرك 00 وأن ما أصابك لم يكن لخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك 0
2ـ لو أن تلك الفتاة من نصيبك ، وأن الله سبحانه وتعالى قد كتبها في علمه أنها من نصيبك ، فلن تذهب لأحد غيرك مهما كان 0 ولكن الله قد كتبها لغيرك 00 ولهذا ارض بما كتبه وقسمه الله لك0
3ـ لا تلوم نفسك مطلقا ، فالندم سوف يتعبك ، ولن ينفعك ، وسيؤثر على صحتك النفسية والجسمية 0
4ـ اهتم بدراستك وصحتك ، وركز جل اهتمامك على ذلك 0
5ـ حافظ على عبادتك وصلاتك ، وأكثر من الاستغفار ، ومن الدعاء بأن يلهمك الله الصبر ، وأن تنساها 0
6ـ لا تفكر فيها مطلقا 00 وردد بينك وبين نفسك أنك نسيتها ولا تفكر فيها ، وخاصة عندما تريد النوم ، بعد أن تأخذ نفسا عميقا تقول لنفسك : أنا نسيت فلانة ولا أفكر فيها ، ولا تقل سوف أنساها0 وراجع موضوع لي هنا منشور بعنوان البرمجة اللغوية العصبية 0
7ـ ادع لها بأن يوفقها الله وأن تكون سعيدة مع زوجها 0
8ـ خاطب نفسك باستمرار بأنها ليست من نصيبك 0 وأن ذلك حدث لأنها بالفعل ليست من نصيبك ، وأنك يمكن لو ارتبط بها ، يمكن تعيش حياتك غير سعيد 0
9ـ فكر بالمستقبل الجميل ، وأنك ستجد فتاة أخرى تتفوق عليها في الكثير من الخصال والصفات والجمال 0
10ـ خاطب نفسك بأنك ذو إرادة قوية ، وأنك لن تعيش أسيرا لرغبة وحلم كنت ترغب تحقيقه فلم يتحقق 0
إن تطبيقك لما قلته لك سيساعدك كثيرا وستنساها ، والأيام كفيلة بأن تنسيك إياها 0
تمنياتي لك بالسعادة والصحة والعافية 0