لو كان لنزفك دماء ظاهرة..
لغرقت بها..
ولو بقي دمعي رطباً لا يجف ..
لغرق عالمي به..
فامزج دماء قلبي بدمع عيني..
وأبقى غريق في بحر الحياة..
أذوق مرارة الجرح..
و ألم الفراق..
بل ألم الغدر بروحي ..
سيبقى جرحي ينزف بلا توقف..
في رحلة طويلة .. لا أعلم مداها..
أقاسي ظلمة الليل..
وعطش السنين ..
وأقاسي
ايامي..
وآلامي..
اقف..
أقف ..
بلا سبب..
ثم أعاود المشي مجددا في تلك الرحلة..
فلا أجد محطة لي..
ألتمس فيها الراحة والأمان..
ولا أجد ما يروي عطشي..
ويمسح دمعتي..
ويداوي ألمي..
فأمشي..وحيدا..كما بدأت..
//
//
وبينما أنا كذلك..
غارق في حديثي مع قلبي.. ونفسي..
ألمح بقعة ضوء خافتة..
تدخل من نافذتي..
تفقدتها..
فإذا هي خيط من خيوط الشمس..
قد دخل عالمي..
لمحتها..
تبسمت لنفسي..
وهمست لقلبي..
أنظر..
ها قد بدأنا يوماً جديداً..
لنقاسي مجددا ..
يا ترى هل سينجلي ضوء الشمس يوما ؟؟
معلنا نهاية المطاف؟؟
أم سيحل الليل كما حل البارحة..
وتغمرني الظلمة مجددا؟؟
وتغمرني الدموع؟؟
وأعود كما بدأت في ذلك الركن؟؟
أظهرت لنفسي بعض الشجاعة والشموخ..
وقلت لن أعود..
ولن أقاسي الليل..
وسأرمي بألمي عرض الحائط..
فانتظرت المساء لأثبت شموخي وعزتي..
فإذا بي أترك ذلك الركن ..
سعيدا ..
فرحه.. بانتصاري على نفسي..
وودعت ذلك الركن الذي عاش معي كل لحظة بحياتي..
وفجأه!!!
أخذتني خطواتي..
بلا شعور..
إلى ركن مظلم آخر من الغرفة..
جلست..
وبدأت القصة معه..
واستسلمت نفسي..
لكني ضحكت..
وأيقنت أن لا مكان لي إلا هنا..
وعدت كما كنت.. !!!