عمر بن أبي ربيعه له حبيبة أسمها (هند) يهيم بها حُبا وعِشقاً ضاقت بها الحاجة فاقترضت منه ريال ــ سعودي ــ وأرسلت خادمها (سعد ) لأداء هذه المهمة تأخرت هند وماطلت في سداد الريال فأنشد قائلاً :-


ليت هند أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما تجد

وأتتنا مثل ماقد ذهبت
بريالي ففؤادي في كمد

أرسلت سعداً إلينا تبتغي
سُلفةً من بعد يومٍ تُسترد

ولقد أعطيته ما طلبت
ودموعي فوق خدي كالبرد

فغدا يعدو وقلبي خلفه
خافق من خوفه أن لا يُرد

ومضى يومٌ ويومٌ بعده
ثم يوم وغدا يوم الأحد

وريالي فيه يا هند كما
فيك من حسن تعدى كل حد

وجهه كالشمس نورا وله
رفَّةٌ في صوته جُوَّ البلد

وإذا بالمزح قد دحرجته
راح يجري كغزالٍ قد شرد

وله في كل جنبٍ نخلةٌ
سعفٌ فيها وزهو يا ولد

وهو عندي كجنيه ذهب
وله حبي كهند بل أشد

آه لو عاد إذن قبَّلتُه
مائةً في كل وجه بالعدد

وتَحَزَّمْتُ على قلبي به
فوق صدري ثم أحكمت العُقد

فمتى يا هند تعطيه لنا
فلقد طال اشتياقي ولقد

كلما قلتُ متى ميعادنا
ضحكت هندٌ وقالت : بعد غد




أحمد قنديل