أحبيتي في الله .
بكل الود والحوار والارتباط الفكري الذي سيكون بيننا اسمحوا لي بان أكون صديقكم الدائم عبر هذا الجهاز الملعون والمبارك .
ان ماجعلني الجأ إليكم هو اشتياقي للصديق وقت الضيق .
المقولة التي أطلقناها وصدقناها ثم اكتشفنا إنها اكبر أكذوبة ابتدعناها وعشنا معها زمنا طويلا .
اكتب اليكم بشعور من يعصف به الضيق ولا يجد له صديق .
احضر إليكم بقلب نظيف ابيض متوثب نحوكم وعقل متأهب يريد أن يبوح بأشياء هنا لا يستطيع البوح بها في أي منتدى آخر .
عقل يريد أن ينفض غبار الصمت المنزوي تحت الأنفاق المظلمة وينطلق بثورة ساكنة معلنا كلمته التي أدمنت الصمت في زمن البوح .
منذ زمن ليس طويل وأنا كتب في إحدى المنتديات ومازلت .. إلى أن وجدت اسم هذا المنتدى موجودا مع منتديات أخرى عن طريق الصدفة فشعرت بشيء من الانتماء إليه انتماء لم اشعر به من قبل رغم مروري بمنتديات كثيرة .
( شبكة ومنتديات صامطه الثقافيه )
أنا واحد من سكان قرية ليست بالبعيدة عن مدينة صامطه .
إقامتي في الكويت واكتشافي لهذا المنتدى كان سببا قويا ودافعا لي لتسجيل عضويتي فيه .
وذلك لكوني كما أسلفت اسكن بالقرب من هذه ألمدينه .
فانا ابن قرية من قرى جيزان .
قرية من أجمل القرى بموقعها الطبيعي وترامي المساحات الخضراء عن أقدامها .
قرية كانت حالها في تلك الأيام كحال اغلب القرى .
يعيش أهلها عيشة بدائية زرية لا تمت للحضارة بأي شكل من الأشكال .
قرية سيأتي الحديث عنها لاحقا بشكل موسع ان احببتم .
أحبتي .
منذ سنوات سافرات مغتربا عن وطني وأهلي وعاداتي وتقاليدي .
أشياء كثيرة تعودت عليها واعتدتها في بلدي لأجد بالتالي أناس كثيرين مختلفين عني في كل شيء .
وبسبب طول الفترة التي قضيتها هناك اضطررت مرغما أن أتخلى عن الكثير مما تعودت عليه واعتدته في بلدي .
في ثنايا ذلك الاغتراب افتقدت أشياء واكتسبت أشياء أخرى مهمة .
لكني لم أغير جلدي الذي نميت عليه منذ صغري .
لم أغيره لأني اكتسبت اتجاهاتي من بيئتي الأصلية المحيطة بي والتي تعلمت منها العقيدة والقيم والآداب الاجتماعية التي هيئنني تماما لمواجهة المشكلات وتحمل المسؤوليات في ذلك البلد وهذا العلم المليء بالمفاجآت والتحديات .
التربية التي تربيت عليها في بلدي صقلتني بما فيه الكفاية وسهلت لي الدرب في اكتساب الخبرات والمعارف التي فتحت ذهني باجتهادي وطاقاتي وبذلي ونشاطي ومواظبتي المستمرة التي زادت من رقيي بين زملائي في حياتي الخاصة والعامة .
وهذا كله أولا وأخيرا بعون الله وفضله وكرمه ومنه ومشيئته .
قلبي كسته الغربة من جميع زواياه عدا زاوية واحدة كنت ومازلت ابحث من خلالها عن المرأة الانسانه الانثي التي تأبى دائما وترفض أن تأتي في صورة ملاك . ( وللقلوب حديث آخر سياتي ذكره هنا )
أهلي خافوا على من غربة الأرض والناس . ( وللغربة ايضا سيكون حديث ممزوجا باالآهات )
وأنا خفت على نفسي من نفسي .
وكنت كلما لجأت إلى نفسي استنجد بها من ذاتي أجد نفسي تحارب ذاتي !.
يتبع .
أخوكم
أبو عمر