أملاق

[مسعد الحارثي]

املاق

ايقظته زوجته في الثالثة بعد الظهر. نهض من سريره مقاوماً رغبته في النوم. طلب منها احضار كاساً من الشاي وهو في طريقه الى دورة المياه. بعد اخذ حمامه اليومي وحلق ذقنه اتجه الى غرفة الجلوس. فتح التلفزيون. المذيع يقرأ نشرة الاخبار: اعمال مدرجة, استقبال, توديع, انهيار مبنى, قصف, افلاس شركة, الاحوال الجوية. اشاح ببصره. علامات الامتعاض تفترس قسماته. تبادل اطراف الحديث مع ابنه الصغير. احضرت زوجته الشاي. فتاة جميلة تعلن عن نوع جديد من الشامبو. نظر بتركيز, شعر اسود, قوام فارع. احس بلسعة حارة وهويتناول الشاي. صدى صوت غاضب يردد "نحن هنا". طلب من زوجته مرافقته للتسوق. ابنه الصغير استعد ايضاً بحجة شراء بدلة رياضية جديدة. تأكد من وجود محفظته. اعطته زوجته قائمة باحتياجات المنزل. تمعن فيها. استل قلمه. أضاف في أعلى القائمة (شامبو).
وهو خارج من منزله ناوله حارس المبنى مجموعة من الفواتير المتأخرة الواجب سدادها وان لا ينسى احضار وايت لشفط مياه البيارة. نظر الى زوجته وابنه مطالباً اياهم بالتخفيف مستقبلاً من التبول او الامتناع عنه ان امكن. منطقة التسوق بعيدة عن سكنهم. لوحات تقع على جانب الطريق اخذ يتسلى بقرائتها (من اجلك نعمل)، (مائة عام من الرخاء). (الضمان الاجتماعي امان لكل مواطن). (اربط حزام الامان). (خفف من السرعة نحن بانتظارك). "ياساتر!! هي ناقصة". طلب من زوجته ادارة مؤشر الراديو بحثاً عن شيء (يروق). (600 مليون دولار حجم التبرع). صرخ في زوجته "انا قلتلك يروق ما هو يعكنن". ابتدأ مشوار البحث عن موقف حال وصولهم السوق المتفق عليه بأغلبية الاصوات. (ممنوع الوقوف). (مواقف خاصة بالمحل). (ادفع ريالاً تجد موقفاً). عند نزوله من السيارة تقدم منه رجل طاعن في السن:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
- انا جائع اريد ان آكل. قالها وهو ينظر الى الارض.
- هاه..هاه. حاول ان يتكلم ان يقول شيئاً. نظر الى السماء. انهمر صمت مختلف وخيم على الموقف. دمعة حرى تنساب على خده. ماأصعب ان يجوع الانسان في بلد يموت من التخمة. "عليكم اللعنة ايها الباحثون عن وصفات الريجيم في المجلات الهابطة". افاق من هول الصدمة. أخذه بيده بحثاً عن أقرب مطعم. وسط المدينة يعج بالمتسوقين. العمالة الآسيوية لها وجود واضح. طفل يبكي تحاول امه اقناعه بأنها سوف تشتري له الحلوى في المرة القادمة. محجبة تسأل بائع عن حجاب يبرز جمال عينيها. افريقية تفترش الارض و في عينيها استجداء للمارة للشراء من المكسرات التي أمامها. اخيراً وجد مطعم بسيط. سحب كرسياً ودعاه للجلوس ثم جلس قريباً منه وهو مشوش الفكر. نادى على النادل وأمره باحضار الأكل الذي يريده ذلك المسن. تأمل فيه, ثيابه رثة, حزن مستوطن في نظراته, تمتد عروق بارزة في يديه بخطوط متعرجة, جرح متقيح في رجله اليمنى. أحضر النادل الأكل. حاول الشيخ استخدام الملعقة بيد مرتجفة, تركها واستخدم يده. يتناول الأكل بسرعة لايهتم بما حوله. عينه على الصحن فقط. انتهى ونظر الى النادل فأحضر له طبقاً آخر. خفّت الرجفة من يديه، كذلك سرعته في الأكل. بدأ النظر حوله كأنه يشاهد المكان للوهلة الأولى. أحضر له النادل زجاجة مياه بدأ بشربها بتلذذ وقام خارجاً. دخل ابنه المطعم بحثاً عنه قائلاً " امي زعلانة". ذهب معه. امتص غضب زوجته. حدثها بالقصة كاملة. عند عودتهم الى المنزل لمح لوحة اعلانية. تمهل. اخرج الثلاثة رؤؤسهم من خلال نوافذ السيارة، وبدون اتفاق مسبق بينهم قالوا بصوت واحد:

تفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــوه --------------------------





جدة
ديسمبر 2002 م

[مجاهد اليامي]

الأستاذ / مسعد
يبدو واضحا أنك مازلت تحمل الكثير في جعبتك من المدهش والمضمخ إبداعا
قصتك هنا قاسية في كل شيء :
في التعابير .. المضمون .. الإيحاءات ..طريقة السرد ..النهاية..
لقد تحول مبضع الجراح الذي يفتش عن الجروح
إلى سكين فضحت واقعا وسلخته عاريا ...
لا يسعني إلا أن أهرب من واقعها الأليم ..إلا التصفيق إعجابا

تحياتي الجحفانية

[الدانة]

أخي الفاضل مسعد الحارثي

جرئ كعادتك000 قوي كعادتك0000 متمكن كعادتك 0000


عدم اهمالك لأبسط التواصيف تجعلنا نعش مع ابطالها ابسط التفاصيل


فشكرأ لك على اتحافنا بدررك دون مقابل


لاتحرمنـــــــا تواجدك معنا بالقسم الأدبي


لك منى باقة من الورد مغلفة بوريقاات الجــــوري




الـــــدانـــــــــــــــــة

مضامين
تركيز
ابداع
عوالم
اكتمال الادوات
مسعد؟ لا تعد تتاخر فنحن بحاجة سردك الجميل

[محمد حسين صميلي]

إملاق جاء العنوان فاضحا لصورة النص فالقاص طرح فكرته مباشرة بلا مواربة وغلب عليها أسلوب السرد حتى أنه دلق كل سرده على ذهنية القاريء مباشرة ونتيجة لذلك طغى على النص التكلف بلافتاته ( اعمال مدرجة, استقبال, توديع, انهيار مبنى, قصف, افلاس شركة,.... (من اجلك نعمل)، (مائة عام من الرخاء). (الضمان الاجتماعي امان لكل مواطن). (اربط حزام الامان).....)
فلقد أثقلت كاهل النص فمثلا لو أضمرها في نصه وختم بها نهاية القصة كما فعل في نهايتها لكانت أضفت على نهاية القصة - في نظري - نهاية جميلة ومفاجئة ولكانت خدمت النص أكثر حيث باسلوبه هذا جاءت نهاية القصة باهتة نوعا ما
كما أرى أن القاص حين يبدي تذمره من وضع رجل جائع في بلد متخم لا يعبر عن طبقة بائسة معدمة بل يتكلم عن هموم طبقته من ذوي الدخل المحدود فبطل قصته يملك سيارة وشقة
هذا لا يتنافى إطلاقا مع تمكن الكاتب من أدواته القصصية التي خرجت لنا بهذه القصة

[أحمد القيسي]

لعلي لا أدري ما الأجمل أن يكون الإنسان كاتبا أو أن يكون الكاتب إنسانا ؟
لعله لا يهم إن كان كلاهما سوف يصور واقعا ملموسا ويبرز خللا اجتماعيا يحاول البعض تجاهله أو يعمل على تعتيم الرؤية من حوله والحقيقة شمسا حين تشرق لها نور يشع فلا تستطيع أعيننا حين نواجهها رؤية الأشياء بشكل واضح إلا إذا وضع أحدنا كفه على حاجبيه أو أرتدي نظارته الشمسية ومع ذلك تظل حرارتها تلسع وجهه فلا يملك إلا أن يصدر لها قفاه أو يتحاشى كل هذا ويبقى في منطقة الظل
يأكل جهد الكادحين ويشرب العرق المتصبب من جباههم .
جبان من يرى عيوب الدنيا فيدس رأسه تحت الصمت .. وسامح الله الكاتب فلقد احتطب الحروف والكلمات من البيئة التي نعيش فيها بدأ بالبيت فالشارع فالسوق فجمع كل ما تقع عليه يده أو يحط فوقه بصره أو ساعده الآخرون وناولوه بعضها ليلقي بهذه الكومة في خندق سرده ويشعلها بإبداعه وأسلوبه السهل البسيط والبعيد عن التعقيد في اللفظ والمعنى والمضمون
لا أتصور وأنا اجلس على الكرسي أقرأ هذه القصة في طقس بارد أنني بحاجة إلى مدفأة ألتمس بعض الدفء منها فما تحويه مذكرة هذا الكاتب من تدوين مشاهد وأحداث نصف يوم من حياته تغني النار المشتعلة في سطورها عن ألف مدفأة ....أنا لا أبالغ في الوصف ومن يظن ذلك فهو لم يلمس حقيقة الحياة عندما تكون شحيحة تلوك الأحياء وتلفظهم على قارعة الطريق فنرى أمام أعيننا - إملاق - شدة البؤس والفقر والحاجة عندما يصل الجوع إلى حد فيه يسفح دم طفل وهو يركض خلف سائق سيارة يبيع بعض أشيائه حين يستبيح دمه سائق متهور أتخمت قدمه العافية فلم يستطع رفعها من على دواسة البنزين ... أو حين تجعل رجلا طاعن في السن يغسل بماء وجهه أيدي وأرجل المارة وهو يستجدي الطعام .
رائع هذا الكاتب عندما زرع إحساسه المعذب في كل خلية من جسدي ليحصد تفاعلا يرغمني على الانصهار في صهاريج سرده وإبداعه الذي انفجر بركانا في داخلي لأكتب دون توقف تعليقا لم ينتهي إلا حين طرقت دمعة حائرة في عيني باب محجرها لأضع القلم من يدي وأسحب منديلا أجففها به..

[مسعد الحارثي]

اخي جحفان


اشكرك من قلبي . ااسف لتاخري في الرد وذلك لظروفي العمليه . جحفان ااتمنى اليوم الذي نكون فيه مجتمع طاهر .مجتمع بدون اخطاء ... املا ان يكون ذلك اليوم قريبا انشاء الله ...................... لك ودي

[طيب القلب]

مجتمع طاهر[.....و بدون اخطاء!!!! ............ ياة دانت متفائل أوي يابني !!!!!

[طيب القلب]

المكرم الدكتور مسعد
برافووووووووو امانة تستاهل جمارة خمير وصحن مرسة وحوتة مالحة وزربتين بقل . وبعدين توشع منها لما تورم ؟ هاة ولازم تتجشع وتهبلك نخصين لما يرد دومان وتقوم وتهب محزمين قصب خضر على معقاب حنق مسهوة يكون وقتها قد وصل امشاقي من عند هباش وبعدين تهبلك ثنتين مخاد متكا وتفتح امقرف وتنقي محزمة اللي عليها امعثرب ودعسة لما تغدى لجاعك كنها دبعة وتتحفنا بالله بقصة كذا مزركششششششششششة ولك تحياتي انت والحاضرين

[طيب القلب]

ياجحفان
اقول اخرج نفضة.... بهزتاني ياخي والله احسب امجهاز وقع فية ماس مابو لحطيت معظلي على اسمك الا هو ينتفض امانة بالله ياخي بيني كيف تيه الحركة

[مسعد الحارثي]

المكرم الدكتور مسعد
برافووووووووو امانة تستاهل جمارة خمير وصحن مرسة وحوتة مالحة وزربتين بقل . وبعدين توشع منها لما تورم ؟ هاة ولازم تتجشع وتهبلك نخصين لما يرد دومان وتقوم وتهب محزمين قصب خضر على معقاب حنق مسهوة يكون وقتها قد وصل امشاقي من عند هباش وبعدين تهبلك ثنتين مخاد متكا وتفتح امقرف وتنقي محزمة اللي عليها امعثرب ودعسة لما تغدى لجاعك كنها دبعة وتتحفنا بالله بقصة كذا مزركششششششششششة ولك تحياتي انت والحاضرين

شكرا ياطيب القلب . اولا أنا لست دكتور ( يمكن دكتور في نظرك )

ثانيا لو كان ردك بالفصحى لكان أجمل با لرغم من جمال لهجتكم التى افهم تسعون في المئه مكن مفرداتها . هباش هو الشخص المهم في نظري . شكر ا مره اخرى .

[مسعد الحارثي]

1- يادانه لااملك الا ان اشكرك على كل حرف سطرتيه
2- فراس لك خالص الود
3- محمد اصميلي انت حر في رايك اشكرك اخي محمد على عبورك الجميل
4- احمد القيسي الرد على ماكتبت يحتاج مني الى وقت يعجبني فيك تفاعلك الانساني لااملك الا ان اقول لك شكرا شكرا شكرا

رغم قدم الموضوع
إلا أنني لم أقرأه ولم ألحظه إلا الآن
بعد أن قرأت هذا الموضوع الذي يخبرنا بترجمة النص في مواقع أجنبية

ماأصعب ان يجوع الانسان في بلد يموت من التخمة. "عليكم اللعنة ايها الباحثون عن وصفات الريجيم في المجلات الهابطة"

يا لها من مفارقات عجيبة
ويا له من واقع يبعث على العجب والتعجب .

ولكن يطل هنا سؤآل :
هل هذا الواقع لا يوجد إلا في بلد البطل ،
أم أنه موجود في أغلب البلدان الغنية والمتقدمة أيضا ؟

وهناك قاعدة مشهورة ومعروفة ، وهي :
إذا كان التفاوت بين طبقات المجتمع كبيرا
فذلك خطر داهم قد يؤدي إلى انهياره .

شكرا
مسعد
لقد افتقدناك كثيرا
شكرا
أيها الرائع

[مسعد الحارثي]

رغم قدم الموضوع
إلا أنني لم أقرأه ولم ألحظه إلا الآن
بعد أن قرأت هذا الموضوع الذي يخبرنا بترجمة النص في مواقع أجنبية

ماأصعب ان يجوع الانسان في بلد يموت من التخمة. "عليكم اللعنة ايها الباحثون عن وصفات الريجيم في المجلات الهابطة"

يا لها من مفارقات عجيبة
ويا له من واقع يبعث على العجب والتعجب .

ولكن يطل هنا سؤآل :
هل هذا الواقع لا يوجد إلا في بلد البطل ،
أم أنه موجود في أغلب البلدان الغنية والمتقدمة أيضا ؟

وهناك قاعدة مشهورة ومعروفة ، وهي :
إذا كان التفاوت بين طبقات المجتمع كبيرا
فذلك خطر داهم قد يؤدي إلى انهياره .

شكرا
مسعد
لقد افتقدناك كثيرا
شكرا
أيها الرائع

الجميل أبو إسماعيل
أنا معك فى أن التفاوت بين طبقات المجتمع
خطرا داهم.نتمنى أن لايحدث ولكن المؤشرات
تقول عكس ذلك.

[مسعد الحارثي]

رغم قدم الموضوع
إلا أنني لم أقرأه ولم ألحظه إلا الآن
بعد أن قرأت هذا الموضوع الذي يخبرنا بترجمة النص في مواقع أجنبية

ماأصعب ان يجوع الانسان في بلد يموت من التخمة. "عليكم اللعنة ايها الباحثون عن وصفات الريجيم في المجلات الهابطة"

يا لها من مفارقات عجيبة
ويا له من واقع يبعث على العجب والتعجب .

ولكن يطل هنا سؤآل :
هل هذا الواقع لا يوجد إلا في بلد البطل ،
أم أنه موجود في أغلب البلدان الغنية والمتقدمة أيضا ؟

وهناك قاعدة مشهورة ومعروفة ، وهي :
إذا كان التفاوت بين طبقات المجتمع كبيرا
فذلك خطر داهم قد يؤدي إلى انهياره .

شكرا
مسعد
لقد افتقدناك كثيرا
شكرا
أيها الرائع

الجميل أبو إسماعيل
أنا معك فى أن التفاوت بين طبقات المجتمع
خطرا داهم.نتمنى أن لايحدث ولكن المؤشرات
تقول عكس ذلك.
تحيتى لك وسوف أكون بالقرب.

[الخزاعي]

شكراً لك ايها الأديب الساخر و"إملاك" ترجمة الى عدة لغات في العالم وكل المنتديات الانترنت تقف "أحتراماً لهذه القصة الهادفة" "إملاك" جلعتني اتشرف بالإنظمام لهذا الصرح العظيم............................
شكراً لك ايها الكاتب المبدع وننتظر جديدك بلهفة فلاتحرمنا كلماتك الجميلة.........................
تقبل تحيات/
اخوك الخـــــزاعي

[مسعد الحارثي]

شكراً لك ايها الأديب الساخر و"إملاك" ترجمة الى عدة لغات في العالم وكل المنتديات الانترنت تقف "أحتراماً لهذه القصة الهادفة" "إملاك" جلعتني اتشرف بالإنظمام لهذا الصرح العظيم............................
شكراً لك ايها الكاتب المبدع وننتظر جديدك بلهفة فلاتحرمنا كلماتك الجميلة.........................
تقبل تحيات/
اخوك الخـــــزاعي

شكرا ياخزاعي علي مرورك الجميل.