فَرَاغْ



لَمْ أَنْفَكَّ أَنْ أَلْتَزِمَ اَلصَّمْتَ حِيَالَ مَا هُمْ فِيْ دَوَّامَتِهَا مُغْمَسِيْنَ حَتَّى تَتَنَحَّى عَنَّا جُلِيَّاً رَغْمَ تَغَيُّبِ أَدْنَى مَا يَبْعَثُ أَنْ أَتَفَائَلَ بِانْقِشَاعِ أَغْبِرَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَنْفَدَ صَبْرِيَ إِلَى قَعْرِ دَارِهِ.
هُمْ وَأَنَا وَثَمَّةَ فَرَاغٌ كَثِيْفٌ مُرَاوِغٌ يَحُفُّ أَمْكِنَتَنَا فَارِدَاً مِصْرَاعَيّ يَدَيْهِ عَلَى مَدِّ اَلرُّؤُوْسَ غَيْرُ مُبَالٍ بِنَا وَلَسْنَا نَحْنُ اَلَّذِيْنَ أَوْلَيْنَاهُ نَزْر بَصِيْصٍ مِنْ اِهْتِمَامِنَا لِأَنَّا اَلْمُنْدَاحِيْنَ بِوَسْطِ حَلْقِهِ تَمَامَاً كَاللُّقْمَةِ اَلْغَيْرُ سَائِغَةٍ اَلْبَتَّة. لُقْمَةٌ خَلَتْ مِنْ أَبْسَطِ مُمَرِّرٍ لِعَمَلِيَّةِ بَلْعِهَا كَيْمَا تَنَلْ حَقَّ هَضْمَهَا مَعِدِيَّاً، حِيْنَمَا تَنْشِبُ جَافَّةً بِتَجَاوِيْفِهِ وَاَلْمَاءُ عَنْ مُتَنَاوَلِ اَلْكَفَّيْنِ بَعِيْدٌ بَعِيْدُ.
صَمْتٌ حَشَرَ طَعْمَهُ. لِذَا فَضَّلْتُ تَمَسُّكِيْ بِعُنُقِهِ لِئَلاَّ أَضْطَرَّ فَضَّ ضَجَرِيْ فَارَّاً عَنْ اَلدَّوَّامَةِ إِيَّاهَا. "إِنَّ اَلصَّمْتَ سِلاح الْعَجَزَة".
أَعْرِفُ جَيِّدَاً هَذِهِ اَلْعِبَارَةَ وَأَنَّهَا تَنْجِحُ فِيْ مَسْأَلَةِ فَرْضِ نَفْسِهَا إِبَّانَ اَلْفَرَاغ كَمَعْرِفَتِي بِمَدَى جَدْوَاهَا فِيْ حِيْنِ اَلتَّكَتُّمِ عَلَى رَائِحَةِ مَا يُخْشَى مِنْ بَثَّ تَفَاصِلَه لأَيَّ مُبَرّرٍ أَوْ فِيْ حَالِ ظَرْفٍ، فِيْ اَلْتَّعَرِّ، غَارِقْ!
مَرَّةً أَخْبَرِنِي شَخْصٌ مَا أَنَّهُ، اَلصَّمْتَ، فِعْلٌ مُخْزٍ يُلْتَزَمُ بِهِ مَلِيَّاً تِّجَاهَ عِدَّةِ أَحْدَاثٍ وَمَشَاهِدٍ يَوْمِيَّةٍ وَمَوَاقِفَ حَيَاتِيَّة تَنْهَال فَوْقَ رَأْسِ اَلْوَاقِعَ بِشَكْلٍ يَوْمِيٍّ
قَاطَعْتُهُ "وَبِصِفَةٍ مُسْتَعِرَّة"!!
-.......!!
إِنَّهُ كَذَلِكَ لَمَّا يُرَ اَلظُّلْمَ يَتَمَطَّى بَيْنَ اَلنَّاسِ، اَلْمُصَعِّرِيْنَ أَنْفُسَهُمْ إِزَاءَهُ، بِصُوْرَةٍ دَائِمَة الْحُصُوْلِ فِيْ ظِلِّ لاَ شَمْسٌ وَأَفْوَاهٌ كُبِّلَتْ بِلَكْنَةِ صَمْتٍ مَقِيْتٍ حَتَّى إِنَّ مُجَرَّدَ اَلتَّلْوِيْحَ وَلَفْتِ اَلاِنْتِبَاهِ أَنْ هُنَاكَ/هُنَا خَطَأٌ جَسِيْمٌ قَدْ لاَ يَحْتَمِلَ غَضَّ أَكُفّ اَلإِنْقَاذِ أَوْ اَلإِنْتِشَالِ عَنْهُ إِنْ لَمْ يَتِمَّ أَخْذُهُ مَحْمَلَ جِدٍّ عَلَى أَعَلِّ تَبْرِيْرٍ قَدْ يَقْذِفَ بِأَنْتَ خَلْفَ قَطِيْعِ اَلْمُتَشَبِّثِيْنَ بِالْعُصِيِّ مُعْتَمَّةُ اَلْمَقَابِض!
تَبَّاً.. تَبَّاً لِيْ!!
كُنْتُ مُتَأَكِّدَاً أَنِّي سَأَبْتَعِدُ عَمَّا بِدَأْتُ بِسَكْبِ تَفَاصِيْلِهِ لِوَادٍ مُغَايِرٌ عَنْ وَادِيْهِ، وَلاَ يَنْصَبُّ فِيْ وِعَاءٍ غَيْرَ مَا عَنَيْتُ بِسَرْدِهِ مُذْاكَ حَتَّى حَرْفَئِذٍ، إِنَّمَا هَا هِيَ ذِي (يَتْبَعُهُ)







... فَأنْتَصَرَ اَلْفَرَاغَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَفِيْهِ نَحْنُ كُلَّنَا!!!