الغالي عدت كما وعدت
ويبدو أنني عدت بعد أن كثر الهرج والمرج
سؤالك كلاسيكي
ولكن صعوبة اجابته لا يدركها الا من قرأ ما خلف السطور
ودعني ابدأ بكل من ادعى الوسطية
لأقول إن الكل يدعي الوسطية ويعرفها على هواه
كل الاسلاميين بلا استثناء يصنفون انفسهم أنهم أصحاب وسطية
وحتى بعض الليبراليين كذلك
ولكن المشكلة في الواقع
أعود الى سؤالك لأقول:
ان لفظة الاسلاميين لفظة مطاطة وواسعة
من تقصد منهم:
الاخوان كبرى وام الحركات
ام السروريين الابنة الرؤوم لها
ام الجهاديين بمختلف تصنيفاتهم
ام الصوفيين بتفاوت مراتبهم
ام الجاميين المتعصبون
ام ....
وهلم جرا
فرق كبير بين كل هذه الطوائف
والليبرالين كذلك فئات وطوائف
منهم من يسمي نفسه
ومنهم من سماه البعض نظرا لطرحه رأيا واحدا يخالف التيار العام
ولا زالت الحرب الضروس مستمرة وستستمر مادام العقلاء يجهلون الغايات العظمى
ياويل من صبغته لعنة اللبرلة ولو كان بغير بحق
في نظري ان الاسلاميين والليبراليين يدورون حول ذواتهم كثيرا
ويحفرون في دوائر ضيقة لم يبارحوها
فالليبراليون مصرون على قضية المرأة
والاسلاميون شغلهم الشاغل اقفال المحلات وقت الصلاة والفرق بين النقاب والغطاء
ومازالوا يوسعون الهوة بين ابناء المجتمع بناء على رؤى واهية
ومازالوا لم يصلوا الى نقاط اتفاق ولن يصلوا
لأن الاسلاميين يضعون الليبراليين في سلة واحدة متطرفهم ومعتدلهم
والليبراليون يتعاملون مع الاسلاميين على أنهم متخلفين يجرون المجتمع الى الوراء قياسا على تصرفات هوجاء
من بعض اولئك الذين لم يفقهوا غاية واحدة من غايات الاسلام
كل يزايد للأسف بمصالح المجتمع لأجل ايديولوجيته الضيقة
لا اسلاميين ارتقوا بالمجتمع
ولا ليبراليين سلموا المجتمع من حمأة التأمرك التي يقودها غلاتهم
ولعل برهان غليون قد أجاد في تشخيص هذه الظاهرة في كتابه (اغتيال العقل)
وأوفاها حقها الكاتب الفذ محمد عابد الجابري في كتابه (التراث والحداثة)
وان أردت اجابتي الشخصية
فأنا إنسان أدعم كل ما يكفل عيش الكرامة للإنسان كإنسان بعيدا عن انتماءاته
أنا وطني أبحث واشجع كل مشروع يرقى بوطني ويحرره من رق التخلف
اما تلك المسميات
فهي اسطوانات مشروخة يرددها اصحابها ليس لخدمة الوطن بل لخدمة آخر
لك ودي