الحب والزواج :
يلعب الحب دورا هاما في حياة الإنسان فهو أساس الحياة الزوجية وتكوين الأسرة ورعاية الأبناء وهو أساس التآلف بين الناس وتكوين العلاقات الإنسانية الحميمة وهو الرباط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه ويجعله يخلص في عبادته وفي اتباع منهجه والتمسك بشريعته ويظهر الحب في حياة الانسان في صور مختلفة فقد يحب الانسان ذاته ويحب الناس ويحب زوجته وأولاده ويحب المال ويحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم ، ونجد في القران الكريم ذكرا لهذه الأنواع المختلفة من الحب 0 وتنتشر كثير من الأفكار الوهمية والقصص الرومانتيكية حول الحب والزواج ، وتدور الفكرة التقليدية القديمة عن الحب والزواج حول أسطورة وجود رجل واحد معين من نصيب إمرأة معينة ، وعندما يجود القدر بأن يلتقيا ، يقعان في حب عميق ، وأن الشخص لا يقع في الحب إلا مرة واحدة مع الشخص الموعود 0 وعندما يقع الشخص في الحب ويشعر به يسيطر على حياته ويشغل تفكيره ، وأنه ينبغي على المحب إن كان مخلصا في حبه حقا أن يسعى وراء الزواج بمن يحب مهما كلفه هذا السعي من صعوبات ، وعندما يتزوج الشخص بمن يحبه ينتهي شقاؤه ويركن إلى حياة سعيدة طوال حياته 0وحقيقة فالواقع ينفي هذه الأفكار الأسطورية الوهمية ، فكثير من الأشخاص يمكن أن يقيم حياة ودية سعيدة ويتزوج زواجا موفقا يوفر الكثير من الإشباع ، وغيرهم قد يقيم حبا ويتزوج ، ولكن يفشل زواجه لاعتبارات كثيرة ومنها ما قد سبق ذكره 0 إن الكثير من الأشخاص ومنذ الطفولة وحتى سن الكهولة يمارس ألوانا مختلفة من الحب مع كثير من الناس ، وتختلف هذه العلاقات عن بعضها البعض وتتمايز في نوعيتها ، ومع ذلك تجمعها صفة مشتركة هي الحب 0 إن الحب الرومانسي ، أو الحب الذي يسبق الزواج ويستمر خلال الحياة الزوجية يختلف عن أنواع الحب الأخرى كما يختلف عن الحب الأبوي أو الأخوي أو البنوي ، ويتميز عنها جميعا 0 ونعرفه بأنه : ينشأ عن إدراك الشخص للفروق الجنسية والاستجابة لها ، ويتركز هذا الحب حول شخص من الجنس الآخر يثير في الفرد الدوافع الجنسية ويعتبر هدفا لتحقيق آماله الزواجية ويؤدي إلى نوع من المشاركة العميقة في العلاقات الزوجية 0
• أنواع الأشخاص في الحب :
1ـ الشخص ضحية قلق أحد والديه : وهذا الشخص يكون ضحية قلق شديد لأحد والديه ، ولا يكون لديه الاستعداد التام لحب شخص آخر طالما كان يحب والده بطريقة طفلية ، ويبدو له أنه يحب شخصا شبيها بالوالد أو يحل محله 0
2ـ الشخص النرجسي : وهو مثل الشخص الأول ، ولكنه يركز حبه على نفسه ، فيتعذر عليه أن يوجه حبه لشخص آخر 0
3ـ الشخص العدواني : وهو الشخص ذو الميول العدوانية والاستغلالية تجاه الجنس الآخر ، فإنه من الصعوبة بمكان أن يحب الحب الصادق 0
• صفات الحب الصادق :
1ـ أنه ينشأ نتيجة مواقف عديدة ، وليس موقف واحد مفاجئ ، أو إتصال آني 0
2ـ أن فيه تقدير شامل وكامل لكامل جوانب شخصية الآخر ، وليس لبعض الصفات 0
3ـ فيه ثقة وشعور بالأمن ، مع الفهم الكامل والقبول لشخصية المحبوب بكل محاسنها ومساوئها 0
وينمو الحب بين الزوجين بتقدم الزواج ، وينشأ من خلال الألفة والعلاقة المتبادلة ويحل الحب الزوجي محل الحب الرومانسي بزيادة التعارف والمعاشرة ، ويستطيع الشخص أن يتأكد من الميل الذي يشعر به يكفي لأن يقبل الزواج بالإجابة على الأسئلة التالية :
س ـ هل ترغب في سعادة شريك حياتك ؟ وهل تساعده في القيام بالأشياء التي يميل إليها ؟
س ـ هل أنت مستعد لعلاج الصعوبات التي تعترض حياتك الزوجية ؟ وهل تستطيع أن تتغاضى عن إعتبارات الكرامة في حياتك الزوجية والعمل على تفهم الطرف الآخر مهما اختلفت وجهات النظر ؟ 0
س ـ هل تفكر بأسلوب جماعي عندما تقوم بالتخطيط ؟ وهل تخطط لمستقبلكما معا ؟ هل ناقشت أمالك ورغباتك مع الطرف الآخر ؟ هل تشعران بأنكما شركاء في هدف عام ؟ وهل يقدر كل منكما أهداف الطرف الآخر ؟ 0
إن الحب كالنبات يجب تزويده بالغذاء والعناية حتى يظل على حيويته وإزدهاره 0 ويعتبر تقديم الهدايا البسيطة ، وتذكر المناسبات الخاصة ، والاهتمام ، والنظرات الودية ، وإبداء التقدير والتشجيع لجهود الطرف الآخر ، والإصغاء وإبداء الرأي والمشاركة ، كلها من الأمور التي تثري الحياة الزوجية 0
غدا أكمل إن شاء الله تعالى 0