نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

قصة قصيرة


لا تقنطي أبدا ً مِنْ رحمةِ المَـطَــر ِ =فقد أ ُحِـبّــكِ في الخمسينَ من عُمُري
وقد أ ُحِــبـُّــكِ، والأشجارُ يابسةٌ =والثلج يسقطُ في قلبي ، وفي شَعري
وقد أ ُحبُّـكِ ، حين الصيفُ غادَرَنا =فالأرضُ من بعدهِ ، تبكي على الثـمـَـر
وقد أ ُحِـبـُّــكِ ، يا عصفورتي ، وأنا =مُحَاصَرٌ بجبال الحزن ِ والضَجَر ِ
قد تحملُ الريحُ أخبارا ً مُطَمْئِنة ً =لناهديكِ ، قـُـبَـيْـلَ الفجر ، فانتظري
لــَنْ تخرجي من رهان الحبِّ خاسرة ً =عندي تُراثي .. وعندي حِكْمَةُ الشَجَر ِ
فاستمتعي بالحضاراتِ التي بقيتْ =على شفاهي ، فإنّي آخرُ الحَضَر ِ
قرأتُ شعري عليها .. وهي نائمة ٌ =فما أحسَّتْ بتجريدي ، ولا صُوَري
ولا تحمَّسَ نهداها لقافيةٍ =ولا استجابا لقَيْثَار ٍ ولا وَتَر ِ
هَزَزْتُها من ذراعَيْها .. فما انْتَبَهَتْ =ناديتُ : يا قِطّتي البيضاءَ .. يا عُمُري
قُومي .. سأُهديكِ تيجانا ً مُرَصَّعة ً =وأشتري لكِ ما في البحر من دُرَر ِ
وأشتري لكِ بلداناً بكاملها=وأشتري لكِ ضوءَ الشمس .. والقَمَر ِ
ناديتُ .. ناديتُ .. لكنْ لم يُجبْ أحَـدٌ =في مخدع الحُبِّ، غيرُ الريحِ والمَطَر ِ
أَزَحتُ أثوابَها عنها .. فما اكترثتْ =كأنَّها يئِستْ مِنّي .. ومن خَطَري
وكان ليلي طويلا ً .. مثلَ عادتِهِ =وكنتُ أبكي على قبريْن من حَجَر ِ