سيرة 16

مقابل الرعي طيلة أيام الصيف وعدني أبي بأن يهبني خروفا فتيا ، و حدده ليضفي على وعده نوعا من المصداقية .... كما وعدني بأن يتولى بيعه بنفسه عند انقضاء الصيف ..............
بدوري - و بعد قبول هذا العرض السخي - كنتُ أعاملُ هذا الخروف معاملةً خاصة - كانتْ هذه أولى مظاهر الفساد الإداري لديّ - ، كنتُ مثلا أجعله قائدا للقطيع ؛ و أحيانا أقدمه على البقية في ورود الماء ، و في أحايين أخرى أهبه مساحة خاصة من المرعى ليضرب فيها طنباً لا تنزعها رياحُ المنافسةِ المحمومةِ من قِبل الخرافِ الأخرى .....
...............................
.........................
..............
....
.
............. عنما بدأ الصيفُ في جمعِ خيوط شمسه الحارقة - و بدأتُ حصر ما أرغب في ابتياعه من أحلام - ، كان خروف الامتيازات الخاصةِ يستيدرُ عافيةً ، و يجني المزيد من المكاسب ...
لعلَّ أهمها مع نهاية الصيف ، أنني كنتُ أتغاضى عن تخلفه في الحظيرة عن رفقته البائسة .........
.... و في هذه الأخيرة كان مصرعه ، حيثُ كانت الحظيرة تجاورُ منزلنا الذي ما زال يُبنى حينها ، و كان خزانُ المياه فيه فاغرا كدرويش تنتابه دهشةٌ مؤبَّدة ...



..... جاء في التفاصيل التي تلت الحادثة أن أحد حكماء القرية قال :

- من الآن فصاعدا ، علينا أن نُعَلِّمَ خرافنا السباحة ...!

أجاب آخر :

- إنها تسبح بالفطرة ، و لكن عليكم أن لا تهبوها .. لعديمي الحظ !

.


__________________