وكالات ـ واشنطن ـ لندن
بدأت البحرية الأميركية الثلاثاء تنفيذ مناورات عسكرية في الخليج، هي الأكبر منذ غزو العراق عام 2003، بمشاركة العديد من القطع البحرية، فيما قد يعتبر استعراضا للقوة على مرمى حجر من الجمهورية الاسلامية الايرانية وسط أجواء من التوتر تشوب العلاقات.وتتضمن المناورات، التي تضم حاملتي طائرات أميركيتين، وأسرابا من المقاتلات المتطورة، تدريبات لمحاكاة سيناريو هجومي، في المنطقة الأشد حساسية، حسب مراسلين.وتجري المناورات في منطقة تمر عبرها ثلث كميات النفط المنتج عالميا. وتشارك في النشاطات العسكرية المرافقة لتلك المناورات مجموعتان ضاربتان من سفن البحرية الأميركية، وحوالي مائة طائرة مقاتلة، حيث ستنفذ مهام افتراضية في مياه الخليج، المزدحمة بخطوط نقل النفط والسفن.
وكشف بيان للبحرية الأميركية أمس ان حاملة الطائرات جون ستينس دخلت مياه الخليج أمس الثلاثاء، ترافقها المدمرة انتيتم المزودة بصواريخ كروز.
وأكدت البحرية إن ستينس ستشارك خلال وجودها في الخليج بمناورات عسكرية، إلى جانب المجموعة القتالية التي تقودها حاملة الطائرات أيزنهاور قبل التحاقهما بمقرهما الجديد، تحت إمرة الأسطول الخامس المتمركز في مملكة البحرين.
واعتبر البيان أن هذه المناورات ستؤكد قدرة القوات المشاركة على تخطيط وتنفيذ العمليات، كجزء من التزام الولايات المتحدة الطويل الأمد بالحفاظ على استقرار وأمن المنطقة.
وتتزامن هذه التحركات العسكرية الأميركية مع التحذير الشديد اللهجة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي أمل في أن تنجح الجهود الدبلوماسية بحل أزمة البحارة المعتقلين في إيران مهددا باللجوء إلى أوجه أخرى من التحرك.
وقد جرت تلك المناورات تحت أنظار مجموعة ضاربة فرنسية، تقودها حاملة الطائرات شارل ديغول، المتمركزة على تخوم الخليج، في مهمة مرتبطة بدعم قوات حلف شمال الأطلسي، العاملة في أفغانستان، وفقا للأسوشيتد برس.
وفي المقابل، شهد مطلع العام الحالي عدة مناورات عسكرية إيرانية، اعتبرها المراقبون بمثابة رسالة من طهران إلى العالم لإظهار قدرتها الرادعة. فقد قامت القوات الإيرانية في يناير بتجارب على صاروخي زلزال وفجر- 5.
وقد سبقت ذلك مناورة شهر نوفمبر، حيث تم إجراء العشرات من التجارب الصاروخية من بينها صاروخ شهاب - 3 ، الذي قيل إنه قادر على الوصول إلى عمق إسرائيل، فيما يتمتع صاروخ فجر- 3 بالقدرة على حمل عدة رؤوس حربية، وضرب عدة أهداف في آن معاً دون أن تتمكن أجهزة الرادار من رصده.
وتنفذ طهران مناوراتها تحت شعار هو: وضع حد للأدوار التي تلعبها القوى العالمية في منطقة الخليج، غير أن ذلك لم يمنع الولايات المتحدة من مواصلة إرسال التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.
وكانت قد أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل تدريبات مشابهة الشهر الجاري، شارك فيها الآلاف من الجنود في اختبار طرق جديدة لاعتراض صواريخ هجومية قادرة على حمل رؤوس نووية وكيمائية وبيولوجية.