سيرة 33
" قال لي :
ما أجمل القتلى ،
هناك موزعين على المداخلِ يحرسون قبورهم .
هل كنتُ مختلجا يواري عاره ؟
أم كنتُ مثل الوقتِ محتلا ؟
من لي بذاكرةٍ تحاصرني ...
.............. و لا تبلى ؟! "
يقفز هذا الشطر لأحمد ضيف الله العواضي إلى ذاكرتي كلما حاولتُ نبشها ..
فيزرعني في أسئلةٍ مؤذيةٍ لا حصر لها .
إنها الجناية البيضاء لذاكرةٍ تتمترسُ بخياراتِ اللاجدوى
و ترفعُ شعار التجاوز ............. و الغفران !
سيرة 34
لا تجرؤ على اجتثاثك من مكانك ،،،،
الوقتُ يتطاول في غبنٍ مقصود لك و لأمثالك من المشاكسين ،
و المعلم يشرح .... و يشرح .... و يشرح ،
تجربُ أن تمرِّر شيئا من تحت طاولتك لطالب آخر ،
" براية " مثلا ... " قلم رصاص " ....
تتلفَّتُ إلى النوافذ ، تعدها ....
واحد ، اثنان ، ثلاثة ، ....... ألف ..... مليون .... مليارات ... إلى ما لا نهاية ..................................
حين يباغتك الأستاذ :
انتبه ، أيها الكسول ...
تتثاءب ، ثم بصوتٍ يجلجلُ في داخلك :
ما أكثر النوافذ في رأسي يا أستاذ ..........!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هل تعلمون على وجه الدِّقة كم من الوقتِ يؤجلنا عنَّا في هذا الفصل يا رفاق ؟!!!
__________________
سيرة 35
كنا نجلسُ في الحقل المواجه للقرية ، نسردُ أسماء ساكنيها واحدا واحدا ، و نتلذذُ " بغيبةٍ " لا تضر ، عندما أكمل دورته ، كتبتُ في " قصيدتانِ للمغني / مرثيتان توغلانِ في دمي " :
إلى ذكرى عقيل بن عقيل رحمه الله :
صديقي ..
يصرُّ أن يموت ،
برغم أنني أحمله إلى مسارب الضياء .


رد مع اقتباس