سيرة 56
لا تسحقني أيها المهذب ..
فليست القهوة ( العربية ) التي طلبت من آسيوي مكتبك المدرب أن يقدمها لي تبررُ لك سحقي ..
و ليس ولعك بامتلاك أرقى أدوات الترفيه في مكتبك تبررُ لك سحقي ..
و ليس وجه سكرتيرك النابض بالفأل يبررُ لك أن تتمادى ..
.....
أيها الأنيق الذي عرض عليَّ بفوقية أن يوصلني إلى بر الأمان ، و أن يهبني اليسير من وقته الثمين ، و الذي ثرثر كثيرا حول تاريخه في إدارة هذه المنشأة الشاهقة ..
لا تسحقني ..
لأنني عندما حضرتُ إليك هنا لم آتي لاستجدائك هبة على هيئة عقد يقطرُ ذهبا ..
و إنما جئتُ إلى هنا لأحصل على ما أريدُ بشرفٍ صِرف ..
أيها الناجح .. المتبرع بهبة نجاح صغيرة للمبتدئين .. ليضيفهم إلى أحاديثه الكثار عن الصعود ..
جئتك اليوم لأكتب سيرتي بيدي لا بيديك ...
.
سيرة 57
الفوز الوحيد في هذه الحياة هو أن تظفر بأقل الخسارات فداحةً ! .
سيرة 58
لؤلؤةٌ أقطفها من المزاد ،
و حالما أعود بالتفاحِ و الوعود ..
تسألني حبيبتي :
- كيف وجدتني هذا المساء ؟!.
سيرة 59
كن لا شيء على الإطلاق
لتصبحَ كلَّ الأشياء .
سيرة 60
في اتصالٍ هاتفي قال لي :
عبدالمجيد الزهراني يسأل عنك ؟
قلتُ له : عبد المجيد ؟!!
قال :
أعجبه " أحبك .. بس لو " ..
فضحكتُ ، و قلتُ : هذه شهادة أعتز بها .
،
في " المنافي 1 "
اتصل بي و أصر على نشرها ..
رضختُ ، رغم إصراري على أن لا تتجاوز القصائد الشعبية دفتري .
،
في " أهداب الحكي "
وضعني بجوار صالح الشادي .. فسررتُ كثيرا .
،
في أزقة البلاد .. كنتُ أراه بجسده النحيل ، و عينيه الواسعتين الممتلئتين بالدهشة .
،
في شهر رمضان صعدتُ إلى مكتبه الجديد على سطح جريدة البلاد
كان مكتبا مهترئا
يسكنه المبدعون ..
،
في الصفحة الأولى من " قصيدتان للمغنِّي / مرثيتان توغلان في دمي "
كتبتُ له :
( إهداء برسم القبول
آملا أن تجد بين دفتيه ما يبهج )
،
في ملحق مشارف كتبتُ مع الكاتبين :
" ما بعد الموت "
،
في إحدى مكالماته المطوَّلة ، قرأ لي الأستاذ / إبراهيم الأفندي :
( يا بن الحلال
اتقي ضعف الرجال
لا تزيد الحاله حال .. )
ثم تخونني الذاكرة .
،
في آخر الشهر
يفكر كثيرا في ثمن حليب أطفاله
بعد أن تكون البلاد قد خانته للمرة العشرين
و أسقطته - مع بقية البسطاء - من مسيَّر الرواتب ..!
،
في جسد الشعر الشعبي ، يدعو البسطاء و الرائعون من أمثاله رحمه الله إلى جمع ديوانه ..
ليعلم الجيل القادم
أن المرحبي إبراهيم كان هنا قبل أن يحضره طريقُ الجنوب ذات جمعة بعيدة ؛ فنشعرُ - بالإضافة إلى فقده - بنهاية ملحق مشارف
الذي ملأ الآفاق
و شغل الشعبيين بالجمال .


رد مع اقتباس