المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق
صديقي القديم أبا محمد
دعني أختلف معك
الكلام الذي طرحته في أول النص كلام نظري أيضا من ذاكرة الزمن الجميل التي غرست في عقولنا
وأختلف معك ثانية في تعميمك السوء على المعلمين
ثم
ما ذنب المعلمين
أليسوا بشرا يخطئون ويكون لهم الحق في الاستمتاع ببشريتهم تلك التي تنزلهم عن الرتبة الملائكية
التي ما زال الجميع يصر عليها صفة أساسية في هذا الكائن
أما بقية المهن فالأمر هين
إن شئت يا صاحبي أن تلوم أحدا فلم من جاء بذاك المعلم إلى التعليم والتربية التي لم يظهر مسماها هذا إلا حديثا
فلم تكن إلا وزارة معارف ومازال اسمها ومعناها الأول هو الغالب على الألسن
أعود لأتساءل عن الأساس الذي يختار عليه هذا الذي تنقصه الصفات الملائكية -التي مازالت الوزارة تنادي بها ولا تفعلها - ليكون معلما
وأعلم أن لا جواب إلا أن نعود إلى الكلام النظري الجميل الذي ينفيه الواقع
مرة أخرى ما ذنب المعلمين
هل هم مقدرون حقا على جهودهم من إدارات التعليم أو من المجتمع
أظن النفي هو الأقرب
فالوزارة الوحيدة التي تلعن منسوبيها صبح مساء هي وزارتنا وفقط
كل تعميماتها الفضائحية لا تعممها إلا على صفحات الجرائد
المعلم فيها كائن افتراضي يفعل مايؤمر و فقط
وإذا قصر في أتفه الأوامر فالويل له والتأديب جزاؤه المنتظر ((انظر المسمى : نقل تأديبي_لذاك الذي يقولون في أيام الرضا أنه مؤدب الأجيال ومربيها ))
ثم إذا دخلت إدارات التعليم فما الصفة الأوضح والأبرز هناك
إنها وبكل صراحة ((الكذب)) حتى تظن أنه قد صار حلالا من كثرة تداوله على المعلمين
ثم الغلظة والجلافة
فأي كرامة تبقى لهذا المسكين
ثم إذا نظرت إلى واقع التلاميذ مع آبائهم تجد مكانة المعلم الذي لم يبق له من ميراث الرسل إلا شيكات لا رصيد لها
فهو الظالم المخطئ المستوجب للتعنيف والعقوبة
فأي بقية كرامة ترى
وتلك اللعائن وإن لم تحل على المعلمين كلهم فليسوا في منأى عنها فهي كالجبل الذي يكاد أن يقع عليهم
فبربك ماذا يفعل مثل هؤلاء؟
***
اعذر إطالتي