أبا رستم
قيلت في رثاء أخي محمد محسن مدخلي الذي وافاه أجله المحتوم بحادث أليم
في ليلة الجمعة 11/3/1428هـ


مُصَــابي فيــكَ ليس لهُ حُدُودُ = وهل مَنْ ماتَ للدنيـا يعودُ ؟
وفُرْقَتُك الأليـــمةُ لم أُطِقْهــا = فدمْعِي من مَرارتِها يَجُـودُ
بُلِيـتُ، وما إِخَالُ عظيمَ صَبْـرِي = يكونُ له على البَلوَى صُمُودُ
سوى أنــي بإيمـانِي وعِلْمِـي = بأن اللهَ يفعــلُ ما يُريـدُ
سأحتســبُ المقدَّرَ عنــدَ ربِّي =فإنَّ الأجرَ في البَلْوَى يَزِيْدُ
***=
أبا رُسْتُمْ ، فديتُك ، مَنْ لـ(هادِي ) = إذا ما أَمَّهُ خَطْـبٌ شَدِيـدُ ؟
أبا رُسْتُمْ ، فديتُك ، مَنْ لـ (أَهْلٍ ) = بِقُرْبِك عَيْشُهُمْ عَيْشٌ رَغِيدُ ؟
أبا رُسْتُمْ ، فديتُك ، مَنْ لِنَشْــئٍ = تقودُهمُ وأنتَ بهِم سَعِيــدُ ؟
أبا رُسْتُمْ ، فديتُك ، من لِصَـحْبٍ = وأنتَ أَمامَهُم رَجُلٌ رَشِيـدُ ؟
أبا رُسْتُمْ ، فديتُك ، كيف نَسْـلوا = وأنتَ مُغَيَّـبٌ عنَّا بعيــدُ ؟
***=
كأنَّــا يا مُحَمَّدُ ما التقَيْـــنا= ولا فاحَتْ بمجلسِـنا وُرُودُ
ولا ذُقْنــا طعَــاماً أوْ شَراباً = على بُسُطِ الإخَاءِ كمَا نُرِيْـدُ
كأنَّــا يا مُحَمَّدُ ما مَشَـــيْنا = بذي الدنيا ولا عُرِفَ الوجُودُ
كأنَّـا ما خَرجْــنا في سُـرُورٍ = ولا عُدْنَا ، وأنْتَ مَعي الوحِيْدُ
كأنَّــا يا مُحَمَّدُ ما هَزَجْــنا = بأفراحٍ ولا طـابَ النَّشِـيْدُ
لقد كُنَّــا بجَمْــعٍ وائتِــلافٍ = ونحنُ اليَــوم مجْمَعُنا بَعيدُ
***=
بِمَوتِــك يا محمَّد قد فُجِعْــنا= وكُــلُّ الناسِ حزنُهُمُ أكِيْدُ
أراكَ بطَلْعَــــة كُنَّـا نراهـا = وأسْمعُ صوتَكَ الغالي يَعُـودُ
رَحَلْتَ وكُلُّنـا قَــلْبٌ حَزِيْــنٌ = ودَمْعٌ لا تُقَــاومُهُ الخُـدُودُ
رَحَلْتَ بِحَادِثٍ صَــعْبٍ ألِــيمٍ = بـإذنِ الله أنْــتَ بهِ شَهِيْدُ
وكــانَ عَزاؤُنــا أنَّـا رَأَيْـنا = بَشَائِرَ لا يُسَرُّ بِهَا الحَسُودُ
سألتُ الله مَغْفِــرَةً وفَضْـــلاً = وجَنـَّاتٍ يفُــوزُ بِهَا الفَقِيدُ
ويُلْهِمُنَا التَّصَبُّــرَ في مُصَـاب = لهُ في كُلِّ جَارِحَــةٍ وَقُودُ
إلى أن نَلْتَــقِي بمَقَـــامِ عِزٍّ = وجَنَّـــاتٍ لنا فِيْها الخُلُودٌ

أبو حذيفة / هادي محسن مدخلي