مرض فلم يعده أحد في فراشه ،، وعندما خرج إلى الناس بسيارته الفارهة ، وألبسته المزينة ،، ونقوده التي لاتنتهي أقبل كل الناس عليه يقبلوا يديه الكريمة التي مرض صاحبها فما عاده أحد ليس هنالك من سبب سوى أنه صعلوك ،، ولكن هنا ينثني عن الناس بعد أن كان جزء منهم وبعد أن عرف أن هدف الناس في المقام الأول الوصول إلى الأشياء النفيسة ثم المغادرة عن أي شخص يملكها إلى بعيد وتركه يواجه مصيره بنفسه وكأنهم لم يكونوا معه يوم أمس ، وكأن ذلك الشاب لم يرتجيه بأن يقدم له العون والمساعدة لعلاج أمه ، أخوه ،أخته ، وأبوه إنهم نبلاء في نظره لأنهم لايملكون ما يقدموه له في الوقت الذي مضى ولكن ما إن يمرض ويتألم ويشكوا ألام الموت الكبرى حتى يذهب ما كان عليه من مال ومن صحة ومن منزل ،، أصبح لا يحلم بشيء من هذه الحياة سوى دواء ينزع عليه ثوب المرض ، ويعيد له منظره الذي سلب منه إنه يعاني ولانه كذلك فهو رمى بنقوده في كل زاوية لكي ينتبشها الأغنياء قبل الفقراء ،، إنهم تركوه يبحث عن دوائه مع أنه لم يكن طبيباً لم يشيء أحد أن يقترب منه لأنه صعلوك ،، ولو تقرب منه أحد لتغيرت صورة الصعلوك إلى أثرى رجل في العالم ،، ولكن من يفهم ذلك من يقدر أنه أردا أن يشتري صحته بجميع نقوده ، من يفهم أنه خسر نقوده ولم يجد دواء ولا أحد بجواره يخفف عليه سكرات الموت ،، إنهم ضعفاء ولأنهم كذلك فهم تركوا ذلك الصعلوك يموت دون أن ينظروا إليه أو يكفنوه لأنه كان يملك نقود والأن لا يملك حتى ثمن دوائه الذي مات وهو يشتهيه ؛؛ ومات ذلك الصعلوك صعلوكاً لأنه عاش صعلوكاً .
بقلم أسير الغروب