تعليمنا بين التنظير والتطبيق بالرغم إن ديننا الحنيف حث على العلم والتعلم وبين فضل العلماء ومكانتهم في المجتمع في كثير من الآيات والأحاديث ، إلا إن الأمر لم يتوقف على ذلك بل إن ديننا الحنيف ركز على نقطة مهمة في التعليم وهي ( العمل بالعلم )
ولذلك قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
بل إن الله عز وجل قد عاب من يتعلم ولا يعمل بعلمه حين شبههم بالحمار الذي يحمل أسفارا ، قال تعالى ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفار بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله )
والمؤسف حقا إن واقع تعليمنا ينطبق عليه التنظير أكثر من التطبيق فأصبحت دروسنا وحصصنا مجرد إلقاء معلومات وتوجيه نصائح من غير التطبيق المتمثل في القدوة والعمل بذلك العلم . فأصبحت دروسنا مجرد مواعظ تتلى تدخل من اليمنى وتخرج من اليسرى سرعان ما تذهب وتنسى وتتلاشى .
هل سألنا أنفسنا نحن المعلمون لماذا نشرح وننصح ونوجه طلابنا ولا نرى لذلك أثرا على مجرى حياتهم وتعاملهم ، لماذا ننصحهم بالصلاة فلا يصلى منهم إلا القليل ، لماذا نوجههم لمحاسن الأخلاق فلا نسمع منهم إلا السب والشتم في حديثهم مع بعضهم ، أسئلة كثيرة تدور في عقولنا فلا نجد لها إجابة .
وهنا تأتي القضية ( لماذا أصبح تعليمنا تعليم تنظير فقط وليس تعليم تطبيق )
وهل السبب يعود في ذلك :
1 / للمعلم الذي يهتم فقط بتأدية عمله في الحصة وإكمال منهجه من غير أن يكون قدوة لطلابه فيجمع بين العلم والتربية والتطبيق على ارض الواقع .
2 / أم إن الأمر يعود لتلك الأسرة التي تخلت عن دورها المناط بها والمتمثل في التربية الصالحة لذلك الطالب ووجود القدوة الحسنة في والده ووالدته .
3 / أم إن للمجتمع دور في ذلك ، للواقع المرير المتمثل في القنوات الفضائية الكفيلة بهدم كل القيم ، ولا ننسى أيضا دور أصدقاء السوء وأثرهم السلبي والمباشر على ذلك الطالب .
4 / أم إن الأمر مرده أولا وأخيرا لذلك الطالب ( الذي أصبح هدفه الأول والأخير من تعلمه مجرد تخطي سنوات الدراسة ومن ثم الحصول على الشهادة والبحث عن العمل فقط ) .
الحديث طويل والمسألة أخطر من ذلك بكثير ولكن كلي أمل ورجاء أن أجد في مداخلاتكم ومشاركاتكم ما يثري الموضوع ويوجد الحلول .
( لكم كل الحب والتقدير )
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق
