• الأسرة والعلاقات بين أعضائها
• تعريف الأسرة وسعادتها العامة :
تُعرف بأنها علاقة زاوج قائمة على أسس وروابط اجتماعية مقبولة ، وأنها وحدة مكونة من أشخاص متفاعلين يمارس كل منهم دوره الذي حدده المجتمع له 0 وهذا التفاعل مصحوب بإشباع الحاجات الجسمية والاقتصادية والاجتماعية 0
وتعرف أيضا بأنها : جماعة من شخصين أو أكثر يرتبطون معا برباط الدم أو الزواج أو التبني ويعيشون معا 0
• السمات العامة للأسرة :
1ـ تتكون الأسرة من أشخاص تربطهم روابط الزواج أو الدم أو التبني 0
2ـ ينتظم أعضاء الأسرة عادة في مكان واحد للمعيشة ويكونون بيتا واحدا 0
3ـ تعتبر الأسرة وحدة التفاعل المتبادل بين الأشخاص ، ويقوم أعضاؤها بالعديد من الأدوار ، كأدوار الزوج والزوجة ، والأب ، والأم ، والابن ، والابنة ، والأخ ، والأخت 0
4ـ تنسجم الأسرة وتلتزم بالمعايير الخاصة بالمجتمع الذي تعيش فيه 0
5ـ تعتبر الأسرة الإطار الذي يحدد تصرفات وسلوكيات أفرادها وتكيفهم 0
6ـ تؤثر الأسرة في غيرها من النظم الاجتماعية الأخرى ، كما تتأثر بها أيضا 0
7ـ تلقي مسؤوليات مستمرة على أعضائها من أية جماعة أخرى 0
• مراحل تكوين الأسرة :
تمر الأسرة أثناء تكوينها بعدة مراحل وهي :
1ـ مرحلة الخطوبة : وهي المرحلة التمهيدية التي تسبق عقد القِران ، وتساعد في إنجاح الحياة الزوجية للتعرف بين الطرفين 0 وعادة تكون الخطوبة إما عن طريق خاطبة محترفة ، أو عن طريق الأم أو الأخت أو الخالة أو إحدى القريبات 0
2ـ مرحلة التعاقد والزواج : وهي المرحلة التي يتم فيها عقد القِران ، والإنتقال إلى مسكن الزوجية لتبدأ رحلة الحياة الزوجية 0
3ـ مرحلة الإنجاب : وهي مرحلة الإستقرار ، والسعي من أجل رعاية الأبناء 0
4ـ مرحلة السكون والإستقرار : وفيها تخفف الأسرة من أعبائها ، نتيجة إنتهاء الأبناء من مراحل التعليم ، وإشتغالهم ثم إستقلالهم 0
• وظائف الأسرة :
للأسرة عدة وظائف ، وهي متعددة ومنها :
1ـ إشباع الدافع الجنسي 0
2ـ الإنجاب ، وهي من أهم وظائف الأسرة ، ولها شروطها وظروفها أيضا 0
3ـ إشباع الحاجات الأساسية للأبناء 0
4ـ التنشئة الاجتماعية ، وفيها يتم إكساب الطفل العادات والمعايير والاتجاهات للوالدين والمجتمع 0
5ـ الوظيفة الاقتصادية ، ومنها الأنشطة والأعمال 0
6ـ صقل ونقل التراث الحضاري للأبناء ، أي الأساليب العامة للحياة المعرفية ، والأنماط السلوكية 0
• دور الأسرة في بناء المجتمع :
للأسرة دور كبير في بناء المجتمع وعندما تبني الأسرة المجتمع فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر0 فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها ، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة 0 وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله وتميز شخصيته وتحدد تصرفاته العامة ، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها 0 كما تكون أفكاره الأول وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية0
يقول الشاعر:
وينشأ ناشي ء الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية 0 وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء ، فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم 0 إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة ، فالأسرة التي تربي أبنائها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الاسلامية ، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين إنما هي تقوم ببناء هذا المجتمع 00أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة إنما هي تهدم المجتمع 0 فنقول إن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة الذكور والإناث 0
يقول الشاعر :
الأم مـدرسـة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعـراق
فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكرا منذ نشأتها الأولى ومنذ انجابها لأول طفل 0 ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة 0 والاسلام يهتم بتربية الفرد 0 والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم 0 والمجتمع كما قلت من البداية ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر0 والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه ، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر ، فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم وتنشئهم تنشئة سليمة وتربيهم تربية صالحة حميدة،وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات فلم تهتم بأبنائها وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين ومجرمين وجانحين وشواذ ومنحرفين 0أما تلك الأسر التي اهتمت بأبنائها وربتهم وعلمتهم وحرصت عليهم فقد أخرجت وأهدت المجتمع رجالا أكفاء منهم الطبيب والمهندس والمعلم ورجل الأمن والصحافي والقاضي والمهني وغيرهم ممن نهضوا بالمجتمع وبنوه ووصلوا به إلى العلياء0
• دور الأسرة في حياة الطفل :
الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية ولها مكانتها وتتلخص في النقاط التالية :
1ـ تقوم الأسرة بدورها في السنوات الأولى للطفل ، لأنه عاجز عن إدراك وتفهم اتجاهات المجتمع ، فتتحمل مسئولياته وتعمل على التوفيق بين تصرفاته وما يرضى المجتمع 0 والأسرة هي البيئة الأولى ، والمدرسة الأولى التي تضع القواعد الأساسية للتربية والتي يكون لها تأثير عميق ودائم لأنه قليل الخبرات ومستعد لقبول الخبرات الجديدة 0
2ـ يكن الطفل للأبوين الاحترام والتقدير لأنهما قدوة ومثل أعلى لذا يتأثر كثيرا بأخلاقهما وآرائهما 0 وتربية الأم لا يستغني عنها ، فهي تحمي طفلها من كل ما يضر جسمه وعقله ووجدانه وتزود الأسرة الطفل بالعوامل النفسية والثقافية ، كما يتأثر بالعلاقات بين أفراد الأسرة من حب أو كراهية أو تعاون أو تنافر وأنانية 0
3ـ يتأثر الطفل بعوامل وراثية عن الوالدين أو خصائص مكتسبة غير وراثية ، وتنطبق الوراثة على النواحي الخلقية ، مثل : الطول ، ولون الشعر ، والعينين ، كما يتأثر بالوراثة في استعداداته الفطرية والعصبية والنفسية مثل الاتجاه العلمي أو الأدبي 0
4ـ ويرى البعض أهمية دور المنزل ويشمل الأسرة والأصدقاء وتتوفر فيه العادات الاجتماعية الحسنة والبيئة الاجتماعية الصالحة 00 ويفضل برتراندرسل دور الأسرة على المدرسة في التربية لأن عناية الأبوين تعتمد على الغرائز ، والدوافع الفطرية التي تكفل عدم الإهمال والضرر البليغ ، أما إهمال المدرسة فله أضرار بليغة بالنسبة للطفل 0
5ـ الطفل الصغير لا يفرق بين ذاته والعالم الخارجي المحيط به ولا يفرق بين نفسه وأمه ، فهي مصدر الغذاء والوقاية والدفء 0 وعندما يكبر يتسع عالمه وخبراته وتكثر العوامل التي تؤثر في تربيته ويدرك ما هو جزء من ذاته وما هو ليس منها ، وتظهر شخصيته ، لأن الشخصية لا تنمو إلا عن طريق العلاقات الشخصية 0
6ـ للأسرة أثر كبير في غرس الفضائل الدينية 0 فللدين أثره في التربية إذ يبرز المبادىء الأخلاقية ويتميز المسلم عن غيره بفضائل أخلاقية وحسن سيرته ومثله العليا 0