جهود ولي العهد وأمير عسير واليمين الجماعي طوت خلاف السبع سنوات
آل قليص يعلنون عفوا لوجه الله عن سجينة خميس مشيط بدون مطالبات مالية
شقيق سميرة يقبل رأس عميد أسرة آل قليص لحظة إعلان العفو
خميس مشيط: محمد البشري, سعيد آل هطلا, مسعود آل معي
أسدل أمس الستار على قضية سجينة الخميس التي استمرت 7 سنوات بإعلان أسرة آل قليص العفو لوجه الله تعالى عن سميرة الشهراني المحكوم عليها بالقصاص لقتلها خالد محمد قليص وذلك في قصر شيخ شمل قبائل شهران حسين بن سعيد بن مشيط استجابة لمساعي الصلح التي دعمها ورعاها سمو ولي العهد وسمو أمير منطقة عسير.
وكان قصر ابن مشيط قد شهد منذ ساعات الصباح الباكر تجمعا كبيرا لمشايخ وقبائل منطقة عسير وسط حضور أمني كثيف لإتمام مساعي الصلح حيث بدأ المجلس بآيات كريمة من الذكر الحكيم تلتها كلمة الشيخ حسين بن مشيط أشار فيها إلى الجهود الحثيثة التي بذلت من أجل إتمام هذا الصلح وفي مقدمتها مساعي سمو ولي العهد وسمو أمير عسير.. معربا عن شكره وتقديره لأسرة آل قليص لقبولهم العفو والتسامح ولمشاعرهم الطيبة التي أبدوها من أجل تذليل الصعاب لإنهاء القضية.
وارتجل محافظ خميس مشيط السابق عبدالعزيز بن مشيط كلمة شكر فيها سمو ولي العهد وسمو أمير عسير وكل من ساهم في إتمام الصلح .. كما تقدم بالشكر الخاص إلى أسرة آل قليص على عفوهم وتسامحهم الذي يسجل لهم.
ثم توالت الكلمات من مشايخ القبائل ومنهم شيخ شمل قبائل بني مغيد سعد بن مفرح وشيخ شمل قبائل عبيدة مناحي بن شفلوت وشيخ بني سلول الشيخ مشاري بن عامر الصعيري وشيخ بني واهب شهران الشيخ هيف بن محمد الفويه حيث عبروا جميعا عن شكرهم وتقديرهم لكل من ساهم في هذا العفو وتوجهوا أيضا بالشكر الخاص لأسرة آل قليص على موقفهم النبيل الذي هو من سمات الكرام.
بعد ذلك ألقى عضو مجلس الشورى الدكتور سعيد بن جرمان كلمة شكر فيها أسرة آل قليص لموقفهم من القضية منوها إلى دعم الدولة لسياسة الصلح والعفو بين أفراد المجتمع.
عقب ذلك اجتمع شيوخ القبائل على انفراد لبعض الوقت ثم عادوا مرة أخرى إلى مجلس الصلح مخاطبين أسرة آل قليص حيث تحدث عبدالعزيز بن مشيط موضحا أن العمل الذي قاموا به سوف يلقونه في دنياهم وآخرتهم مشيرا إلى أن استجابتهم لطلب سمو ولي العهد وسمو أمير منطقة عسير سوف يترك أثرا كبيرا في نفوس أفراد المجتمع ككل.. ثم طلب من الأسرة إملاء شروطهم.
عقب ذلك تقدم عميد أسرة آل قليص عبد العزيز بن ظافر بن قليص قائلا :إنه لا يخفى على الجميع أنهم ردوا طلب القبائل بالعفو سابقا إلا أن الأمر تغير بعد مبادرة سمو ولي العهد وأمير المنطقة محبة فيهما حيث أحضرنا سمو ولي العهد عند زيارته إلى أبها وتحدث معنا في الأمر وحثنا على العفو وطلب الأجر من الله تعالى. مضيفا أنهم عمدوا أخاهم بخيت لمتابعة الأمر عند مقام سمو ولي العهد حتى وصلنا إلى العفو المشروط بحلف اليمين من قبل أسرتي آل مرعي (أسرة السجينة) والعود (أسرة زوج السجينة). وختم حديثه بتقديم الشكر والتقدير لجميع من حضر وساهم في ذلك العفو وخاصة أسرة آل مشيط.
بعد ذلك تقدم اثنان من أسرتي آل مرعي والعود مخاطبين أسرة آل قليص وأبدوا امتنانهم لموقفهم واستعدادهم لتلبية كل شروطهم.
ثم أعلن شيخ شمل قبائل شهران حسين بن مشيط عن عفو آل قليص عن قاتلة ابنهم خالد دون أي مقابل أو شرط أو شيخة وأشار إلى أن قليص اختارته كفيلا عنهم و قبل بذلك. وعند مطالبة ابن مشيط من أسرتي آل مرعي وآل العود بتقديم كفيل عنهم طلبوا منه أن يكفلهم وقبل هو وأسرة آل قليص بذلك. وحسبما هو متعارف عليه قبليا فقد تسلم ابن مشيط من أسرتي آل قليص والعود 10 آلاف ريال مقابل الكفالة.
بعد ذلك طلب من 6 أشخاص من آل مرعي و7 أشخاص من آل عود بإلقاء يمين جماعي بناء على طلب آل قليص حيث رددوا نص اليمين خلف مدير المعهد العلمي سابقا الشيخ سعيد أحمد الشهراني وكان كالتالي:"والله العظيم إننا ما أمرنا ولا تآمرنا ولا علمنا ولا شاركنا في مقتل ابنكم يا آل قليص خالد بن محمد والله على ما نقول شهيد".
ثم تصافح أفراد الأسر الثلاث وتبادلوا التهاني فيما بينهم بهذه النتيجة الطيبة وسط تهليل وتكبير من الحضور. ثم تناول الجميع طعام الغداء الذي أعده لهم شيخ شمل قبائل شهران بهذه المناسبة حيث كرر محافظ خميس مشيط شكره لآل قليص على هذا العفو كما قدم شكره لكل من شهد المجلس.