تبارك الله
تتسم الصورة في درافور بالبؤس والإنكار وخيبة الأمل. بؤس الأشخاص الذين دُمرت حياتهم وأرزاقهم، وإنكار الحكومة السودانية لمسؤوليتها وخيبة الأمل إزاء التقدم البطيء في تسوية هذه الأزمة، هذا ما خلصت إليه منظمة العفو الدولية، وهي أول منظمة غير حكومية دولية لحقوق الإنسان تزور السودان رسمياً منذ نشوب أزمة دارفور.
وفي ابتعاد ملفت عن الممارسات الماضية، سُمح للوفد بالتنقل التام بكل حرية في دارفور. وزار المندوبون الجنينة والفاشر ونيالا والتقوا بكبار الوزراء والمسؤولين الحكوميين في الخرطوم ودارفور، فضلاً عن ممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وأكدت الزيارة التحليل السابق الذي ذكرته منظمة العفو الدولية حول الهجمات التي شنتها الميليشيا المدعومة من الحكومة على القرى، وفي بعض الحالات بدعم من القوات المسلحة السودانية، حيث قتلت المدنيين ونهبت المنازل وأحرقتها.
وشاهد الوفد عدة مواقع أُحرقت فيها القرى وسُويت بالأرض، أو هُجرت ونبتت فيها الآن الأعشاب والنباتات في كل مكان تقريباً. وشاهد أعضاؤه الجمال والماعز والأبقار التابعة للبدو وهي ترعى على الأراضي التي كانت سابقاً موقعاً لقرى القبائل التي تمتهن الزراعة.
وسمعوا روايات مباشرة عن الفظائع من الأشخاص المهجرين داخلياً في المخيمات والقرى الموجودة في غرب دارفور وفي نيالا بجنوب دارفور. ووصفت امرأتان كيف تعرضت قريتهما الواقعة بالقرب من نوري في غرب دارفور لهجوم شنته ميليشيا مسلحة ولقصف أسفرا عن مصرع 130 شخصاً. وقالت إحدى المرأتين إن عدداً كبيراً جداً من الرجال قُتل بحيث اضطرت النساء إلى دفن الموتى وإنها ساعدت هي وامرأة أخرى على دفن سبعة رجال. ووضعت النساء الجثث التي لم يستطعن دفنها مساء ذلك اليوم في ملجأ، لكن المرأتان قالتا إن الجنجويد عادوا ليلاً وأحرقوا الملجأ والجثث.
وقالت السيدة خان إنه "بينما لقينا تعاوناً وإقراراً بانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من جانب بعض أعضاء الحكومة، إلا أن آخرون نفوا ذلك نفياً قاطعاً. وهذا الإنكار يشكل إهانة للضحايا."
وشكرا