الإنسان الذي يقدم للإنسانية ما يسعدها ، الإنسان الذي يقضي وقتا طويلا في التفكير والكتابة ، كي يقدم للإنسانية ما يسعدها ويفيدها ، الإنسان الذي يعمل ويبذل جهدا ويتعامل مع الناس ، ومع الأفراد الذين تحت إدارته ويحاول تذليل الصعاب وتسهيل الأمور 00 لهو بحاجة ، بل واجب علينا أن نشكره ونشيد به ونكرمه ونعرف الآخرين به وبأعماله وأفعاله حتى يقتدي به الآخرون 00وعند ذلك سيكون الناتج والمردود جيدا ومحمودا للجميع وللمجتمع ، وألاحظ أن الشخص إذا مات ورحل من هذا الوجود بدأ الناس يكتبون عنه ويذكرون أخلاقه وجميل أفعاله ويكرمونه وغير ذلك ، وأظن أنهم لو أكرموه ومجدوه وهو حيا وبين ظهرانيهم لكان أفضل ولأعطى هذا التكريم حافزا له لتقديم المزيد 00 ما دعاني لإعادة نشر هذه السطور ، هو أنني كنت خلال الأسبوع المنصرم أقدم دورة مسائية للمرشدين الطلابيين ، ومن الأشياء التي قدمتها : نظريات الإرشاد والعلاج النفسي ، والتعريف بصاحب كل نظرية ، وذكرت بعض العلماء أصحاب النظريات الذين قد تم تكريمهم على ما قدموه من أعمال وهم أحياء 0 هنا قاطعني أحد المرشدين بقوله : عندنا يا دكتور لا يتم تكريم مثل هؤلاء إلا بعد وفاتهم ، وهذا فيه إجحاف لهم ولدورهم ، لماذا لم يتم تكريمهم وهم أحياء ؟ لماذا بعد وفاة الشخص يتم تكريمه والإشادة بما قدمه لمجتمعه وأمته ؟ أليس من الأفضل أن يتم تكريمه وهو حي ، حتى يفرح ويسعد بما قدم ؟ هل الجائزة التي بيتسلمها ابنه أو حفيده ستصله ويفرح بها ؟ والله احترت ماذا أقول ؟ وأتساءل أنا مرارا وتكرارا : لماذا لا يتم تكريم هؤلاء وهم أحياء ؟ هل لديكم جواب ؟!!! 0