أصبح الانتقال الى ولاية سطيف الجزائرية واللعب ضد الوفاق كابوساً يؤرق الأندية العربية وربما مسؤولي الاتحاد العربي الذين يتحاشون مجرد الظهور في ذلك الملعب تاركين اللاعبين والحكام يواجهون قدرهم المحتوم في مدينة لا يتورع أنصار كرة القدم فيها عن فعل ما يرهب الفريق المنافس من الالفاظ النابية الى قذف الحجارة والزجاجات الفارغة, فضلاً عن ما يمارسه مسؤولو وفاق سطيف من أدوار مساعدة للتأثير على الحكام واللاعبين.
وما تعرضت له بعثة الأهلي في ولاية سطيف اخيراً لا يعدو كونه تواصلاً لمسلسل معاناة الأندية العربية التي باتت تعاني من انفلات الأمن في ذلك الملعب وعدم قدرة السلطات المحلية على كبح جماح أنصار الوفاق وسط غياب تام لمنظمي بطولة دوري أبطال العرب الذين برهنوا في غير مناسبة أنهم لا يهتمون بسلامة لاعبي ومسؤولي الأندية المشاركة من خلال تهاونهم في التصدي للفوضى التي كثيراً ما نشاهدها تصحب المباريات.
وفي حال صحت أقوال مسؤولي الأهلي من أنهم تعرضوا للتهديد بالقتل فإن مجرد استمرار هذه البطولة ينذر بكارثة لا أعتقد ان الاتحاد العربي لكرة القدم وأمينه العام عثمان السعد يستطيعون تحمل عواقبها, خصوصاً أن رسالة مسؤولي النادي الجزائري كانت واضحة عندما ذبحوا ثلاثة كلاب في غرفة ملابس لاعبي الأهلي مؤكدين أنهم لن يترددوا في فعل ما يجعل فريقم ينتزع بطاقة التأهل الى المباراة النهائية حتى لو استخدموا الارهاب أو القتل أوالسحر أوالشعوذة!.
الغريب في الأمر أن رئيس نادي وفاق سطيف عبدالحكيم سرار حاول ذر الرماد في عيون مسؤولي الاتحاد العربي من خلال تصريحاته الأخيرة التي يؤكد فيها أن لاعبي الأهلي استفزوا الجمهور عندما رفضوا الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا تفجيرات الجزائر الأخيرة, بل وهدد برفع دعوى قضائية ضد رئيس الأهلي أحمد المرزوقي الذي أطلق تصريحات ربما ستضع سرار ومعاونيه في مأزق حقيقي أمام الاتحاد العربي. ولا أعلم إن كان جزاء من لا يقف دقيقة صمت الذبح على طريقة مقاتلي القاعدة!
ما نريده الآن من الاتحاد العربي أن يرتقي بمستوى البطولة خلقياً وأن يكرس مفهوم أن "الرياضة أخلاق وفروسية" في عقول الشباب العربي, وبأن عليهم التحلي بالاخلاق والابتعاد عن الغوغائية التي باتت سمة ملازمة لبطولة دوري أبطال العرب, ما ننتظره أن تحرم الأندية التي لا تستطيع توفير أجواء آمنة لضيوفها من اللعب داخل بلدانها وأن يراعي الاتحاد العربي تطبيق معايير سلامة صارمة في ملاعب البطولة تكفل للاعبين والحكام أجواءً صحية تعينهم على أداء مهمتهم وتبعدهم عن الانشغال بأمور أخرى ربما يصل بعضها الى التفكير بالبقاء على قيد الحياة!.
* نقلاً عن صحيفة "الحياة" اللندنية