الرياض:عضوان الأحمري

8 مبايعات على مدى ثلاثة عقود, كان هدفها الفتنة وشق عصا الطاعة على الدولة في السعودية باءت بالفشل, وكانت الأولى قد انتهت بالقبض على زعيمها, وما بعدها كان مصير قادتها القتل على يد قوات الأمن السعودية,في مواجهات متفرقة امتدت من وسط المملكة إلى شمالها.
وكانت المبايعة الأولى في حادثة الهجوم على المسجد الحرام عام 1400 /1980م قد تمت لمن ادعى أنه المهدي المنتظر وهو محمد القحطاني, والثانية مبايعة يوسف العييري المؤسس لمعسكر البتار عام 2001 م والثالثة ما أعلن عنها يوم الجمعة الماضي، و كانت مثل الأولى شكلياً وتمت فيها مبايعة شخصية لم تعلن تفاصيلها حتى الآن وتمت تحت أستار الكعبة المشرفة , ليكون قائداً لخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في السعودية.
وكان القائد الأول لتنظيم القاعدة في السعودية يوسف العييري هو المؤسس والمجهز للعمليات الإرهابية في السعودية قبل بدئها, وبدأ التأسيس لها بعد عودته من أفغانستان بعد خروج أسامة بن لادن من السودان وانتقاله إلى أفغانستان وبقائه هناك، فعاد العييري وأسس معسكر البتار, وبدأ العييري فعلياً في الجمع للتنظيم ومحاولة البدء في تجهيزه في السعودية منذ عام 1998م حتى تلقى إشارة بدء العمليات من أسامة بن لادن في 2003م كما تشير تقارير سابقة وأعداد من مجلات صوت الجهاد ومعسكر البتار, وكان وقتها هو المتحدث والقائد للتنظيم وللعمليات الانتحارية في السعودية, كما كان المفتي الأول لهم والمدرب والمعلم الشرعي وحتى العسكري, فقد كانت خبرته العسكرية المؤهلة الأولى له,إضافة إلى قربه من بن لادن أثناء تواجده في أفغانستان, هي التي جعلت الكثير من المتعاطفين من القاعدة "الأساسية" يخضعون لإمرته وتوجيهاته حتى قتل في يونيو 2003 في حائل شمال غرب السعودية .
ويعتبر العييري هو القائد الأول للتنظيمات الإرهابية في السعودية والخارجة على الدولة والشريعة الإسلامية بعد مرور أكثر من 27 عاماً على آخر بيعة في شق عصا الطاعة في مكة المكرمة حين تمت مبايعة محمد بن عبدالله القحطاني والذي اختاره جهيمان العتيبي ليكون المهدي المنتظر المزعوم في نظر المبايعين.
وبعد العييري,انتقلت القيادة بمبايعة أفراد القاعدة في السعودية إلى اليمني الجنسية خالد حاج والذي تولاها من يونيو 2003 حتى لقي مصرعه في كمين نصب له في حي النسيم (شرق الرياض) وتم قتله وهو في سيارته في منتصف شهر مارس من عام 2004 ليتولى المهمة بعد ذلك عبدالعزيز المقرن, والذي اشتهر باستخداماته المتعددة للأسلحة وصنعه للمتفجرات.
واستمرت القيادة للمقرن قرابة الأربعة أشهر حتى لقي مصرعه هو الآخر في الثامن عشر من يونيو 2004 م في محطة وقود بحي الملز وسط العاصمة الرياض مع مجموعة من المطلوبين للجهات الأمنية,لتتم مبايعة شخص آخر بالزعامة أقل شعبية من سابقيه هو سعود القطيني العتيبي قائداً للخلايا في السعودية,أو كما يسميها التنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" حتى لقي مصرعه في مواجهات بحي سكني في محافظة الرس بالقصيم وتعد هذه المواجهة الأطول والأفضل من ناحية حصيلة الإرهابيين,وكانت في الثالث من شهر أبريل 2005م .
وكانت تقارير تشير إلى أن القائد الفعلي للخلايا هو المغربي كريم المجاطي, الذي قاد التنظيم بعد مقتل المقرن حتى لقي مصرعه هو الآخر في نفس مواجهات الرس، وأتى ترجيح التقارير للمجاطي بالقيادة كونه شارك في عدة عمليات انتحارية في الدار البيضاء وقدرته كذلك على صنع المتفجرات والقدرات القتالية الأخرى,ليكون العقل المدبر في التنظيم قبل مقتله، وبعده كانت القيادة للمغربي يونس الحياري حتى قتل في الثالث من شهر يوليو من نفس العام أثناء مداهمة منزل في حي النهضة ( شرق الرياض), ثم أصبح فهد الفراج هو قائد التنظيم,والذي كان من المشاركين في استهداف مصفاة بقيق في مطلع عام 2006م وتم قتله في استراحة بحي اليرموك شرق الرياض في 27 فبراير من نفس العام.
وبعد مرور عام وشهرين بلا قائد للتنظيم الإرهابي في السعودية, جاء بيان وزارة الداخلية السعودية ليكشف عن عودة المبايعة التقليدية بمبايعة واحد وستين منتمياً للفكر الضال لزعيمهم الإرهابي الذي مازالت الداخلية تحتفظ باسمه,و تمت مبايعته عند الكعبة المشرفة على أن يكون قائداً لإحدى خلايا القاعدة في السعودية.