تصحَّر القلبُ...!
يا رَبِّ هذَا فؤَادِي = فِي غيّهِ مَتمادِ
قدْ قيَّدَتْهُ المعاصِي = ولَمْ يَزَلْ فِي ازْدِيَادِ
مِن حولِهِ الغَيثُ يَهْمِي = يجري بهِ كلّ وَادِ
والكلّ يروي ظماه = لكنّ قلبي صادِ
يرنو بطرفٍ كلِيلٍ = إلى الرُّبى والوِهَادِ
ويبصرُ الأَرْضَ تربو = بحامِلاتِ الحَصَادِ
فتستفيض المآقي = لِذِكر يومِ المعَادِ
** = **
يا نفسُ يا نفسُ مالي = مَتَى يحينُ رَشَادِي؟
قد تهتُ في البيدِ دهرا = وطاردتِني العَوَادي
وصِرْتُ نَهْبَ ذنوبٍ = ولَمْ أقِفْ للجلادِ
قارفتُ كلّ الخطَايَا = بأرجلِي والأَيَادِي
وسِرْتُ فيهَا حثيثاً = على اللظى والرّمادِ
ورافقتْنِي همومٌ = لهيبُها في اتّقادِ
حتّى تَصَحّر قَلْبِي = وَصَار زادي قتَادي
** = **
هذا هو الأمس يبدو = يقول حان ارتيادي
أرى بهِ الرّوضَ غَضّا = والطيبُ في الروضِ غادِ
يا كَمْ سبَانِي نَداهُ = وكم أطعتُ المنادي
وكمْ أضأتُ فؤادِي = بنور طه وصادِ
وكم صحبتُ خليلاً = في حبّه بعض زادي
يرينيَ الخير خيراً = وليس يرضى فسادِي
وكم سجدتُ خشوعاً = والدمع في الخدّ بادِ
وها أنا يا إلهي = يا مقصدي ومرادي
أعودُ عبداً منيباً = وأنتَ ربّ العبادِ
عبدالله بن سالم العطّاس
أبوعريش
27 / 3 / 1428 هـ