مجنون جازان مصاب بالهذيان !!!!!!!
جرس المنبه في الصباح
يدق معلنا بداية يوم جديد لا يختلف كثيرا عن سابقه
طريق واحد نمشي به كل يوم
نتوجه إلى أعمالنا ومكاتبنا
نجلس على نفس الكرسي أمام نفس الجهاز
نبدأ يومنا بقهوة خالية من السكر
ودخان يتطاير من مشتعلة في أيدينا
وكم كبير من الأوراق حولنا تنتظر قدومنا
ورسائل في صناديق بريدنا تتأهب لاقتحام عيوننا
ومنها إلى داخل رؤوسنا
موظف يطلب مساعدة
مراجع لديه مشكلة
هاتف يزمجر ويصرخ
وجوال ينبض إضائة ورقم
في عزلة ندخل بأدينا
وننسج يوما كاليوم الذي قبله
طبق الأصل
نختمه في نهاية اليوم على اليوم
ونغادر
لنعود غدا لنفس ما كنا عليه اليوم
نعود نمشي في نفس الطريق
لنصل إلى نفس البيت
كل الأشباه تتشابه
بل تتطابق
كل اللوحات تدل على أننا واقفون لا نمشي
تتكرر كل يوم
بوعي أو لا وعي
نقرأها
لننسى أننا نمر عليها كل يوم
نقرأها كل يوم
أحيانا نراها وكأننا نراها للمرة الأولى
ونحن في الواقع نهرب
نهرب من أيامنا
لنستقبل ليالينا
ومتى ما انتهت من إتعابنا الليالي
سلمتنها للأيام بيديها
لنبدأ معركة اليوم
تلك المعركة التي لا تنتهي
تتكرر
بوعي أو لاوعي
نخسر قلوبا نعرفها
فلا وقت للتواصل معها عبر الحقيقة
وتواصل الخيال لا يصل إلى كل القلوب
قد تشعر به بعضها
والأكيد أنه لا تشعر بها كلها
وجوه تتجدد يوما بعد يوم
ننساها
أو يبقى منها ذكريات
ونطرد بعضها الآخر
من أمام وجوهنا وعقولنا
فليس له مكان
أو بالأصح
لا نريد أن نجعل لها مكانا في قلوبنا
ولا أن تشغل مساحة قد نضع فيها من نحبهم
وفي النهاية
تجبرنا الوحدة على فتح صفحة الذكريات
فواقعنا المتكرر ممل
يزرع في قلوبنا وارواحنا حب الهرب
تعالوا لنهرب من أيامنا
كونوا أجسادا على الأرض خالية من الأرواح
سافروا بعيدا عن مكان جلوسكم
هل وجدتم شيئا ؟
أخبروني
أنا عن نفسي وجدت
وجدت ثلاثين عاما مرت من عمري
فيها ما فيها
وعليها ما عليها
لكنني اليوم
عدت إلى آخر السنوات
فيها شيء لا أريد أن أنساه
فيها شيء أجبرني اليوم أن أثرثر
قد لا أكون أفهم ما أقول أنا
لكنني محتاج إلى أن أتحدث
طفاية سجائري وكأس قهوتي
أضف إليهما مكتبي وجهازي
ودولاب الأوراق
وباب المكتب
وجوالي وخاتمي وساعتي
وتلك الآلة الحاسبة التي أنظر إليها
والتقويم الذي أمزق كل يوم صفحة من عمري من خلاله
نسيت أن اقول لكم
نزاعة دبابيس
أحيانا أنظر إليها واقول في نفسي ما اقساها
تنزع بلا رحمة
لو أن قلوبنا كانت مثلها
تنزع من فيها بلا رحمة
ماذا سيحدث ؟
سنتحول من بشر إلى حديد
يغلفنا بعض البلاستيك
واسنان كبيرة
تنزع بلا رحمة
لسنا بشرا ساعتها
ما أجمل أن نشعر أننا بشر
نعشق ونتذكر
نهيم ولا ننسى
نتنفس وننظر
نسمع
نتخيل
نتكلم
ننطق
لو بيننا وبين أنفسنا
لكننا نعبر عن ما نريد
نسرق من أعمارنا لحظات
نتذكر فيها ما مضى
شيء يدعو إلى الضحك
ما أجملنا ونحن نسرق شيء نملكه
هل تعتقدون أننا نملك أعمارنا ؟
لست أظن ذلك
لا تسألوني لماذا
فأنا لا أريد إلا أجوبة
لا أسئلة اليوم
فقد امتلأت حياتنا بالاسئلة
لماذا وكيف ومتى ومن ومع من ومن أجل من
وغيرها كثير جدا لا ينتهي
وفي النهاية
ايضا هذه الاسئلة هي ذاتها الاسئلة
ونحن هم نحن
واشيائنا هي أشيائنا
ويبقى شيء واحد فقط
هو أن تعذروني فأنا أشعر أنني أهذي
|
 |
رد مع اقتباس
