تنامين على سرير غير سريري
تكتحلين بكحل لا تراه عيني
وتتعطرين بعطر لم أشتريه لكِ
ليشمه رجل آخر غيري
رجل دخل حياتك رغما عني
رغم كل قوتي وجبروتي
رغم كل عنفواني وشموخي
أخذك مني دون أدنى مقاومة
فقد اختاره قلبك ليسكن فيه محلي
وأخرجني من دائرة الحب الأبدي
تلبسين فستانا أبيضا يروق لي
فستانا يعجبني تطريزه
وتأسرني كل خيوطه
كما يعجبه هو
تمشين بخطوات لا أمل سماعها
ولا يزعجني إزعاجها
خطوات ليست على الأرض
إنما داخل قلبي
أيضا تعجبه خطواتك
وتقع في نفسه موقعا يحبه
في يديك خاتم وساعة معصم
تلف يدك الناعمة
كما يلفني شوقي وغرامي
يعجبني الوقت على يديك
واقف على أطراف ساعتك
يمر عليكِ بسرعة
ويمر عليه أسرع
لكنه يتوقف عندي
فساعة ذكراك دائما متأخرة
دائما ما تأتي خارج وقت الزمن
في وقت ليس فيه وقت
في زمن ليس فيه زمن
زمن العدم
زمن فيه كل شيء إلا أنتي
تمدين يدك إليه
بكأس من الماء البارد
أو فنجانا من قهوتي السوداء
الخالية من السكر
يأخذها من بين يديكِ
ليلثمها دون تردد
وأمد يدي أنا
فألمس خيالا لا يلمسه سواي
وآخذ كأسا لا يشربه إلا أنا
كأس من الشوق لا يفرغ
يمتلأ بين اللحظة واللحظة
حارق يلهب ما بين الضلوع
في خضوع
تجلسين في المقعد المقابل له
وجهاكما متقابلان
يداكما ممدودتان
ينظر إليكِ دون خوف
أن تسقط من عينه دمعة
في تلك اللحظة
فتسيل بينكما
وأنا أجلس بين أوراقي
أو أشواقي
تحكي لي عنك
وأحكي لها عني وعنك
أفتش في صفحات عمري
فإذا الجزء الممزق منها
جزء لم تكوني فيه معي
فأمسح أدمعي
بخوف عليكِ
وشوق إليكِ
وحنين إليكِ
إليك ِ
يتحدث إليكِ
حديثا ما قلته أنا لكِ
وما نطق لساني به
يخبرك عن أعماله
يسرد لك آماله
يرسم أمامك أحلامه
فترى عيناك كل هذا
ولا تراني
وأنا أرسم صورا للماضي
قبل أن يأخذك هو من حياتي
لتكوني أنتِ حياته
تقومين من ذاك المقعد
وتذهبين بهدوء أعرفه
إلى ركن آخر من أركان المنزل
تحضرين شيئا
أو تصنعين شيئا آخر
أو تضعين مكياجا جديدا
فحرارة حروفه تذيب الحديد
تحرق الجليد
تحرقني
أسمعها وأنا هنا
اسمعه عندما ينادي عليكِ
عندما ينطق اسمكِ
فتقولين نعم
كلها نغم
وتأتين إليه
تنظرين في عينيه
وأنا القريب البعيد
الذي ينظر في برواز الصور
يلقب صفحات الماضي
ليعيش الحاضر
أنكِ ما عدت ملكا له
فقد أخذك غيري مني
وأخذت أنا كبر سني
وسنوات راحت دون لقاء
ونفس يخلو من الهواء
أتعلمين يا سيدة النساء ؟
ما عدت أطيق هذا المساء
يدعوني للعناء
فأدمع في خفاء
دمعة كلها ولاء
فيها للذكريات شفاء
وسهر في ليل لا ينتهي
وليل لا ينجلي
وصبح يهرب كلما اقترب الموعد
وكأنه لا يريد مصافحة الشمس
فقد أسعده ضوء القمر
في ليل السهر
كما أسعد وجودك رجلا غيري
فسهر
حتى انتصف هذا الليل
نامت عيونه وهو على يقين
أنه سيراك عندما يستيقظ
لكنني اسهر دون نوم
وفي ظني أنني سأراكِ في خيالي
أو في طريق يجمعنا صدفة
ساعتها أرجوكِ لا تصدي عني
ودعيني أرى عينيكِ
فقد اشتقت لهما حقا
منقول