أستاذنا / مسعد
تأخر الرد يتوارى خلف كلماته الخجلى المرتعشة أمام همهمات قصتك المبدعة
ثم تشجعت بصمتي متمثلا ً قول الشاعر
فالصمت في حرم الجمال ... جمال
أستاذ / مسعد
شقاء بطلك أشقانا بهمهمته على الرصيف ... وعذبتنا جروحه التي تنزف ألما ً في كل حرف من حروف معاناته ... أليس هذا الشقاء هو نزف يطوقنا كأخطبوط ؟ ولا نستطيع منه فكاكا ً في معاناتنا اليومية التي تطل بوجهها القبيح من همهمات قصتك .. هذه القصة التي ألقت بنا في أتون شقاء البطل (أو نحن ) من أول حرف دون مقدمات على لسان الراوي لنعايش تذمره المضحك المبكي بعموميته متوحدين معه في كوميديا سوداء لكن الكاتب يفاجئنا بمهارة بعد مونولوج الحوار الداخلي بومضة سرد تكمل اللوحة في تقريرية المكان حين يصرخ أحدهم به طالبا منه العودة لرصيفه المهمش ساعتها تكتمل الصورة ونحن نلهث خلف نزفه المضحك المبكي في توحد تلقائي لنعلم أن من نرثي له ( البطل أو نحن ) أتهم بالجنون في لحظة يأس آملا الحصول على وظيفة لأبنته وذاك بعد أعيته السبل أية وظيفة ولو كانت مؤذن ... لكن مطرقة الواقع تدفعه لسندان التسليم بالجنون الإختياري هرباً من عقاب القانون !!
عايش هذا الشقاء كله رغم أنه قد دفع الضريبة مقدما ً حين حوت أمراضاًُ من ذات الوزن الثقيل ...
وكرصاصة الرحمة يقرر كاتبنا برقة قلبه ( قلمه ) أن يجهز على بطله مضرجا بدمائه في خاتمة رصيف الهمهمات ..
أستاذ / مسعد
أنا لا أنقد القصة أو أبدي رأي الشخصي حولها .. إنما أنقل انطباعا ً لا بد أن تتجرع في غصة مرارته التي تطفح بين ثنايا حروف هذه الهمهمة ..
بتقنياتك التي أستخدمتها بحرفنة الأستاذ ومنها تنصلك بجنون البطل .. استخدام أسلوب السرد بلسان الراوي
المطعمة بالسرد المباشر أو الوصف لكن بمقاطع فلاشية ... مع تيمة تكرار عبارة ..(في شكوى البطل حرمانه من الفول ) لنلمس المفارقة البليغة حين صارت هذه التيمة - رغم سذاجة ما يطلب - غاية فوق همومه المثقلة بالنصب والحرمان والمترعة بالتكالب والتهميش ..
أستاذنا / مسعد
لن أتحدث عن القضايا التي ناقشتها في قصتك المليئة بأهدافها التي نجحت في إيصالها بعيدا عن الخطابة والتقريرية المباشرة
تحياتي الجحفانية