شجرة الحياة
كان في قديم الزمان ملك قد سمع من عالم صادق عن شجرة وارفة الأفنان نادرة في كل الجهات فاكهتها ماء الحياة من يأكل من ثمارها لا يشيخ ولا يعرف الموت له سبيلا ً
فأرسل الملك رسوله يطوف في بلاد الهند بحثا ًعن شجرةالخلد
وقد قضى سنينَ في السياحة هناك يطوف الجبال والوديان والصحارى
وكان كلما سأل إنساناً سخر منه قائلاً من ذا الذي يبحث عن هذه سوى مجنون مكبل بالقيود
ولما ازداد عناؤه في الغربة ولم يظهر له أثر لمطلبه عزم على العودة للملك,وبينما هو في طريق العودة صادف شيخ جليل وقطب كريم فحدث نفسه قائلاً
" لمَ لا أذهب إليه ألتمس دعاءَه رفيقا ًلي في الدرب ونوراً لي في القلب"
تقدم نحوالشيخ بعيون مليئة بالدموع وأخبره بقصته التي ملؤها الحزن والشجون
فضحك الشيخ قائلاً: ياسليم القلب أرجل ذكي صافي الفؤاد يكون بحثه هكذا خاوياً من المعنى ألم تعرف أن تلك الشجرة هي شجرة العلم المنطوية في العليم...إنها شجرة عميقة الجذور قوية العطور......... إنها ماء الحياة من البحر المحيط.....
إنك لم تجدها لأنك تركتَ المعنى وتمسكت َبالصورة كما هي فضللت السبيل.
فهي حيناً تدعى شجرة وحيناً شمساً أو سحاباً ......
كل هذه الأسماء واحدة انبعثت منها آلاف الآثار،أقل آثارها حياة الخلودفالشخص يكون لك
أباً وهو بالنسبة لشخص آخر يكون ابناً وهو بالقياس لشخص ثالث عدو وإلى سواه طيب لطيف
فهذا الآدمي الواحد تكون له ألاف الأسماءوالمدرك لكل أوصافه يكون عاجزاً عن وصفه
إن كل من وقف على الاسم أصبح مثلك بائسا ًمشتت الفكر
يابني دَعْكَ من الاسم وانظر إلى الصفات حتى تهديك الصفات إلي سبيل الذات
فاختلاف الخَلق يقع من جراء الأسماء فإذا ما تقدموا نحو المعنى ساد الرقي والوئام في كل مقام....
؟؟؟؟؟؟؟؟