
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديوانك وطني
قال تعالى :
(قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله،و ما يشعرون أيان يبعثون).
وقال عز من قائل:
(و لله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة و الملائكة).
يقول الدكتور مسلم شلتوت
 |
|
 |
|
وهناك إشارات في القرآن الكريم إلى وجود مخلوقات ذكية في الكون بخلاف الإنسان، وأن هذه المخلوقات لها طبيعة مادية كطبيعة البشر، بمعنى أنها ليست ملائكة ولا جنًا، ومن هذه الإشارات قوله تعالى: "الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا" الطلاق: 12.
إن هذا الأمر الإلهي المشار إليه في هذه الآية الكريمة لا بد أن يكون موجهًا إلى كائنات عاقلة موجودة على هذه الكواكب الأخرى خارج مجموعتنا الشمسية، والتي قد يتمكن العلماء في المستقبل من الكشف عنها إذا آن الأوان لتعلم الإنسانية.
ومما يؤيد هذا التفسير الذي يتوقع وجود الحياة في السماوات كما في أرضنا قول الحق تبارك وتعالى: "ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدو والآصال" الرعد: 15، فالغدو هنا جمع غداة ويعني صبيحة اليوم التالي، والآصال جمع أُصُل، والأصل جمع أصيل وهو ما بين العصر والغروب. ومن المعلوم أن الغدو والآصال هما كلمتان تعبران عن حركة الأرض المحورية حول نفسها أمام الشمس والتي ينتج عنها الليل والنهار وتغير في الأوقات؛ وهذا يعني أن تلك المخلوقات التي في السماوات إنما تعيش مثلنا على كوكب مثل كوكب الأرض، ولها نفس النظام الفلكي الذي لنا أو ما يشبه نظامنا، لأن ظهور الظلال لا يتم إلا بتحقق شرطين اثنين:
1 - أن تكون تلك المخلوقات مشخصة، أي لها طول وعرض وارتفاع (أي لها حجم).
2 - أن تكون تلك المخلوقات في مكان مواجه للشمس؛ لأنه دون وجود ضوء لا تظهر ظلال للشيء، وهذا ما أكده تعالى بقوله: "ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنًا ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً" الفرقان: 45.
ومن هنا تكون هذه الآية في سورة الرعد دليلاً على وجود دواب عاقلة في السماوات، وأن هذه الدواب مشخصة مثلنا ومرئية. ومن هذا يفهم أن تلك المخلوقات التي تسجد لله ببدنها وتسجد معها ظلالها كذلك ليست ملائكة أو جنًا، لأن الملائكة من نور والجن من نار، وهذان المخلوقان غير مجسمين مثلنا، ولا يخضعان لنفس نظامنا وبالتالي لا يمكن رؤيتهما إلا إذا تخليا عن صورتهما الحقيقية.. ومن كانت هذه حاله وتلك صفته لا يمكن أن يكون له ظلال، وعليه يكون المقصود بمن يسجد في هذه الآية ويسجد معهم ظلالهم -كذلك- هم دواب السماوات والأرض المشار إليهم في قوله تعالى: "ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة" النحل: 49.
وهكذا يقرر القرآن الكريم في نص صريح وآيات بليغة واضحة أن السماء تفيض بالحياة، وتزدحم بالكائنات العاقلة ليؤكد لنا منذ أربعة عشر قرنًا حقيقة علمية كونية هامة يبحث عنها العلم الآن ويحاول إثباتها بمحاولة الاتصال بكائنات العوالم المختلفة.
حقًا إن القرآن الكريم معجزة الله الخالدة على مر العصور وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يتغير والذي يتفق مع العلم الحديث ولا يتعارض مطلقًا معه، بينما تصطدم التعاليم الواردة في الإنجيل والتوراة مع حقائق العلم الحديث؛ نظرًا لما حدث لهما من تحريف، كما شهد بذلك كثير من المفكرين والعلماء والأجانب.
|
|
 |
|
 |
لا يمكننا أن نجزم يقينا بشيء ..
لكن هذا لايمنع من التدبر والتفكر في هذه الفرضيات العلمية فقدرة الله تسع كل شيء ..
تحياتي وتقديري لكم اخوتي جميعا ..