قال الصمة القشيري
في قصيدته الرائعة التي مطلعها
أمن أجل دار بالرقاشين أعصفت=عليها رياح الصيف بدءاً ورجعا
بكت عينك اليسرى فلما زجرتها=عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
إلى أن جاء إلى محل الشاهد هنا
في وصف الوداع والفراق وهي أبيات نادرة
لقد خفت أن لا تقنع النفس بعدكم=بشيء من الدنيا وإن كان مقنعا
سلام على الدنيا فما هي راحة=إذا لم يكن شملي وشملكموا معا
ولا مرحباً بالربع لستم حلوله=وإن كان مخضل الجوانب ممرعا
لعمري لأن نادى منادي فراقنا=بتشتيتنا في كل وادٍ فأسمعا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما=حرام على الأيام أن نتجمعا
.
.
.
عبد العزيز بن حمد آل مبارك
ما ضره يوم النوى لو ودعا=وأزاح عن ذاك الجمال البرقعا
بل ما عليه لو سقى من ريقه=ذا غلةٍ بسوى اللمى لن تُنْقَعَا
يا هل تراه رأى التحجب خشية=من أن أراهُ لدى الفراق فأجزعا
تفديه مهجتي العزيزة إذ غدا=حذراً من الرُّقَبَا يُفيضُ الأدمعا
إذ قلت ما أقساك قلباً قال دع=هذا فقلبي للفراق تصدَّعا
واهاً له من ظبي إنسٍ لم يزل=قلبي له دون الجَآذرِ مرتَعَا
حفظ الإله عهوده من شادن=للعهد منذ علقته ما ضيَّعا
.
.
.
قفي لا تخجلي مني=فما اشقاك أشقاني
كلانا مر بالنعمى=مرور المتعب الواني
وغادرها كومض الشوق=في أحداق سكران
قفي لن تسمعي مني=عتاب المدنف العاني
فبعد اليوم لن اسأل=عن كأسي وندماني
خذي ماسطرت كفاك=من وجد وأشجان
صحائف طالما هزت=بوحي منك الحاني
خلعت بها على قدميك=حلم العالم الفاني
عمرأبو ريشه
.
.
.
ودع الصبر محب ودعك=ذائع من سره ما أستودعك
يا أخ البدر سناً وسنى=حفظ الله زماناً أطعك
أن يطل بعد ليل فلكم بت=أشكوا قصر الليل معك
أبن زيدون