لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 38 من 38

الموضوع: سيرة حامد بن عقيل (الجزء السادس )

  1. #21
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 32

    - لماذا أنتِ وحيدة ؟!
    - لأني كذلك .
    لا تهربي إلى الأمام ، أسقطي رداء التعوِّد و الإلفه ، هكذا كتب ابن حزم " طوق الحمامة " . في وصاياي الكثيرة أبدو هامشيا أحيانا ، و عديم الجدوى دائما . الرغبات الكثيفة تؤطِّرُ خُطاي ؛ خطاي التي أسرقها من أرصفة متشابهة مطمئنا إلى انعدام القانون الذي يحاسبني على ذلك ، لذا ؛ قررتُ اليوم أن أكتبَ عنكِ أنتِ فقط .. لا أحد سواك .
    - لماذا أنتِ صامتة ؟!
    - لأني كذلك .
    لا تستمري في الموت ، هنا الحكمة ...

    " هكذا هكذا: كُلَّما

    مَضَتِ امرأةٌ في المساء إلى سرِّها

    وَجَدَتْ شاعرًا سائرًا في هواجسها.

    كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌ

    وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أَمام قصيدتِهِ... "

    - لماذا تحرضني على الغواية ؟!
    - أحبُ أن أجعلكِ أبعد من أي شيء ، ليكن لكِ عالمكِ ، و لي عمري الذي يقضي عليّْ .
    - هل لي بسؤال ؟
    - تفضلي .
    - سؤال محرج قليلا .
    - إلى حدٍّ ما ، إذا لم يعجبني سأحتفظ بحقي في الموتِ قليلا أيضا .
    - أنتَ شاعر ، فلماذا ترددُ كثيرا شعر درويش ؟!
    - هذه فقط . كأنه سبقني إليها .
    عموما ، محمود درويش ككائن أسطوري باذخ الثراء بزية الذي ينم عن ذوق رفيع ، هي قوة الشعر التي لم أرها تتكررُ كثير . أجدهم مثلا يصورون " أمل دنقل " على أنه أحد الذين ظلموا ، مسحوقٌ هو و بائس ..
    هل يريدون من الآخرين أن يبكوا كلما رددوا شيئا من شعرة ، سيقولون : " ما أعظمه ! " ، قبل أن يكتشفوا أنهم يتصفحون كتابا يتحدثُ عن " المطبخ الشرقي " ...
    - لماذا تضحكين ؟!
    - لأني كذلك .
    " أمل " شاعرٌ عظيم ، أفسدناه ببكائنا عليه .
    لا تستمري في الحياة ، هذه هي الحكمة ... تقريبا


    __________________

  2. #22
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 33

    " قال لي :
    ما أجمل القتلى ،
    هناك موزعين على المداخلِ يحرسون قبورهم .
    هل كنتُ مختلجا يواري عاره ؟
    أم كنتُ مثل الوقتِ محتلا ؟
    من لي بذاكرةٍ تحاصرني ...
    .............. و لا تبلى ؟! "

    يقفز هذا الشطر لأحمد ضيف الله العواضي إلى ذاكرتي كلما حاولتُ نبشها ..
    فيزرعني في أسئلةٍ مؤذيةٍ لا حصر لها .

    إنها الجناية البيضاء لذاكرةٍ تتمترسُ بخياراتِ اللاجدوى
    و ترفعُ شعار التجاوز ............. و الغفران !



    سيرة 34

    لا تجرؤ على اجتثاثك من مكانك ،،،،
    الوقتُ يتطاول في غبنٍ مقصود لك و لأمثالك من المشاكسين ،
    و المعلم يشرح .... و يشرح .... و يشرح ،

    تجربُ أن تمرِّر شيئا من تحت طاولتك لطالب آخر ،
    " براية " مثلا ... " قلم رصاص " ....

    تتلفَّتُ إلى النوافذ ، تعدها ....
    واحد ، اثنان ، ثلاثة ، ....... ألف ..... مليون .... مليارات ... إلى ما لا نهاية ..................................


    حين يباغتك الأستاذ :
    انتبه ، أيها الكسول ...

    تتثاءب ، ثم بصوتٍ يجلجلُ في داخلك :
    ما أكثر النوافذ في رأسي يا أستاذ ..........!





    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    هل تعلمون على وجه الدِّقة كم من الوقتِ يؤجلنا عنَّا في هذا الفصل يا رفاق ؟!!!


    __________________


    سيرة 35

    كنا نجلسُ في الحقل المواجه للقرية ، نسردُ أسماء ساكنيها واحدا واحدا ، و نتلذذُ " بغيبةٍ " لا تضر ، عندما أكمل دورته ، كتبتُ في " قصيدتانِ للمغني / مرثيتان توغلانِ في دمي " :
    إلى ذكرى عقيل بن عقيل رحمه الله :

    صديقي ..
    يصرُّ أن يموت ،
    برغم أنني أحمله إلى مسارب الضياء .

  3. #23
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 36

    " أما تحرضك الورودُ على الورود
    و لا الرياحين الصغيرة دمعها يغريك بالرقص الحزين
    على عروش الياسمين "

    يقفز هذا الجزء من إحدى فضاءات أشجان هندي إلى أطراف أصابعي .. كلما رأيتُ امرأةً فارهةً تستقصيني ......

    سيرة 37

    جامعة أم القرى لها خصوصيتها ..
    و لها منابرها الخضراء
    و صعاليكها الذين لا يشبههم أحد .. و لا يشبهون إلا الغيم

    كم هم المبدعون في جامعةٍ لا يحتفي أعضاء هيئة التدريس فيها بالإبداع ..
    فتخضرُّ منابرها بفعل الرفض
    و محاولة الركضِ ضد وصاية الكتب الصفراء العتيقة التي كانوا يحاصروننا بها ..

    .............................................
    إنها بداية الوعي .. بالأشياءِ المغايرةِ و النديَّة
    الأشياء التي تخصنا كأدباء ينمون .. بعيدا عنهم .

  4. #24
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 38

    لا أحب الأفلام العربية ..
    لأنها لا تحترمُ مشاهديها .

    المشاهد التي تتوالى في الكثير منها تستغبي المشاهد الذي قررَ أن يقتطع من وقته لمتابعة ما يمتع و يثري في آن ...

    تفاجأ أن لا متعة ، كما تفاجأ أنك تُسرق ..
    يسرقُ وقتك ، و شيء من احترامك لذاتك ، و الكثير من إنسانيتك

    أنا هنا لا أعمم ..
    فهناك القليل من هذه الأفلام السينمائية التي تصرُّ على تلبسك
    و نسج الفضة في عالمك ..

    ( ليه يا بنفسج ) .. واحدٌ من هذه الأفلام
    حيثُ يقوم على فكرةٍ بسيطة حول إحدى أهم خصائص المجتمع المصري الذي تمثله حارة شبه منغلقة على ذاتها
    هذه الفكرة - التي يرتكز عليها الفيلم برُمَّته - مأخوذة من القصيدة الشعبية :
    ليه يا بنفسج بتبهج و انته زهر حزين ...
    و أبطال الفيلم من الهامشيين الذين تنتابهم هدايا الحياة المؤلة على أكثر من صعيد ، و بأشكالٍ متعددة .. و رغم ذلك يغنون ، و يرقصون ، و يروون الطرف ..
    و كذلك المجتمع المصري - البنفسج - يغني و يرقص و يروي الطرف المضحكة حدَّ الألم .. ذلك أنها - أقصد الطرف - تسخر من ألمه كمجتمع مثقل برزايا هذه الدنيا ................... العجيبة !

    .


    __________________

    سلامٌ على كلِّ قلبٍ من الآه
    و من فضَّةٍ لا تموت
    و من ساعدٍ لا يُجرِّبُ فينا هداه
    /
    \
    /
    \
    " تحت الإنشاء

  5. #25
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 39

    قليلا من الثقة يا سيدتي ..
    قليلا من الثقة ..
    هكذا هتفتُ رادا على رسالتها الخاصة
    تلك التي دعتني فيها للكتابة في أحد المنتديات النخبوية ..
    و أتاحت لي بذلك أن أكون نخبويا .. لأول مرة ، قبل أن أدخل هذه المدينة

    كتبتْ لي ثمانية أسطر
    اثنين منها ضمنتها دعوتها الكريمة
    و ستة أسطر و زعتها بالتساوي على السطرين السابقين ، و التي لم تكن تحتوي إلا على مفردتين باردتين : " أخي " ، " أختك "

    .

    .
    حينها فقط عرفتُ لماذا تُكتبُ مثل هذه المفردة فارغةً من محتواها
    و في إطارٍ ضيِّق جدا ..
    فتصير مفردة رائعة نتمترس خلفها .. لكي لا نُفهم خطأ ...



    سيرة 40

    كثيرا ما يورطني إبراهيم الأفندي في مواقف لا أحسدُ عليها .. ثم يذوب
    لعل أشدها مرارةً ما حدث في سكرتارية قسم الأدب العربي حين كان الدكتور : صالح الزهراني - رئيس قسم البلاغة حينذاك - يزجي الوقتَ في قسمٍ لا يخصه ، و يتأملُ وجوه النابهين من طلاب الأدب العربي و هم يتسولون الساعات التي قد يمنحهم إياها أحد أساتذة القسم في حال اعتدال مزاجه فقط
    فلا قوانين للجامعة .. سوى مزاج الأستاذ ، هذا هو القانون الوحيد ، و المتعارف عليه ضمنا .. بين أساتذة الجامعة و طلابها ....
    أخبرني الأفندي أنه لا يرغبُ في لقاء الدكتور ، و طلب مني أن أقدم ورقة تسجيله لإحدى المواد البلاغية لسعادة رئيس القسم ، مراهنا على أن الأستاذ لا يعرفني ، و قال - ليشد من أزري - : سأنتظرك خارج القسم ..
    و لأنني " كميكازي " بطبعي ، فقد أخذتُ لي مكانا في صف متسولي الساعات الدراسية ...
    و حين جاء دوري .. قَدَّمتُ و رقتي - ورقة الأفندي المشؤومة - إلى سعادة الدكتور .. الذي تصفحني قليلا قبل أن يلتفتَ إلى الورقة ، ثم قال :
    - أنت حامد بن عقيل ..؟!
    صمتُ ، و قد ارتسمت علامات الدهشة على وجهي ، ثم بارتباك :
    - نعم ...
    قال : قرأتُ نصَّك في صحيفة عكاظ اليوم - نُشِر النصُ متوجا بصورتي - ، و قد عجبتُ حقا لاتجاهاتك الحداثية ...
    ثم صمتَ قليلا ، و أخذ يتأمل الورقة ، ....
    - هذه الورقة لابراهيم الأفندي ؟!
    - نعم .
    - ابن الشيخ أحمد ؟!
    - أظنُ ذلك.
    - و أين هو ؟!
    لم أجب .. ، فوقَّع الورقة ، ثم تصفحني من جديد و أنا أتصببُ عرقا ..ثم قال :
    - احذر ، فالجامعة لا تتبنى مثل هذه الاتجاهات ، كما أنني أريد لقاءك الأربعاء القادم ، أنت و الأفندي .

    ....
    حين خرجتُ ..
    قطعتُ ممرَّ كلية اللغة العربية الطويل و أنا أتحدثُ إلى صاحبي عن نسبيَّة القيم ، و عن الصدق و الكذب ..
    بينما كان يتحدثُ صاحبي - في الوقت ذاته - عن البراجماتية ، و عن قوانين الجامعة ....

    كنَّا نتحدثُ حينها عن أشياء لا تخصنا ، كما كان الدكتور يجلس في سكرتارية لا تخصه ، و كما يقوم البعض من الطلاب بتسجيل ساعاتٍ لا تخصهم ....!


    سيرة 41

    كلَّما استوتْ ظهيرةٌ في اليقين ، تسرَّبَ " شارع البرسيم " بمدينة الطائف إلى قلبي بكامل أزقَّته ، و بتتابعِ الحمَامِ فيه .. و هو يحطُ على الأرصفة متآلفا مع الباعة الذين يفترشون الأرض أمام دكاكينهم ، مازجا هديله بالوجوه الطيبة و المجهدة التي تثرثرُ في ظل " مخبز الكشميري " ، و تتحدَّثُ عن أرغفةٍ لا تأتي .....



    .سيرة 42

    كتبت " الهجرة و البرتقال .. مثلا "
    و نُشِرت في الصفحة الثقافية للمبتدئين بصحيفة اليوم ،
    ثم أتبعتها بـ " في انتظار ما لا يأتي "
    و نُشِرت في ذات الصفحة ..

    ،
    بعد نأي عن محاولاتي القصصية البائسة ...
    أرسلت لصحيفة عكاظ ..
    " نادل المدينة " .. و نُشِرت ..

    و كنتُ حين أرسلتها قد تمترستُ خلف اسم " بهاء "
    لأنني لم أراهن كثيرا على القصة

    و لم أمتلك أدواتها التي ترضيني ..

    لكنني استمريت :
    قارئا شغوفا لكل ما أصل إليه من قصص
    متذكرا فشلي الذريع ..
    و أحلامي القصصية المرجأة ...

    .


    .

  6. #26
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 43

    لم يكن في حقلنا فراشات ..
    أو على وجه الدقة ، لم أكن أشاهد الفراشات في الحقل ، و لا فيما سواه ..
    و لعلي لم أكن أدري بوجودها أصلا ..

    عندما أخبرنا المعلِّمُ في الفصل عن وجود الفراشات ، و جمالها ، و أسهب في الشرح حول دورة حياتها ،،،،
    لم أجد ما يعينني على تكوين تصور دقيق حولها ..

    و عندما سألتُ أبي :
    - ما الفراشة..؟!

    صمت طويلا قبل أن يجيبني بود :
    " الفراشة هي .. حقيبة ألوان طائرة " .


    سيرة 44

    عندما أشاهد جماعات تحفيظ القرآن في المساجد ، تلك التي جلستُ في حلقاتها ذات وعي خاص بالقرآن العظيم ، أتساءل :
    - تُرى من يفكِّر بقهر أمَّةٍ هؤلاء النشء هم مستقبلها ؟!!


    سيرة 45

    لم يكن من السهل عليَّ مجابهة أستاذ النقد الأدبي ، الذي يستطيع بقليل من التضجر أن يعيدك لصفه عاما آخر ، أو أعواما متعددة ، أو أن يقرر تأمل وجهك البهي لأجيال و أجيال ... و أنتَ تكافحُ في مادة النقد الأدبي ، تلك الشرسة ، آملا أن تجتازها .. أو حالما - على وجه الدقة - أن تجعلها من ماضيك الدراسي ..

    أتذكر ، عندما قال :
    - كان " أرستوفان " يعلي في الضفادع من شأن الاتجاهات التقليدية ، التي تتبنى زرع القيم العليا في أثينا ..
    فقلتُ بمكر :
    - لذا ، صادر يوربيدس .. يا أستاذ ؟!
    فسأل - مستنكرا - :
    - ماذا ؟!
    قلتُ :
    - كان محقا .. في إعادته لأسخيليوس إلى أثينا ..
    فانتشى قبل أن يمنحني وسام سعادته بي :
    - أحسنتَ يا بني ..



    .
    لستُ في حاجة لتذكر ما كان يهمس به رفاقي في تلك المادة ، لأنه استمر إلى ما بعد الانتهاء من دراسة المادة في ذلك العام ، و لما تلاه من أعوامٍ دراسية أخر :
    - لقد كاد أن يضيع مستقبله في سبيل نصرة الحداثة ....


    .
    سيرة 46

    في " المهاجر " ، كتبتُ ذات حكمة :

    عندما تبحثُ عمَّا تمتمنا في مسرى الرَّمل
    بعيداً عنهم ، لا تحزن
    وَقِفْ في الكلماتِ بريئا
    قِف وحدَك ،
    وانثر أنغامك في وجه الشمع ..
    و لا تحزن / أبدا .. لا تحزن
    فالأوطانُ هي الأبعد ...


    سيرة 47

    بكل صدق ، هتف بهم :
    - أنا المسؤول ، إن هذا الخطأ ما كان له أن يقع لولاي .


    فقرروا أن يبعثوا به إلى أحد المتاحف ، ليضعه في قفص آمن و يكتب عليه :


    " نموذج عربي انقرض منذُ قرون "


    سيرة 48

    كنتُ يائسا ، أشعر بضجر الأشياء من حولي ..
    و بهمجية هذا العالم ..

    عندما سألني صديقي :
    - ما بك ؟
    أجبتُ :
    - لا شيء ..
    ثم بغمغمة لا تتجاوز صدري :
    - شيء متعلق بالقيم ، يعني لا شيء .. لا شيء


    سيرة 49

    " يحبونني ميتا كي يقولوا :
    لقد كان منَّا ، و كان لنا " .
    ....
    محمود درويش ، وعيا به و بنصه لن أعلي من شأن ميتٍ لكونه ميتا فقط ، و لم أفعل ذلك من قبل ...

    ..
    حين رحل صديقي ، لم أشعر بالندم ... لأنني لم أدع شيئا يستحق القول لم أقله ..

    و لم أترك فرصة لفعل الدهشة لم أستثمرها

    ...

    نحن نندم على ما لم نقل
    ما لم يسعفنا الوقتُ لقوله ...



    أو فعله ..


    لذا ، عندما رحل صديقي لم يتملكني الندم .. ،


    لكنني شعرتُ بالفقد

    و يالهذا الفقد ... يا صديقي

    يالهذا الفقد . .


    .


    __________________

  7. #27
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 50

    كلُّ جدارٍ في طفولتي مررتُ به
    شكى فوضى الألوان التي نقشتها عليه


    بحكمة فنانٍ تشكيلي .. واهم .

    سيرة 51

    قلتُ له : سأدفع جائزةً مالية مجزية لمن يتثبتُ أنه يكرهك ..
    ثم أضفت :
    و أنا متأكدٌ أن مالي لن يفوز به أحد ،،،


    ضحك طويلا ، ثم قال بحكمة بسيطة و بيضاء كقلبه :
    - ماذا تريدُ من الناس ؟!

    ...

    بعد رحيلة ، فهمتُ عن أي شيء كان يتحدث ،

    و عرفتُ أن الكراهيةَ بستان الضعفاء ، الذي لا يمكن أن يُقذفَ بثمرة الفاسد طيبٌ كان يمرُ من هنا ، و يزرعُ الحب ..


    الحب فقط ..!

    سيرة 52

    كلما حاصرتني خيبةٌ بكر
    شعرتُ بالحنين إلى رعي قطيع الأغنام جنوب مدينة الطائف
    كما كنتُ أفعلُ ذات حريَّة

    سيرة 53

    الصخب و العنف .. لوليم فوكنر
    رواية حاولت كثيرا و بجهد أن أتجاوز صفحاتها الأولى .

    .
    .
    رواية الروائيين ..
    و في ذلك كان عزائي ..
    فأنا شاعر فقط
    و مشروع قاص فاشل
    و فنان تشكيلي بائس
    و بعضٌ من ذاكرةٍ مبتلة بهزائم الحياة ..



    ،
    وليم فوكنر ..
    أشعرني بالعجز ، و بالرغبة في تبرير الفشل ، و بشيء من التواضع
    و الاعتراف بأن الكتابة سلَّمٌ يهوي بصاحبه إذا قرر الإمساك بأكثر من جهةٍ .. بيضاء في زمنٍ متمددٍ على قارعة الكسل


    .

    سيرة 54

    أي العالم تريد أن ترى ؟
    العالم الذي تشاهده في الأفلام السينمائية
    أم العالم الذي يتسلقك كل يوم بتبعاته ؟

    العالم الذي رسمه لنا المعلمون كحديقة غناء
    أم العالم الذي صفعنا بصحرائه الموحشة ؟

    أي العالم تريد أن ترى يا نواف ..

    و سيخبرك أبوك بتفاصيله الدقيقة ..

    فاختر أي عالم تريد

    العالم الذي يقبع فوق الطاولة بأسى
    أم العالم الذي يُمررُ بخبثٍ من تحتها ؟




    سيرة 55

    عندما أصيرُ مؤجلا ..
    أو على وجه الدقة .. كلما صرتُ مؤجلا
    صار لي ذاكرة .

    ...
    لماذا أكثرُ من استخدام أفعال التحول في حديثي ؟!
    ...
    صار ، أمسى ، بات ، أصبح ...


    أتذكرُ الآن شيئا ، ستشاركوني فيه بعد فاصلة شمطاء..
    مشهد :
    وقفتُ أمام طلابي منتصبا كرياح صهباء
    شعرتُ بزهو لا نظير له ،
    قلتُ - بعد أن حرصتُ على رفع أنفي قليلا - :
    سيكون اليوم درسنا حول قصيدة .. !
    فأكمل الطلاب :
    ابن الأبار القضاعي يرثي الأندلس يا أستاذ .
    قلتُ :
    يرثي جزءا من الأندلس ، ألا تنظرون إلى تاريخ وفاة الشاعر ..
    قال أحدهم :
    مات قبل سقوط الأندلس
    أضفت متسائلا :
    لعله كان يحمل شيئا من قبس النبوءة ( و ليس النبوة ) ، هكذا هم الشعراء .. صدقوني .. هكذا هم الشعراء .. !

    في منتصف النص
    كنتُ و طلابي نجمع أفعال التحول ، و الصور المتنافرة
    ( حلها الإشراك ، ارتحل الإيمان ، صارت للعِدا بِيعا ، أمسى جِدها تعسا ، و صيرتها الأعادي ... )

    بعد انتهاء النص ، سألت :
    ماذا يقول شعرؤنا اليوم ..

    أجاب طالب :
    سنعجز عن جمع الأفعال المتحولة .
    قلت : أحسنت ، سيصير العالم متحولا
    مثلا
    سنشاهد الهزيمة بدلا من النصر
    و القمع بدلا من الحرية
    و ...

    فقاطعني طالب آخر بأدب جم :
    يا أستاذ .. صدقني لوكنتُ شاعرا لما استخدمتُ قاموس أفعالك المتحولة أبدا ..
    كيف ؟
    رد ضاحكا :
    أفترضُ أننا سنصير إلى هزيمة .. أعلم ذلك
    و لكن أين الانتصار الذي يُفترض أن يسبقها لنبكي عليه ؟!

    .....
    بالتأكيد ، لم يكن ذنبي أن يضم فصلي طالبا قضاعيا يحمل شيئا من مشكاة النبوءة ( و ليس النبوة ) ..
    هذه العبارة هي آخر ما سجلته في محضر التحقيق الذي أمر بفتحه مدير المدرسة بناء على طلب أحد أولياء أمور الطلبة ، و الذي جاء في شكواه ما نصه :
    لقد سمَّم معلم الأدب العربي أفكار ابني ، إنه - أي ابني - يسألني دائما عن الانتصار ، و متى سيجيء ، ذلك أنه يحلم أن يتنبأ بالهزيمة التي ستتلو النصر ، ليكون جديرا بأن يُدرَّس شعره في مدارسنا الثانوية بعد ألف عام تقريبا . إنني يا سعادة المدير أعجز عن التنبؤ حقا بزمن الانتصار القادم الذي يبدو أنه لن يأتي ، و هذا ما يعجزني أيضا عن منح ابني سببا للعيش من أجله مستقبلا .
    عليه فإنني آمل منكم التحقيق مع هذا المعلم ، كما أقترح على سعادتكم إسناد تدريس مادة الأدب العربي لمعلم الجغرافيا الطيب ، فهو لا يفتأ يحدث أبناءنا عن الحدود ... التي يجب احترامها بموجب القوانين الدولية !





    __________________

  8. #28
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 56

    لا تسحقني أيها المهذب ..
    فليست القهوة ( العربية ) التي طلبت من آسيوي مكتبك المدرب أن يقدمها لي تبررُ لك سحقي ..
    و ليس ولعك بامتلاك أرقى أدوات الترفيه في مكتبك تبررُ لك سحقي ..
    و ليس وجه سكرتيرك النابض بالفأل يبررُ لك أن تتمادى ..

    .....
    أيها الأنيق الذي عرض عليَّ بفوقية أن يوصلني إلى بر الأمان ، و أن يهبني اليسير من وقته الثمين ، و الذي ثرثر كثيرا حول تاريخه في إدارة هذه المنشأة الشاهقة ..

    لا تسحقني ..
    لأنني عندما حضرتُ إليك هنا لم آتي لاستجدائك هبة على هيئة عقد يقطرُ ذهبا ..
    و إنما جئتُ إلى هنا لأحصل على ما أريدُ بشرفٍ صِرف ..


    أيها الناجح .. المتبرع بهبة نجاح صغيرة للمبتدئين .. ليضيفهم إلى أحاديثه الكثار عن الصعود ..

    جئتك اليوم لأكتب سيرتي بيدي لا بيديك ...


    .
    سيرة 57

    الفوز الوحيد في هذه الحياة هو أن تظفر بأقل الخسارات فداحةً ! .


    سيرة 58

    لؤلؤةٌ أقطفها من المزاد ،
    و حالما أعود بالتفاحِ و الوعود ..
    تسألني حبيبتي :
    - كيف وجدتني هذا المساء ؟!.


    سيرة 59

    كن لا شيء على الإطلاق
    لتصبحَ كلَّ الأشياء .


    سيرة 60

    في اتصالٍ هاتفي قال لي :
    عبدالمجيد الزهراني يسأل عنك ؟
    قلتُ له : عبد المجيد ؟!!
    قال :
    أعجبه " أحبك .. بس لو " ..
    فضحكتُ ، و قلتُ : هذه شهادة أعتز بها .


    ،
    في " المنافي 1 "
    اتصل بي و أصر على نشرها ..
    رضختُ ، رغم إصراري على أن لا تتجاوز القصائد الشعبية دفتري .

    ،
    في " أهداب الحكي "
    وضعني بجوار صالح الشادي .. فسررتُ كثيرا .

    ،
    في أزقة البلاد .. كنتُ أراه بجسده النحيل ، و عينيه الواسعتين الممتلئتين بالدهشة .



    ،
    في شهر رمضان صعدتُ إلى مكتبه الجديد على سطح جريدة البلاد
    كان مكتبا مهترئا
    يسكنه المبدعون ..

    ،
    في الصفحة الأولى من " قصيدتان للمغنِّي / مرثيتان توغلان في دمي "
    كتبتُ له :
    ( إهداء برسم القبول
    آملا أن تجد بين دفتيه ما يبهج )

    ،
    في ملحق مشارف كتبتُ مع الكاتبين :
    " ما بعد الموت "




    ،
    في إحدى مكالماته المطوَّلة ، قرأ لي الأستاذ / إبراهيم الأفندي :

    ( يا بن الحلال
    اتقي ضعف الرجال
    لا تزيد الحاله حال .. )

    ثم تخونني الذاكرة .


    ،
    في آخر الشهر
    يفكر كثيرا في ثمن حليب أطفاله
    بعد أن تكون البلاد قد خانته للمرة العشرين
    و أسقطته - مع بقية البسطاء - من مسيَّر الرواتب ..!


    ،
    في جسد الشعر الشعبي ، يدعو البسطاء و الرائعون من أمثاله رحمه الله إلى جمع ديوانه ..
    ليعلم الجيل القادم
    أن المرحبي إبراهيم كان هنا قبل أن يحضره طريقُ الجنوب ذات جمعة بعيدة ؛ فنشعرُ - بالإضافة إلى فقده - بنهاية ملحق مشارف
    الذي ملأ الآفاق
    و شغل الشعبيين بالجمال .

  9. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 61

    " بكى صاحبي لما رأى الدَّرب دونه * و أيقن أنا لاحقان بـ .. "
    لا يا سيدي ..
    صاحبي لم يبك ..
    صاحبي عاد من القاهرة برأس تتغنى حواسه بباراتها
    و بعبد الرَّب إدريس .. هناك ،
    و بآلة النقود الساخرة من الحالمين بالثراء


    و بليالي لا حصر لها .

    صاحبي لم يبكِ أيها الكِندي ..
    لأنه استبدل الهجرة بأحلامها المترهلة ..



    و لم يبك ..
    لأنه آثر أن يغرس هنا أبناء و أحفادا ممن يعملون على إنباته هناك


    و لو بعد رَمس ..



    سيرة 62

    لم أفلح أبدا في التعامل مع التقنيات الحديثة ..
    و لستُ ممن يحبون محاولة اكتشافها
    لأنها لا تعنيني ،
    أتذكَّر تماما عندما كنتُ قريبا من حرم الله الآمن بمكة ذات هلال قرآني يتكرر كل عام
    أحببتُ أن أتصل بأصدقائي مهنئا ، و سارت الأمور كما أحب :
    - ألو .
    - ...........
    - كل عام و أنتَ مضيء .
    - ..........
    - إلى اللقاء .

    إلا أنني فوجئت بصوت أحدهم مقرصنا :
    ( لستُ موجودا الآن ، أترك رقمك و رسالتك و سأعاود الاتصال بك )

    فوقعتُ في مأزق التقنية اللعين ، إلا أنني تركتُ رسالة التهنئة ، و لم أترك رقمي ، أو على وجه الدقة لم يكن لدي رقم لأتركه .


    بعد أسبوع ، قابلني صديقي بصوته الطازج ، وقد بادرني ساخر :
    ( - هذه رسالة ، أم خطبة جمعة لإمام مسجد يقف أمام الجموع لأول مرة ، ....
    لماذا اهتز صوتك يا صاحبي ألف مرَّة في رسالة صوتية مدتها دقيقة واحدة ؟!! )

    .
    سيرة 63

    أطفال البحر لا يغيبون ...
    يستمرون في الركض هنا و هناك ،
    يشرقون في كل حين ،
    و حين تأذن الشمسُ لقطع الليل بهزيمتها القدرية و الدارجة ..
    يبحث أطفال البحر عن فقاقيع الحكمة فيما تشبثوا به من مواويل و رثوها عابرا عن عابر .


    سيرة 64

    ... / و أردف قائلا :
    - إذا رأيتَ عمَّ أولادك يصلي فلا تقلق على أبنائك .
    ثم - و بنبرة تقتربُ من حكمة الوصايا المجدبة - :
    - أقصد أثر الصلاة لا أفعالها الظاهرة فقط ... /..

    ...
    بعد نأي أرضي جاثمٍ على الممرات التي ألفتْ بوحَ جسدين شاخ أحدهما ، أما الآخر فحلَّق إلى مالا بداية ..
    كانت الرؤيا تتَّسع ..
    و الأصدقاء يتكاثرون كالفطر ..
    و العمُّ يتجاوز في وِرده كلَّ يومٍ آياتِ المواريثَ بكلِّ حنو ... / ..

    ...
    قبل هذا و ذاك .. أحبُ أن أخبركم أنني شاهدتُ في طفولتي أطفالَ " الوبر " يموتون بتتابعٍ متناغم مع فرائهم الداكنة و ذلك بعد غياب الأب ، و لعل ما يدهش في ذلك أنهم لا يعولون كثيرا على عمهم المثابر على ورده كلَّ تقوى ..



    سيرة 65

    ليس صحيحا أن نجاحي - كما تراه أنت - يجعلك تعتقد أن نجاح أبي حتمي بالضرورة .
    قاطعني قائلا :
    - و لكنه لم يكن ناجحا كنجاحك ؟!
    نظرتُ إليه مليا قبل أن أجيبه بهدوء :

    - لأن أبي لم يهتم بتنشئته أبٌ عظيمٌ كأبي .


    سيرة 66

    يركنُ البعضُ منا إلى تغييب التفاسير
    لأن هذا البعض يظن أنه يرفل مُنَعما بوعيه في إهاب .. ابن عباس ..


    و لعل الأكثر تواضعا يظن نفسه قريبا من أبي العالية فقها بالكتاب العظيم ،،


    و لعلي هنا أعترف بما أسبغه عليَّ من فضلٍ - بعد الله - ترددي بنهم على رياض ابن كثير الوارفة ..


    لأنجو .. منِّي


    ليس إلا ..

    سيرة 67

    سأعود .
    هذا ما أقوله دائما لكلِّ شبرٍ ألفَ بوحَ جسدي ذاتَ مرور .. قبل أن تلتهمني مساربُ لا حصرَ لها ..


    و ترهقُ ذمَّتي بالمزيد من وعود العودة المزعومة .

    سيرة 68

    لا تشعلوا في الهشيم ..
    لأني أشاهدُ في قطرة الماءِ ألفَ وطن .


    سيرة 69

    بمدينة جدّة ..
    بزواياها ..
    يتذكّرُ إبراهيم الأفندي ( أم الغريب ) التي جاءت فيماورائياته بصحيفة البلاد
    و ذلك على خلفيات قصيدة ( جدَّة ) :
    ..
    أطالعُ وحدي
    عيونا برتها الإشاراتُ
    و الزمنَ المتسرِّبَ في القاعِ
    و الدَّهشةَ البدويةَ من كلِّ هذا الزِّحام

  10. #30
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 70

    يحزنني الاحتفاء بمنيف بعد موته ..


    .....

    أتذكرُ كيف كنتُ أقرأ " النهايات " ، كيف كنتُ أقرأ بشغف ..
    بعيدا عن كل رواياته الأخرى التي قرأت ، سكنتني النهايات حتى الغرق في تفاصيلها ..
    الجدب / عساف / أهالي الطيبة ..


    روايات منيف و لاسيما " النهايات " صاحبة سَفرٍ طويل معي ، حين أذرع ممرات الجامعة أبحث عن شيء كان ينبغي أن يكون نتاجا لحياة أكاديمية طالما حلمتُ بها ، إلا أنني أرتدُّ إلى مكتبتي ففيها العزاء ..



    بالتأكيد ..



    سيرة 71

    صرتُ مؤمنا بشكل شبه دائم و مستمر :
    - أنك تحظى بالردو و المجاملات على مشاركاتك بقدر ما ترد و تجامل الآخرين ، تماما كمن يمشي في مواكب الموتى احتسابا لمن سيمشي في جنازته .
    - أن مواقع الشعر ، و صحفه ، و مجلاته ، و قنواته .. متاحةٌ للوجوه الإعلامية و المكرَّسة و الصديقة ، تماما كالدعوات الخاصة على العشاء .
    - أن لا كرامة لنبي في وطنه .
    - أن الموتى فقط في وطننا العربي هم من يعتلي منصات التتويج .
    - أن هناك الكثيرين و الكثيرات ممن يتاجرون بجرحهم و أحزانهم ليكتسبوا شعبية خاصة .
    - أن المثقف في ذيل القائمة من كل شيء .
    - أن من أصابته حرفة الأدب أخطأه الشَّبع .
    - أن رسائل التهنئة و " مسجات " الجوال ، و تلويحات المعايدة لا يتجاهلها إلا من لا يستطيع الفرز ، و تحليل المواقف و قراءتها بشكل واعٍ .
    - أن السيرة ليست عملا مجانيا يغتصبُ خصوصية الفرد بقدر ما هي مساقط ضوء تنعش الذاكرة .
    - أن الشعر يحتضر .
    - أن الرواية لا يكتبها إلا المجربون لا القراء بكثرة .
    - أن القصة الطويلة تُسمَّى في وطني رواية .
    - أن الرواية السعودية وهم .
    - أن عبدالرحمن منيف ليس روائيا سعوديا أبدا .
    - أن الفن التشكيلي بمدينة جدة يأخذ حيزا كبيرا و مستحقا من الساحة الإبداعية .
    - أن النادي الأدبي بجدة أصبح مأوىً للأرامل و المطلقات و سيدات الأموال لا الأعمال اللاتي ضجرن من البحر .


    سيرة 72

    مالذي بقي في ذاكرتك من أيام الدراسة الثانوية سوى مكتبة ثانوية هوازن التي وارتك - من دون قصدٍ منك - عن أعين من طلبوك لأداء واجباتك ؟

    سيرة 73

    قل هو الحب
    و ما ينهار ينهار، فما بعد العرار
    غير مجهول الصحارى وتفاصيل الفرار


    ...........


    يعلمني هذا الشِعر أن أعود للكتّاب أو الكتاتيب لأتعلَّمَ كلما قرأته


    يعلِّمني هذا الشعر أن قاسم حداد مثلا لم يصل لما وصل إليه من فراغ


    أو من حرصٍ على الحضور الإعلامي فقط



    يعلمني هذا الشِعر أن أخلد للنوم و أنا أهجس بقصائد من نور




    و نار



    .


    __________________


    سيرة 74

    صديقي الشاعر يدهشني إصراره على إسماعي قصائده التي لا تنتهي ..
    و في كلِّ مرَّّة
    ألتفت إلى الجدار ، و أقرأ داخلي :
    كان أبي يسمعني الشِعر ، و عند رؤيته لي شارد الذهن يسألني غاضبا :
    لماذا لم تحفظ ما قلته لك مراتٍ عديدة ؟ لماذا لا تُنصتْ الآن ؟

    ...
    أبي ..
    إنني كائنٌ قرائي ، فاغفر لي و لعي بالكتب ..
    إنها الحقيقة ، أنا أدرك ما أقرؤه تماما .. أما ما أسمعه منك و من الآخرين - حتى ولو كان شِعرا - فإنني لا أفقه منه شيئا ..!


    ..
    و مازلتُ أستمع إلى حفيفِ الشعر ينساب قريبا منِّي ... بلا جدوى !
    .


    __________________

    سيرة 75

    النفط هو خصوبة اليوم
    أما المطرُ فقد غدا أسطورة الرعاة في كتبنا القديمة
    و في ذاكرتنا الجمعية المستندة إلى حكايات الجدات عن الغيم ،
    و إلى قصائد الهزاني .. الشعبية !
    .................

    سيرة 76

    بين " سيرج " و بين " فرونسكي " ..!
    بين الزوج الضرورة / العادة / حاجة المجتمع / السقوط في الشَّرف
    و بين العاشق / القلب / الاختيار / الفائض عن حاجة المجتمع و الآخر / السقوط في الرذيلة ..
    و أخيرا ..
    بين القبول و بين الرَّفض
    بين العربة الأولى .. و بين العربة الثانية
    أو ،
    تحديدا بين العجلتين / الأولى و الثانية ..
    تبدو لي آنا كرنينا .. أجمل ما قرأت من الأدب الروائي المترجم .. عن الروسية !


    سيرة 77

    لم تتسرب " مكة " إلى قصائدي إلا مرَّة واحدةً في " رؤى " :
    ( .../ أفقدُ مكَّةَ / أفقدني .. ) .
    - ترى ، لماذا رأيتها حينئذٍ ماثلةً في مواتي المقيم ؟!


    ___________
    سيرة 78

    الجداول تنتفي هنا .
    هي لا تبرِّر أفعالها ..
    و تتاجر بالكثير من جراحاتها لتستجدي الحب ، و العطف ..
    و العبور كثير / غيض من فيض بنظرة مستقبلية .

    الجميع ينامون ..
    و أنا أثقبُ جدران المدينةِ بتأملاتي ..
    و أتذكرُ المعارك الطفولية غير المبرَّرة .

    الجداول تنتهي هنا .
    هي كائنٌ رقميٌ لا يعدو كونه خطاً باردا يصلني عبر العالم إلى غرفتي بأحرفٍ متقطعة و نائية ..
    هذا يدعوني لأتساءل :
    هل يغضبُ المرء من حاسبه الشخصي ؟

    سيرة 79

    يبقى غناء الجدَّات في ذاكرةِ الألعاب المبتكرة
    كليالي طويلة ينيرها الزَّيتُ و الوجوه الشاحبةُ من أثرِ الحقول .
    يكبرُ الأطفال ..
    و يغني الأبُ رحالاته الغابرة بعيدا عنك
    و تهتمُّ الأم بتفاصيلِ المحيط من إبرٍ و معاطف شتائية لا تقي من الحزن .
    يكبرُ الأطفال ..
    و تظلُّ الرياحُ في الخارج متعطشة لرفيقٍ غضِ الحلم كي يرافقها إلى المستقبل !
    تماما .. كغمامة مزهرة بالوعود .

    سيرة 80

    لمَ السؤال الدائم عن شواعر جدَّة ؟1
    - تلكَ مدينة من نور ،،،
    هذا ما قلته ..
    قال آخر :
    - المجدُ للنساء في مساربهن .. الضَّاجّة بالحرف .
    و قال عابرٌ يستفيق من وهجٍ و جنون :
    - المدن لا تلفظ النساء ! .
    ...
    بعد عامٍ من " المحمل " و " العلوي " و " التحلية " و " بارنيز " و نوافذ حبلى بالمشاهداتِ الآتية و لا ريب - إذ تعدُ بذلك - رأيتُ في " جدَّة " امرأةً عابرةً في أجمل خطاياها ...
    لم تحدثني عن قصائدها المؤودة ؛ و لكنها سألتني عن غريب يفتش عن وطن ..
    أشرتُ إليها :
    - إنه هناك ، حيثُ يبقى بعيدا عن الأذى ..
    فقط .. " بعيداً عن الأذى " يا سيدتي !.



    .


    __________________


    سيرة 81

    قال : عندما تكفُّ عن الدَّوران سأكون ،
    أما أنت فستظلُّ تُحدِّقُ في بقايا نهار يستمر فيك كالطاعون / يتصاعد .
    قلتُ : جسدٌ أصعده / يأسرني ..
    كلماتٌ توغل في الظِّلِ و كلماتٌ توغلُ في الإطراء ..
    قال : كيف يكونُ لكَ أن تبررَ خطاياك ، حتى و إن كنتَ مثقفا ؟!
    نظرتُ إليَّ ، و رحتُ أتمتمُ :
    أسكنُ بحرا / أنثى ..
    أو
    أقمعُ رقصَ غبارٍ لم تغزله الريح ..!!


    سيرة 82

    لم يورثنا والدنا ما ورثه عن آبائه ..
    ثروته الكبيرة تبددت - رغم اجتهاده - في غمضة بؤس
    صرنا بلا ثروة ..
    فقط
    أورثنا حبّ الشعر ..

    و قليل من حريّة التعبير في فضاء يقمع حتى الهواء .


    سيرة 83

    خيالُكَ يُلْغيكَ:‏
    طفلٌ تَعَبَّدَ.‏
    ليلٌ تَجاسَرَ.‏
    قافيةٌ أُسْلبتْ.‏

    هكذا تأتي النصوص ، ملتبسة بالوعي تارة ، و تارة تأتي و قد تخضبت بسكون يحرك الأشياء .
    في " مازلتُ آملُ " كانت الأشياء تتحرك من حولي ، و كان النص الديني على أشده ، هو النص الوحيد الذي ذيلته بتاريخٍ هجري ، ذلك أن رمضان يختلف قليلا ؛ فهو شهر القرآن .. مثلا :
    كنتُ مفتونا منذ صغري بتأمل " تحولات الخطاب القرآني " ، قلتُ : عندما أكبر قليلا سأناقش هذه القضية ! سأبين للعالم كيف أن القرآن يتحول من الخطاب المفرد إلى الجمع و من الغائب إلى الحاضر أو العكس ..
    في القرآن العظيم هناك أسلوب سردي مذهل ، فالمسكوت عنه يكاد يجعلك تتمايل طربا و أنت تتابع قصة يوسف ، او تقرأ شيئا من سير الأمم الغابرة ..
    جاءت " ما زلتُ آملُ " لحظة حضور النص الديني ، فكانت بالنسبة لي بداية لمرحلة جديدة ، و إبحار للمرة الأولى تجاه اللغة بشكل مباشر .

    غداً..‏
    تَعَوَّدْ على اليُتْمِ في حَلَباتِ التَمَدُّنِ.‏
    لا بُدَّ منْ..‏
    ولا بُدَّ منْ..‏
    غداً،‏
    وليسَ لوادِ الظنونِ نشيجٌ..‏
    كباقي الدِّمنْ.!!‏
    وليسَ التأمّلُ إلا صَدىً للتزَامنِ،‏
    أو للزَّمن.‏
    غداً..‏
    رجاءُ "لعلَّ"‏
    سيغدو "لماذا"؟!‏
    وفي راحتيكَ،‏
    ستطلبُ خيلُكَ منكَ ملاذا.‏

    مازلتُ آمل


    __________________


    سيرة 83

    أهربُ / ألغي المسافة منذ المسافة حتى حنيني ..
    صوري ..
    ربما ذات يومٍ سأشعلُ فيها غنائي الوحيد
    صوري ..
    ربما ذات طلعٍ سأخبرُ قومي لماذا كرهتُ الصور ..
    ربما صوري ..
    يدي و هي تنسج أغنيةً دافئه
    و طني و هو يُنْشدني آخرَ الغرباء
    ظلُّ أمي و هي تخاطبُ أيامها الخاليه .

    صوري ..
    ربما صوري ..
    هي ذات المسافة بين حنيني و بين المنابرِ :

    ( ليلى ..
    أخبريني لماذا نحبُ الصور ..؟!
    و لماذا تسمَّر فيها العبورُ
    و لم يشعروا بالآمان ؟! ) *



    .

    *) ذات نص في : قصيدتان للمغني / مرثيتان توغلان في دمي


    __________________


    سيرة 84

    .. / و أشرح للعبيد مرارة الأسياد ..
    ...
    هكذا كان تكريس المعنى في غير جهته الأصلية / الأصيلة
    أن تأتي في نص شعري
    هو أن تخترق العالم
    أن تضع قدمك على أول الحدس ، ثم عليهم هم أن يتذوقوا هذه المرارة ..
    مرورا بانهيارات / و نكسات / و نكباتٍ لا حصر لها ..
    و كأني بالشِعر يلغي الأمكنة
    و يضل طريقه إلى زمن الخيبة و الجهل و الفساد ..
    في العصر العباسي قتلوا " بشار بن برد " و قد شارف الثامنة و الستين من عمره ، فأخذوه بجريرة الحرف
    و في هذه العصور الحجرية صادروا الكثير من وهج الأحرف / طمسوا القائل / و علَّقوا النَّص على بابِ التأويل عبرة لمن اعتبر ..
    ألم ير العباسيون بياض الحكمة يتخللُ وقار الشيخ قبل أن يهبوا له آخرة قد يكونوا اشتروا فيها منه جرائره فباؤوا بغضب على غضب ؟
    ألن نرى في هذه العصور الظلامية اي نبوءة يحملها الشاعر و نحن نقدمه إلى عذابه الثاني المتمثل برفضه بعد أن كابد عذابا أول باقترافه الوعي ؟!


    .. / غدا ؛ ( وعداَ )جريئاَ جاء
    يخالطني
    و يقسم أنني لغةٌ / فضاءٌ طاف بالأسماء ..
    و حدَّثهم
    عن التاريخِ و الأسياد
    و بلَّلهم
    بفيضِ قصيدةٍ عذراء .


    ...........

    يالهذا الجنوح !

  11. #31
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 85

    ... / لأجمع آلامي
    ألقيها في صندوق بريدٍ تافه .
    سيرة 85

    ... / لأجمع آلامي
    ألقيها في صندوق بريدٍ تافه .
    سيرة 85

    باتّجاه المدينةْ ...
    و اُنكرُ ذاتي
    و أسكبُ خلفَ المدى
    .. جميعَ صفاتي
    إذا ما رحلنا إلى المدن الواعدةْ
    إذا ما عطشنا ..
    إلى الماءِ
    و النفطِ
    و الشِّعرِ
    .. في لحظةٍ واحدةْ .

    سيرة 86

    تعرفتُ على الشِعر اليمني حين دسستُ بعض قصائد عبدالله البردوني في شنطتي المدرسية :
    حين يشقى النَّاس أشقى معهم * و أنا أشقى كما يشقون وحدي

    رحلتُ مع المقالح حتى في الدَّارج :
    صنعانية
    مرَّت على الشارع غبش
    كان الندى ظمآن
    و البرد اشتكى نار العطش
    و طربتُ لصوتي الخاص / القادم من اليمن / النازف من كلِّ أرض :
    .. و ياقة الجندي لا تقوى على حمل البطولة
    ذلك هو صوت أحمد ضيف الله العوضي ، و الذي رحلتُ معه أكثر من وعي و أنا أقرأ له أيضا :
    قال لي ما أجمل القتلى ..

    في رائعته : ( في البدء كانت جنَّة الرؤيا )

    لكن حين يفاجئك صوتٌ قادم من أرضِ الأساطير :
    لماذا بلادي ملبدة بالوجوم
    تشيخ الجداول فيها
    تشيخ العصافير والكائنات
    يشيخ من الحال حتى الجنين؟
    يفتشُ عن وطنٍ من أرصفة لا تتقيح على حوافها أقدامُ عشاقه الطيبين تعلم أنَّك معي تنصتُ إلى صوتِ اليمن السعيد ؛ هذا الصوت القادمُ من الهند ..
    فلا تمتلك إلا أن تردد مثلي :
    رفقا بنا يا عبدالحكيم

    رفقا بنا
    فكلنا في " الوطن " شرق .



    .

    قراءة ساخرة على باب المدينة الصوفية


    __________________
    سيرة 87

    كنتُ أقطع ماشيا قرابة أربعة كيلو مترات للعودة من المدرسة الثانوية إلى المنزل ..
    و كان يسيرُ بمحاذاتي ، يتحدثُ ، يثرثرُ عن " كرة القدم " ، المطربين ، و عن مجلات الشعر الشعبي ..
    الحقيقة أن ما لفت نظري في رفيق طريق العودة الطويل من المدرسة هو حبُّه الشديد للتأنق في ملبسه .. و هدوئه الذي يتناسب بشكل غريب مع ثرثرته الدائمة حول كل شيء !
    بعد تخرُّج
    و جامعة
    و رقم وظيفي

    .. كنتُ في زيارة لمدينة الطائف ، و اضطررتُ - آسفا - أن أزور " مكتب جريدة عكاظ " كي أرسل " فاكس " للجريدة في جدة ..
    كان هو ذاته يجلس خلف مكتب يتسع لربع مسافة قطعناها طوال أيام الدراسة معا
    و بعد أن سلَّمتُ عليه ، بادرته قائلا :
    - أنا فلان .
    - نعم ، رأيتك تكتب " بشكلِّ لطيف !! " من قبل في جريدة عكاظ ..
    - و لكن ..
    - أنا مشغول ، و لا أخفيك كم أسعدتني زيارتك ، كان بودي أن أقضي معك الوقت الكافي لأتعرَّف !! عليك .



    ...
    في ذلك اليوم ، و بعد خروجي من " مكتب جريدة عكاظ بمدينة الطائف " تعلَّمتُ أن أربعة كيلومترات و لمدة ثلاث سنوات و بشكل شبه يومي ليست مسافة كافية للتعرُّف عن كثب على أصدقائك ؛ حتى و إن ثرثرتم معا حول مجلات الشعر الشعبي ، و المطربين ، و عن لاعبي كرة القدم !




    سيرة 88

    قالت : المؤكد أنني أموت الآن ، عليك أن تحبَّ ثانية ، أن تغامرَ ثانية ، أن تدخن السجائر بشغف كما كنتَ تفعلُ معي ، أن تجبر حبيبتك على التدخين بشغب كما كنتَ تجبرني بنظرة من عينيك ..
    ...
    يمتدُّ الزمنُ أمام
    لم أعد أحبها
    نعم ..
    هذه حقيقة لا أستطيع مقاومة إغرائها لي بضرورة تلبسها كحقيقة وحيدة ..
    لم أعد أحبها ..

    ..
    هل يحبُّ شاعرٌ مثلي " قصيدة " توهمها ذات يأس ، و آمن بها ذات وجود ، و ما برح ينظرُ إلى نهاراتها الآفلة كما ينظرُ مشدوها لبهاء وردة شفيف ..؟!

    ..
    لم أعد أحبها ؛ ذلكَ أني الآن مؤمنٌ بأنني لم أصدق يوما أنها كانت تمد إليَّ يدها ، و تغني .. بكامل ما في هذا العالم من ودّ !






    و جمال !.


    __________________

    سيرة 89

    في " أجمل غريق في العالم " لماركيز
    رأيتُ كيف يجعل الرجلُ من وهمه حقيقةً ماثلة ؛ و قابلة للتصديق ؛ و متعبة حدَّ الاستعداد التام لمحاربتها .



    سيرة 90

    الانتظار ..
    حكمة الوقت المتسرب في قاع الروح .
    حين تنظرُ إلى الثواني أكثر من مرَّة / تحدِّق في ثباتها الممل .. تعتصرُ " وردة " اللقاء القادم ، و تتأفف .. فإنكَ - هنا فقط - تشعرُ بجمال البقاء على قيد " الوعد " ، و بشاعة الهلع من " وعيد " هواجسك الكامنة .

    سيرة 91

    و حدثني صاحبي في تلك الليلة عن رحلته لمدينة جدَّة :
    هناك السيارات كثيرة ، و النَّاس يركضون في كلِّ اتجاه ، و القادمُ من أرضِ اليمن ليس نادرا كما هنا حين يعبر قريتنا في طريقه للحج أو العمل ..
    ثم حدثني عن جدَّة :
    أبي يقول عندما تكبر ستعيش في هذه المدينة ، ستتركني في الحقل ، أنا أحب جدَّة ، أحبُ ازدحامها ، نساؤها كثير ، أطفالها كثير ، و إذا لم تنم فليس هناك قمر تقضي الليل بطوله تستجديه مسامرة مملة ؛ إذ إن بقاءك على باب المنزل لمشاهدة العبور يجعلك ترى كل شيء و ضدُّه ..
    أما البحر ؛ هل رأيتَ البحر يا حامد ؛ لن تصدق أي متعة تقطفها من أهدابه حين يرسلها بيضاء إلى الشاطئ .
    ثم حدثني صاحبي عن جدَّة ..
    .


    ...
    أتذكرُ كلَّ هذا عندما تمسك " سارة " بذراعي متوسلة نزهة بحرية ، و بدعم من " نواف " الذي يمسك ألعاب البحر خاصته و يقف بعيدا ينظرُ إليَّ برجاء ..


    ترى هل ستفهمين يابنتي ما أقول :
    لقد رأيتُ البحرَ لأول مرَّة في حياتي بعد نهاية دراستي الثانوية ، و كنتُ قد رسمتُ له و لعروسه صورة من فتنة لم أرها أبدا حين بدأتُ أركضُ في كلِّ شوارع المدينة القذرة ..

    تُرى ؛ هل كان صاحبي يحدِّثني عن هذه المدينة تحديدا ؟!!!



    سيرة 92

    ربما أنتَ فيما اعتراك
    ربما كنتَ في رقصة لا تراك
    أو ..
    ربما كنتَ شيئا سواك !

  12. #32
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 93

    من تبعثره فتاة ؛ يتعذر على نساء العالم جمعه .


    ___________
    سيرة 94

    حين كانتْ تجلس بجواري ؛ و أنا أقود " سيارتي " بحكمة مرورية .. قلتُ لها : كنتُ أسكنُ هذا المنزل .. هنا قرأتُ - على هذا الرصيف تحديدا - موضوعا عن الحرب العالمية الثانية في صحيفة " اليوم " .. من هذه النافذة كنتُ أطلُّ على الشارع ملوِّحا لأصدقائي و هم يركضون خلف كرة من صوف في هدأة المساء ، و هناك - أنظري جيدا - كنتُ ألتقي ملهوفا بـ ..
    عندما التفتُ إليها رأيتها تنام في سلام لا مثيل له .. لقد أرهقتها رحلة امتدتْ لوطنٍ بأكمله !

  13. #33
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 95

    ... / و قال أيضا :
    المسافرون بلا زاد ، ضُلّال يجوسون العنب بلا قطف ، و ينزلون القرى النائية الموحشة إلا من دعاء لا يبره عمل ، آملا أحدُهم فيما لا أمل يحيطُ به ، و قد دأبو على ذلك حقبةً من التوق .
    ثم أضاف :
    عندما نزل الغزاة بدارهم ، كانوا لا يزالون في رَمَلِهم يوغلون .


    __________________

    سلامٌ على كلِّ قلبٍ من الآه
    و من فضَّةٍ لا تموت
    و من ساعدٍ لا يُجرِّبُ فينا هداه
    /
    \
    /
    \
    " تحت الإنشاء

  14. #34
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 95

    ... / و قال أيضا :
    المسافرون بلا زاد ، ضُلّال يجوسون العنب بلا قطف ، و ينزلون القرى النائية الموحشة إلا من دعاء لا يبره عمل ، آملا أحدُهم فيما لا أمل يحيطُ به ، و قد دأبو على ذلك حقبةً من التوق .
    ثم أضاف :
    عندما نزل الغزاة بدارهم ، كانوا لا يزالون في رَمَلِهم يوغلون .


    __________________

    سلامٌ على كلِّ قلبٍ من الآه
    و من فضَّةٍ لا تموت
    و من ساعدٍ لا يُجرِّبُ فينا هداه
    /
    \
    /
    \
    " تحت الإنشاء "


    سيرة 96

    القصيدة ..
    ربما - على سبيل التخلُّص من التزامٍ فكري - هي الوطن المباغتْ لكثير من المبدعين .
    يعجبني من لا يتَّبع أسلوبا خاصا أو طقوسا خاصة في الكتابة
    فالوعي بالنَّص الشِعري و ماهيته يكادُ يكونُ ضربا من المستحيلات .
    لهذا ؛ لم أترددْ في إجابة من سألني عن طقوسي الكتابية :
    سيدي ، عليكَ أن تسألَ كلَّ نص على حِدة !
    .


    __________________

    سلامٌ على كلِّ قلبٍ من الآه
    و من فضَّةٍ لا تموت
    و من ساعدٍ لا يُجرِّبُ فينا هداه
    /
    \

  15. #35
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية شموخ2004
    تاريخ التسجيل
    06 2004
    المشاركات
    306
    الأخ مسعد الحارثي :
    إذا كان هذا المنتدى يضم مثل موهبتك فأنا محظوظ أن أكون عضواً فيه ولست مجاملا في ذلك فأنت موهوب ( ماشاء الله ) وأتمنى لك النجاح .
    وتحياتي للجميع

  16. #36
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    سيرة 97

    جاء في الفصل الأخير من موت المغني :
    تذكرهم و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، قال : " في هذه الزاوية ولد رجلان من نور ؛ أنا و أنا " . و قال أيضا : " حتى الفتاة التي كان قلبها من ذهب - و لم يزل - ولدت في الزاوية الأخرى " ، و أضاف : " و القمر ؛ أتعرفون القمر ؟! ولد في الزاوية الثالثة " .
    مال بجزئه العلوي على السراج ليطفئه في قلبه ، قال ذات يوم : " امنحني أيها السراج صديقا واحدا ، فتاة واحدة لا تشبه إلا البنفسج ، امنحني ثوبا جديدا للعيد ، و وَتَرا ، و بعضَ الأغاني القديمة للرعاة و المغامرين بعبور القرى في طريقهم إلى الحج ، امنحني سواد يومي عشبا لدابتي الوحيدة ، و في بقية اليوم فجِّر الأرض ماء من تحت أقدامها ثم ألهمها ليلا أن تحملني لدياري البعيدة " .
    مال بجزئه العلوي على طين القرية ، قبَّل الحقول ، قبَّل شجيرة العنب التي قال في ظلها سحابة عمره . ظنَّ في البداية أنه و بقليل من الزيت و الملح و الخبز سينجو من غَدِه الكالح ، و أخذ يُغنِّي :
    " لا تعرفُ الدُّورُ إلا الذين انتهوا على دربها
    طرقوا بابها
    أشعلوا جلَّ جدرانها بالغناءْ ؛
    و ماتوا على بُسُطٍ ألفتْ بوحَ أجسادهم
    لا تعرف الدُّورُ إلا الذين انتهوا على دربها لا العبور "

    سيرة 98

    كيف ترجو اللقاء ؟
    - صاعقا كالجنوحِ المؤجَّلِ أو منتهٍ كالنَّهار .
    لماذا ؟
    - لأني خُلِقتُ على خفقةِ الضوءِ وحدي .
    لماذا ؟
    - لأني شربتُ المواويلَ أصبحتُ أنشودةً حائرة ..
    تردِّدها الريحُ في قلقٍ و انكسار ! .

    سيرة 99

    يُعَتِّقُ الأفولُ في دمي :
    صحائفا من النَّدى ؛
    فجرا من القصائدِ المنمنمة .

  17. #37
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    .
    .
    .
    .
    .
    عزيز شموخ

    الموهبة هي لكا تبنا الكبير حامد عبدالهادي بن عقيل . احببت أن تشاركوني المتعة بهذا الأ بداع الجميل .

  18. #38
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235
    حامد بن عقيل الكاتب المبدع قرر اخيرا اصدار سيرة فى كتاب .لا يسعنى الا ان ابارك له هذه الخطوه .
    .
    حامد بن عقيل فى سطور.
    ولد جنوبي مدينة الطائف في 20/7/1974 م
    درس الابتدائية في القرية ، و أكمل دراستها في ابتدائية الملك فيصل بمدينة الطائف .
    درس المتوسطة بدار التوحيد
    تخرج من ثانوية هوازن عام 1990 م
    انتقل لمدينة مكة المكرمة لدراسة الأدب العربي بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى
    تخرّج منها عام 1995م
    عمل معلما لمواد اللغة العربية بمدينة جدة
    ثم مشرفا تربويا بتعليم جدة
    عمل رئيسا لقسم اللغة العربية بمشروع تطوير الاختبارات التحصيلية بإدارة التطوير التربوي بجدة
    المنسق الإعلامي لإدارة التطوير سابقا
    المنسق الإعلامي لمركز إشراف مدارس جنوب جدة سابقا
    رئيس فريق التدريب لأعضاء مشروع تطوير الاختبارات التحصيلية بتعليم ينبع
    نائب رئيس التحرير بمجلة الإشراف التربوي
    عضو اللجنة المؤقته لكتابة الأسئلة بمشروع الاختبارات الوطنية و التي يعدها مكتب التربية العربي لدول الخليج
    مدير التسويق لمؤسسة إنتاج إعلامي بجدة .

    صدر للشاعر :

    قصيدتان للمغني / مرثيتان توغلان في دمي – دار الجديد ببيروت 1999م
    شادن – الماثل للطبع
    يرملون - مسودة
    نشرت نصوصه في العديد من الدوريات السعودية
    كما نشرت في العديد من الدوريات العربية بعض نصوصه كالموقف الأدبي التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، و جريدة اللواء اللبنانية التي نشرت دراسة عن شعره

    - السيرة الذاتية للشاعر كما قدّمت في الأمسية التي نظمتها جمعية الثقافة و الفنون بمدينة الطائف في صفر من عام 1423هـ
    يل فى سطور .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •