شاعر كبير يتميز بمقدرته الشعريه اضافه إلى الالقاء والمنبريه يعرف ب " شاعر الوطن " اللقب اللذي اطلقه عليه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تميز بحضوره المتألق في مهرجان الجنادريه الثقافي اللذي تنظمه الحكومه السعوديه وسبق وان القى اغلب قصائده امام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن قبله سلفه الملك فهد بن عبدالعزيز له عدة قصائد ابرزها قصيدة " يالله بمانك " اللتي القاها ابان الغزو العراقي لدولة الكويت وايضا القصيده الشهيره "رساله إلى صدام " اللتي شن فيها هجوما لاذعا على الرئيس المخلوع صدام حسين

• الاسم : خلف بن هذال بن محمد بن سمران الروقي العتيبي. تاريخ الميلاد: 1363ه 1943م. مكان الميلاد: ساجر العمل: ضابط في الحرس الوطني برتبة (عميد). التحق كجندي بأولية الحرس الوطني وعمره 14 عاما وذلك عام 1377ه وعمل في البدع والوجه واملج وكان احد المرابطين على شاطئ املج المطل على البحر الاحمر اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، واستمر لمدة عامين، ثم ترك العمل وسافر للمنطقة الشرقية وعمل في السكة الحديدية براتب يومي قدره ثلاثة ريالات. يقول الشاعر خلف بن هذال عن هذه المرحلة (في كتاب دولة ورجال) لقد كانت منعطفا في حياتي وتمثل محطة هامة لن انساها واتذكر عندما جاءنا المدير وقال انتهى العمل ليس لكم مكان في الشركة, بعدها عملت في ميناء سعود لمدة عام ثم اتجهت للكويت عام 1379ه مع مجموعة من اقربائي وعملت كجندي في الجيش الكويتي واتذكر حركة عبدالكريم قاسم حيث كنت احد المرابطين على الحدود الكويتية العراقية واستمريت قرابة اربع سنوات, ثم عاد للمملكة عام 1384ه واتجه للطائف والتقى بالشيخ تركي بن فيحان بن ربيعان رحمه الله امير الفوج التاسع عشر وذكر له ان الحرس الوطني سيقيم حفلاً بمناسبة تشكيل الفرقة الاولى وذلك على شرف صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز (في ذلك الوقت) في الحوية واقترح عليه رحمه الله ان يكتب قصيدة لالقائها في الحفل والقى قصيدة جميلة نالت رضا صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي استدعاه بعد نهاية الحفل واثنى على القصيدة فطلب خلف من سموه الموافقة على التحاقه بالحرس الوطني وعين جندياً عام 1384ه. وفي عام 1390ه طلب الالتحاق بدورة المرشحين الخامسة وقبل كطالب ودرس فيها ثلاث سنوات وتخرج عام 1393ه برتبة ملازم وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل الى رتبة (عميد) الآن. وعن تجربته في الحياة يقول الشاعر الكبير خلف بن هذال: انها مليئة بالتعب والكفاح والتنقل من مكان إلى آخر, لقد فقد والده وعمره اقل من عشر سنوات وعاش يتيما يصارع الحياة بتقلباتها ومتطلباتها مما دعاه للبحث عن عمل وعمره 14 عاما، ومع تنقله الكثير من عمل لآخر ومن جهة لاخرى، إلا انه لم يشعر بالاستقرار الا بعد ان التحق بالحرس الوطني الباسل الذي بناه وشيده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. اما عن علاقته بالشعر فيقول خلف: قد تستغربون انه ليس في اسرتنا شاعر ولم اتأثر بشاعر من قبل ولم اتعلم الشعر على يد احد,, بل كنت انظم ما كنت اعتقد انه شعر وعمري سبع سنوات عندما كنت ارعى الابل والغنم في ساجر، وفوجئت بأن ما اقوله من شعر يلقى قبولا عند الناس. ولعل في حياة البادية والترحال والطبيعة والسفر والغربة والظروف الصعبة، اضافة الى العسكرية قد شكلت في داخلي هاجس الشعر فكان المتنفس هو الشعر,, واول قصيدة كتبها كان عمره 13 سنة من 30 بيتا كما انه كان مولعا بشعر القلطة (المحاورة) وهذا اللون من الشعر يصقل موهبة الشاعر وينمي البديهة وقوة الذاكرة وقدر له ان يشارك في قلطات مع كبار الشعراء انذاك مثل مرشد البذال مفرح الضمني لويحان ، مريسي الحارثي عوض الله بن سليم المالكي مفرح الهرشاني شليويح المطيري الجبرتي أحمد الناصر عبادل المالكي ثواب الجعيد محمد بن تويم البقمي وصولا الى شعراء الجيل الحالي المعروفين مثل: مطلق الثبيتي رشيد الزلامي المعنَّى البقمي فيصل الرياحي صياف الحربي مستور العصيمي,, وغيرهم. اما عن الحوليات التي ينتظرها الجمهور في كل عام فقد بدأت عام 1385ه والقى اول قصيدة له في منى في مناسبة الحج وكان حينها جندياً في الحرس الوطني امام الملك فيصل يرحمه الله وتتكون من 70 بيتا ألقاها بعد الشاعر المرحوم احمد الغزاوي واستمرت قصائده في منى بشكل سنوي حيث القى حتى الآن 34 قصيدة في 34 عام, ولم ينقطع اطلاقا حتى الآن. ويقول شاعرنا خلف ان قصائده تتراوح بين الاربعين الى السبعين بيتا والمرة الوحيدة التي كتب فيها قصيدة جاوزت هذا الرقم كانت عام 1380ه حيث نظم قصيدة نصيحة بلغ عدد ابياتها مائة بيت. وأما عن الشعر الغنائي: فتجربته فيه قديمة وجديدة فقد كتب هذا اللون من الشعر اثناء وجوده في الكويت ما بين عام 1379ه و1384ه, وبعد ان عاد للمملكة ترك هذا الجانب من الشعر إلا ان بعض الفنانين عادوا لتقديم بعض اعماله الغنائية القديمة مثل محمد البلوشي الذي اعاد اغنية (يا نار شبي وجعل السحاب اللي معه برق ورعود) وعلي عبدالستار الذي غنى (يا حبيبي) وهناك عدد من الفنانين من المملكة والكويت طلبوا التعاون معه في بعض الأعمال القديمة والجديدة.

خلف شاعر الأزمة
عندما قالت مجلة المختلف الكويتية بعد انتهاء حرب الخليج وتحرير الكويت ان اهم الاسلحة التي استخدمت في حرب تحرير الكويت لم تكن توماهوك ولا كروز ولا الشبح ولاسكود بل كان خلف العتيبي,, فهي لم تخالف الحقيقة فالمتابع لتلك الحرب بكل مراحلها يدرك حقيقة ما ذهبت اليه المجلة فبعد الهجوم العراقي على الكويت وتشريد اهلها نظم خلف قصيدته المشهورة (يا الله بامانك)، والتي رسم فيها بفراسة وذكاء شديدين مسار الأزمة وأكد ان الكويت عائدة لا محالة في وقت كانت كل التقديرات العسكرية المؤسسة والقائمة على استراتيجيات ودراسات تذهب بعيدا عن ذلك، بل واكد البعض ان تحرير الكويت يحتاج الى سنوات, وحده خلف بحنكة البدوي وفراسة ابن الصحراء رسم مسارا سريعا لما بعد الغزو. وبتوفيق من الله عز وجل ثم بوقفة خادم الحرمين الشريفين المشرفة يحفظه الله وحكومة وشعب المملكة حررت الكويت وعاد الشيخ جابر الى قصره (دسمان) وعادت الكويت حرة أبية. وعندما قام الشاعر الكبير خلف بن هذال العتيبي بزيارة دولة الكويت الشقيقة بعد التحرير واثناء لقائه بسمو الشيخ جابر الأحمد الصباح امير دولة الكويت أثنى سموه على دور خلف بن هذال كشاعر وكسلاح فاعل ومؤثر اسهم في رفع الروح المعنوية لدى الكويتيين. وقال له الشيخ جابر انني عندما اتذكر قصيدة خلف بن هذال، تتداعى امامي على الفور وقفة المملكة قيادة وشعبا بقرب النصر وانني سأعود الى دسمان وهذا ما رواه ايضا سمو الشيخ سعد العبدالله ولي العهد وهذه القصيدة يعتبرها المراقبون الذين رصدوا حرب الخليج احد أهم محطات التحول في مسار الأزمة. وقبل تحرير الكويت وبعد معركة الخفجي نظم الشاعر خلف بن هذال قصيدته الشهيرة (يا وطنا يا وطنا) التي القاها في كلية الملك خالد العسكرية امام سمو ولي العهد والتي حفلت بالمعاني الجميلة والقيم الاخلاقية والإنسانية بل إنها جسدت اخلاقيات وتعامل الجندي المسلم في الحرب وكانت ملحمة شعرية وطنية سكنت الذاكرة وحفظها الملايين.


ذهب إلى الكويت جنديا وعاد اليها بطلا

يوم الثلاثا يـوم واحـد محـرم*****بعد اربعمية والف لاعاد من يوم يوم الثلاثا بالحـرم سيـل الـدم*****مع صحوة الاسلام والناس بالنوم

هذه الابيات التي قالها خلف بن هذال العتيبي، أو «شاعر الوطن» كما اصبح لقبه لاحقا، تمثل نموذجا مثاليا على «نص» خلف بن هذال.

خلف بهذه الابيات التي تتحدث عن أزمة احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة جهيمان العتيبي في العام 1979، لنحو اسبوعين، أظهر قدرته في تطويع الشعر النبطي أو العامي على تصوير الاحداث المهمة عبر جمل شعرية بالمحكية النجدية، تصوير يتقصد الكلمات القريبة للاذن المحلية، دون ابتذال او صعوبة، وبقدرة فذة على الادهاش والمضي بين حكاوي العامة وحديث الخاصة.

لخص الحدث، وأرخ تاريخ وقوعه، واتخذ منه موقفا.. هذا هو شعر خلف كما عرف لاحقا.

خلف بن هذال الحافي العتيبي، كان يشق طريقه نحو بلاط الملوك بشكل مختلف وصعب منذ البداية، وربما بمحض صدفة قدرية، لكن المميزين هم من يعرفون كيفية «تخليد» الصدفة لصالحهم ..

ولد خلف بن هذال في مدينة ساجر، في عالية نجد، عام 1943، وفقد والده وهو في الثامنة مع عمره، وتحول، شأنه شأن الكثيريين من تلك الاجيال، التي عانت شظف العيش، الى البحث عن مصدر رزق، وعمل في السكة الحديد براتب 3 ريالات، ثم التحق بالجيش الكويتي سنة 1959، مثل الشاعر الشعبي الآخر وابن قبيلته: رشيد الزلامي، صاحب القصيدة الشهيرة في مديح الملك فهد والتوجع من البعد عن الاهل.

عاد بعدها خلف الى السعودية والتحق بأفواج الحرس الوطني، وتحديدا الفوج التاسع، الذي كان تحت قيادة الشيخ تركي بن ربيعان امير قبيلته. والذي اشاد به كثير من شعراء العتبان، وقال فيه بندر بن سرور، احد اشهر الشعراء المختلفين، الكثير من الشعر، ومدح بندر تركيا بعدة قصائد شهيرة، منها القصيدة التي قالها لبنت تركي الصغيرة :

ياسخيف الذرعان مانيب مرجـوج*****رجتنـي الدنيـا بغـدر وحيـلـه يابنت لولا اللي على تاسع الفـوج***** تركـت نجـد وعـزوه بالقبيلـه لا شك حاديني على نجـد هيـدوج*****مسقى الفيافي لين يـدرج مسيلـه تركي ليا من الليالي غـدن عـوج*****حملـه عتيبـه كلهـا ماتشيلـه يرسى كما مينا البواخر على الموج*****ومنين ماصـك البحـر ترتكيلـه مادام تركـي حـي مـاودي ادوج*****وان غاب غبت من الرجوم الطويله

الشيخ تركي بن ربيعان، الذي كان من أشهر أمراء الأفواج، وهي قوات البادية شبه النظامية، هو الذي أدخل شاعرنا خلف بن هذال إلى عالم الامراء والقصيدة السياسية، بعد ان كان خلف شهيرا بالشعر الغزلي وغنائه .

وشعر «القلطة»، وهو نوع من الشعر السجالي يرتجل في حلبة الشعر و«صفوف الرد»، وكان خلف مبرزا في هذا الميدان، وله مساجلات شهيرة وحادة مع شعراء آخرين من اشهرهم شليويح المطيري. وكانت حافلة بالغمزات و«النكشات» البريئة على حدتها!

في عام 1963 يخبر الشيخ تركي بن ربيعان خلف بن هذال، بأن الفرقة الأولى للحرس الوطني لديها حفل على شرف رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز (الملك حاليا) ويطلب منه قصيدة في الحفل، اعجب الامير عبد الله، حينها، بالقصيدة ومنح خلفا رتبة جندي في الحرس الوطني، وانضم لقوات الحرس الوطني المرابطة في املج على البحر اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

البعد الحربي والعسكري وجد عند خلف ايضا، وفي بلد سيكون له معه ذكريات خاصة لاحقا، وهو الكويت حيث رابط اثناء عمله مع الجيش الكويتي على الحدود مع العراق اثناء تهديد عبد الكريم قاسم حينها. واستمر خلف في العمل العسكري مع الحرس الوطني حتى تخرج عام 1973 برتبة ملازم.

يقول خلف في احد حواراته عن علاقته بالشعر، ان اول قصيدة كتبها كانت وعمره 13 سنة. لكن شهرة خلف الحقيقية بدأت مع حرب الخليج الثانية او حرب الكويت سنة 1990.

فقد تصدى خلف ببراعة لصياغة الموقف الشعبي في شكل قصائد حماسية تداعب الشعور الوطني، وكان اشهرها قصيدته التي قالها في بدايات الغزو. والقصيدة لاقت رواجا كبيرا، واستطاع خلف ان يقترب بنصه الشعري العامي ذي الطابع البدوي الى ذائقة الجمهور السعودي المختلف التكوينات من التكتلات الحضرية في غرب السعودية الى نخبتها الحضرية الاخرى على ضفاف الخليج.

القصيدة كانت منشورا سياسيا وصرخة تحد رددتها الحناجر السعودية في شكل دفاع عن الذات امام الخطر الداهم، الذي مثله صدام حسين بعدما ابتلع جيشه دولة الكويت.

القصيدة ذات المطلع الشهير: يا لله بامانك من النكبات تامنا... اصبحت جزءا من تاريخ الحرب. والمثير فيها البيت الذي اقسم فيه خلف بعودة قصر «دسمان» في الكويت الى الشيخ جابر. قال خلف بصوته الجهوري الصاخب، وطريقته الحربية في الالقاء، ووجهه المربد غضبا

قصيدة الجنادرية 26 السلام ولا سهـى القلـب عـن ذكـر الالـه ربنـا اللـي نـزّل اقـرا و عـلّـم بالقـلـم

جل شانه في جلالـه .. تبـارك فـي عـلاه منفـرد بالغيـب يعلـم ولا غـيـره عـلـم

نسأله عفوه و لطفه .. صمد ما احـدٍ سـواه صوّر الانسـان وانشـأ وجـوده مـن عـدم

نطلبه الجنـة و نرجيـه مـن النـار النجـاة فـي نهـارٍ فيـه خصـمٍ اذا خاصـم خصـم

فوق عرشه مطّلـع يستجيـب لمـن دعـاه ناصر المظلوم .. منـزل عقوبـة مـن ظلـم

القمر خمسـة عشـر مستهـلٍ فـي سمـاه فـي جمالـه فـي كمالـه تهلـل و ابتسـم

و الوطن بايـدي امينـة تربّـت فـي حمـاه ذخـر فتّـاك الركايـب اليـا ازبـد و التطـم

البطل يذكـر و يشكـر علـى سعـيٍ سعـاه بالعزيمة جاب مـا غـاب يـوم انـه عـزم

اعلـن الوحـدة بيـومٍ ملـى الدنيـا صـداه رُسمت الخطّـة علـى عيـن رسّـامٍ رسـم

ثبّت المبنى علـى سـاس يرحـم مـن بنـاه صرح شامخ ما تزعـزع كيـان ولا انقسـم

المؤسس مـن نشـد عنـه تكفيـه الـرواة و اسأل التاريخ و الوسم و أسم اللـي وسـم

استرحنـا تحـت امانـه و نمنـا فــي ذراه تو ذقنـا العافيـة .. تـو مـا ارتـد النسـم

البشير يجيب بشـرى و يفـرح مـن نصـاه ابشـروا بالخيـر و الشـر ولّـى و انهـزم

الوطن عهدة فهد ما مشـى الوالـد .. مشـاه حـارسٍ مامـون دون المحـارم و الـحـرم

لـه علينـا مبايـعـة و الــولاء والله ولاه مـن وفـى بالعهـد للفهـد والله مـا نـدم

يـوم جنـدنـا المـبـدا رفـيـعٍ مسـتـواه نخـدم الاسـلام و لخـادم الكعـبـة خــدم

مرخص الغالـي لشعبـه وهـذا مـن وفـاه رافع المبنـى للاوطـان .. يبنـي مـا هـدم

مكرمٍ يعطي و نعطـي العطايـا مـن عطـاه كاسب المعـروف رجـل المـروة و الكـرم

الكريم ليا حلـب فـي قـدح فاضـي . مـلاه راعي الكرمـا فهـد و الفهـد حـر و شهـم

دين ما مثله ترعـرع و حلّـق فـي صبـاه يافعـيٍ ينـزع الحـق وان غــار انتـقـم

طلعتـه طلـع السعـد نـادرٍ يحمـد ثـنـاه بالشجاعـة و البراعـة تحـلّـى و اتـسـم

داهية ولـه الدواهـي تخضّـع مـن دهـاه ما تردد فـي قـراره , ليـا قـرّر .. حسـم

الوطـن ينخـى فهـد وا هنـي اللـي نخـاه نخوته في ساعـة الضيـق نخـوة معتصـم

الوطن يندب فهـد فـي رجـا الله ثـم رجـاه ينقـذه مـن غـدر قـوم و عميـلٍ متـهـم

للوطـن حنـا فـدا و الملـك حنـا فــداه الزعيم اللـي عـن الديـن فسّـر و احتـزم

يا ملك نِعم الملك .. يا ملـك نخـوة و جـاه بالممالـك يـا ملـك كنـك الطـودة الاشـم

عادتك يا ثالـم السيـف مـن روس الطغـاة يا عسـاه الكسـر سيـفٍ يعلـق مـا انثلـم

خـل شامـان يعلـج لا تـرده فـي خـبـاه لين يروى من حجامـة سقيـم مـا احتجـم

عند باب الحكـم سيّـاف و الحكـم اصطفـاه من تهاون و استمع شور غيـره مـا حكـم

المواضـي تنشـر العـدل و تعمـر الحيـاة يستتـب الامـن بالسـيـف و ذراعٍ عـسـم

حفلنـا الليلـة يليـق بمكانـة مـن رعـاه نايـب القايـد ولـي العهـد راعـي الشيـم

مرحبا باللي حضر و اسعد ( الباري ) مسـاه ركن نجد و ركن من يزهمـه وقـت الزهـم

شيخنـا عـدل المناكـب وقـاه الله وقــاه سلمـه ربـي لخـدمـة بــلاده و العـلـم

فـي سبيـل العـز بالعـز معـقـودٍ لــواه مجـذم الهيجـا ليـا عـودوا خلـف الزخـم

طيـب الذمـة كسـاه التواضـع و اكتـسـاه مـا تباهـى و افتخـر بالتبجّـح و الفـخـم

ان زعل نزعل و نزعل و نرضى من رضـاه وان تألمـنـا تـألـم و شاركـنـا الالــم

لـه عهـود ولـه جنـود تقـدّر لـه غـلاه فـي لزومـه يتبـع الصـف صـفٍ منتظـم

سيدي يزهى بك الشعـر مـا مثلـك زهـاه شاعرٍ ينظم من الشعـر و اسمـع مـا نظـم

مخلصٍ يبعث شعوره يـا علـه يـا عسـاه يشبـع المعنـى و يحظـى برغبـة محتـرم

سرت بالتوفيق و يسير مـن سـارت خطـاه في طريقك يمسح الدرب عـن شـوك السلـم

ابـو خالـد كـم يتـيـمٍ تبـنـاه و ربــاه متّعـه عـن والدينـه و سلّـي و انسـجـم

يرحـم المحـروم سلطـان و يخفـف عنـاه سخـرة الرحمـن والله يرحـم مـن رحــم طال عمـره مـا يسويـه مـن خيـرٍ كفـاه عـن صواديـف الليالـي و دسعـات الرمـم مـا يخطـط للعـروبـة يثـيـر الانتـبـاه يا رجال ان الفـرص يـوم تسنـح .. تغتنـم

انظروا بالوضع و استمعنـوا ويـش السـواة لا يضيع الـراي و نضيـع و يطيـح الهـرم

يجـري المـاء مـن تحتنـا نـراه ولا نـراه العرب تسبح على امـواج بحـرٍ مـا هضـم

العليـل ان طوّلـت علـتـه يصـعـب دواه يسهر الممروض و يموت من طـول السقـم

و الورم يكبـر و ظنـي طبيبـه مـا احتـواه كـل مـا ينـزع ورم بالجسـد يطـلـع ورم

الوطن ماهـو بمرتـع خـراب لمـن بغـاه نحتميه وقد حميناه من ( روم ) و ( عجـم )

نتفانـى لـه و نملـى المقابـر فـي ثـراه و الذوايـد مـن نصيـب الحنـادي و الرخـم

مـن توهـق بمغزانـا لعـن غـزوٍ غـزاه ارضنـا مـا للعـدو فوقهـا ماطـا قــدم

الوطـن منّـا و فينـا ولا نلـحـق جــزاه الامان و لقمـة العيـش مـن حمـر النِعـم

امـة التوحيـد حنـا وحنـا اهـل الـصـلاة و الزكاة و رمز الاسـلام مـن بيـن الامـم

لو طغى راعي الهوى ما مشينـا فـي هـواه مـا نطيـع افكـار ملحـد ولا نعبـد صنـم

مـن يقابلنـا بحجّـه نحـجّـه و نعـصـاه بالدليل نخاطـب النـاس ( لا ) ولاّ ( نعـم )

مـا طرقنـا بالاذانـي لوشوشـة الـوشـاة قافليـن البـاب عـن كـل كــذابٍ هـيـم

قامـت اربـاب السوابـق تستّـر بالعـبـاه عن عبـاة الديـن يخسـون هافيـن الذمـم

كيف رب البيت مـا يـدري الا عـن عشـاه هو تعشـا ! هـو تغـدا ! علـى رز و لحـم

و الخطر و الموت بين الغرف يطحـن رحـاه ما وعى في مرقـده لـو يشـرّك لـه لغـم

الابـو مسـؤول عـن مـا يدبّـر مـن وراه سـارحٍ فـي غفلتـه لا همـوم ولا هـمـم

لو يضيّع شاه كـدّر علـى اهلـه و إقصـراه و الشباب يضيع و يقول مـا ضاعـت غنـم

الولـد يطلـع ولا قيـل وش اسـم زمــلاه اجتمـاع الـذل و العـار و التفكيـر اهــم

صنّع التخريب شيـن الطبـوع ومـن خـزاه انطلق به و انتحر بعد مـا ظـن و زعـم ..

انه اقرب للنبـي وانـه اقـرب مـن عصـاه من هبالـه فـي خيـال الشهيـد ليـا هجـم

الشهيـد اللـي عـن الـدار ياقـف ويحمـاه من يمينه في صـدور العـدا يرسـل سهـم

كـان مـا للجـاه لحـدٍ يـرده عـن خطـاه مـا بقـى عاقـل ولا صـار للدنيـا طـعـم

غايب الاحساس يذهـب حياتـه فـي شقـاه الشقي ما يـدرك الحلـم خيبـة مـن حلـم

مس سرج ابليس و اطلق عنانـه و امتطـاه بالخـراب الخايـب امـا سـرى ولا جـهـم

منحرف .. مفسد . مراهق .. موجّه من اعداه غرّروا به و اغـدروا بـه عساهـم للوهـم

امسحـوا مخّـه و ساقـوه عكـس الاتجـاه و اصبح المخدوع و امسى عمى و ابكم و اصم

العمـى عمـى البصيـرة هـذا والله عمـاه العمى ماهـو كفيـف البصـر ديـن و قسـم

بس في فعل الردى مـن امـره ومـن نهـاه الغبـا واهـل الغبـي لـو يفهّـم مـا فهـم

رايـحٍ للهاويـة سـرمـدة لـيـلٍ ســراه يسـري المنجـوم و يكـذّب انـه مـا انّجـم

الهـدف مشبـوه و المشتـبـه بـيّـن رداه للخساسـة طافـي النـار سلّـم و استـلـم

خارج الملّـة مـرق يـوم ربـي مـا هـداه بالمصايـب و الكـوارث نسـف كـل القيـم

تاجـب اللعنـة علـى محـدثٍ جانـا بـأذاه نشهد انـه خـان بامانتـه و اجـرم و اثـم

ومن أواه ومـن رضـي فعلتـه تبّـت يـداه وجهه اسـود كحـت و اسـود مـن الفحـم

مـا درى كبـش الفـدا لـو يقـادي للذكـاه و الكـلام بخاتـم الانبـيـا تــم و خـتـم


وهكذا استمر خلف ينسج موقف الشعور العام على هيئة قصيدة مدوية، تحفل بالدفاع عن مواقف الدولة والرد على تحديات الآخرين الموجهة ضد الوطن.

على ان ميزة خلف الاخرى، والتي يراها البعض جزءا رئيسا من جاذبيته، هي قدرته المدهشة على حفظ قصيدته عن ظهر قلب، حيث لا يلقي الشاعر ابدا شعره من ورقة مكتوبة، بل يهذها هذا، بطريقة انفعالية مؤثرة، وبلهجة تحمل صفاء الانتماء المحلي، وتوحش الصحراء النبيل، وسهولة التوصيل ايضا..

اصبحت قصيدة خلف بن هذال تقليدا سعوديا سواء في موسم الحج (قصيدة منى) أو في مهرجان الجنادرية، او في المناسبات الطارئة، مثل حرب الكويت، او احداث الارهاب. اصبحت تقليدا منذ 1965 حينما القى اول قصيدة له في منى في مناسبة الحج، وكان حينها جندياً في الحرس الوطني أمام الملك فيصل، وقد ألقاها بعد الشاعر المكي الفصيح احمد الغزاوي.

خلف يعتز كثيرا بالاوبريت الذي كتبه في مهرجان الجنادرية سنة 1995 (دوله ورجال)، الذي لحنه عبد الرب إدريس وغناه محمد عبده، وطلال مداح، وسلامة العبد الله، وعبد المجيد عبد الله، وراشد الماجد.

هناك جانب غنائي واضح في خلف، سواء في مفرداته المتراقصة والتي تعمد احيانا إلى التلاعب باللفظ الواحد على اكثر من معنى وبجرس قوي، او حتى في شعره المغنى، كما في اغنية «يانار شبي من ضلوعي حطبك» التي غناها المطرب الكويتي محمد البلوشي، او في اغنية «يا حبيبي ترا القلب بعدك سرح»، التي غناها المطرب القطري علي عبد الستار.

الجانب الوطني في خلف بن هذال هل يعني ان خلف انتقل الى سوية اخرى، غير سوية الشعر العامي الكلاسيكي واغراض الشعر الكلاسيكي المعتادة والتي تتمحور حول الفخر بالقبيلة او العائلة؟!

الدكتور سعد الصويان احد المتخصصين السعوديين بالانثروبولوجيا والادب الشعبي يقول: «اعتقد ان خلف يمثل جسرا بين شاعر القبيلة وشاعر الدولة». ويضيف: «هو شاعر محاورة او «قلطة» قوي، وهو حين يدخل هذا المجال فإنما يدخله بشروط شاعر القلطة، اي بوصفه شاعرا ينافح عن قبيلته وهو فحل في هذا الجانب».

ويتابع الصويان: «لكنه حينما يلقي قصيدة في محفل مثل الجنادرية، فإنه يظهر على اساس انه شاعر دولة، ومن هنا فهو يمثل او يلخص الحالة الانتقالية من مركزية القبيلة الى مركزية الدولة، ومن هنا ايضا يظهر تطور خطاب خلف الشعري في هذا المجال، لأن الدولة كتنظيم، متقدمة على القبيلة كثيرا، فوجب ان يتوازى الخطاب الشعري مع هذا المستوى».

واضاف الدكتور سعد: «نموذجية خلف وحالته في تقديري ستستمر لتوفر شروط استمرارها، اضافة الى انني لا اعتقد أن هناك لحظات مضمحلة في التطور الاجتماعي، بل هي دورات وحلقات مترابطة دائرية».

إذن، هذا هو خلف.. الذي شغل المتابعين منه الجانب الحماسي، لكنه يقول متحدثا عن ألمه الخاص البعيد عن ضجيج السياسة في إحدى لحظات بوحه:

لو المناوي تنفع أهل المنـاوي *****ما صار في قلبي حزازات وفلوق