قالت فدوى طوقان
كم يسألون
لمن ترى تنشدين
هذي الأغاني الناعمات الحنون
دافئة مشرقة كالضياء
مثقلة بالعطاء
ومن هواك الكبير
هذا الذي تسفحين
وتبذلين
له كنوز الشعور
من ذاتك المليئة الخيره
من روحك النضيرة المزهره
لعله أطيب إنسان
لعله أجدر إنسان
بكل هذا البذل ,هذا السخاء
وأخفض الطرف وأبقى على صمتي المريب
غامضة لا أجيب
لكن صوتا ساخرا في ألم
منبعثا من قلب جرح الندم
ينصب في أغوراي المبهمه
مرددا في غنة مفعمه
بالهزء,بالضحك الحزين المرير
لعله أطيب إنسان
لعله أجدر إنسان
بكل هذا البذل هذا السخاء
واخجلي !
واخجلي لو أنهم يعلمون
ما أنت أو ماتكون !
وقال الأخطل الصغير
عش أنت,إني مت بعدك=وأطل إلى ماشئت صدك
ماكان ضرك لو عدلت=أما رأت عيناك قدك
وجعلت من جفني متكا=ومن عيني مهدك
ورفعت بي عرش الهوى=ورفعت فوق العرش بندك
وأعدت للشعراء سيدهم=و للعشاق عبدك
يا من أساء بي الطنون=ثلمتني وثلمت حدك
إن لم يكن أدبي ,فخلقك=كان أولى أن يصدك
أغضاضة ياروض إن=أنا شاقني,فشممت وردك
وملامة يا قطر إن=أنا راقني, فأممت وردك؟
أنقى من الفجر الضحوك=فهل أعرت الفجر خدك
وأرق من طبع النسيم=فهل خلعت عليه بردك
وألذ من كأس النديم=فهل أبحت الكأس شهدك؟
وحياة عينك , وهي عندي=مثلما القران عندك
ماقلب أمك ,إن تفارقها=ولم تبلغ أشدك
فهوت عليك بصدرها=يوم الفراق لتستردك
بأشد من خفقان قلبي=يوم قيل خفرت عهدك
وقال أحدهم
لولا الدموع وفيضهن لأحرقت أرض الوداع
حرارة الأكباد
قال نزار قباني
لنفترق قليلا ..
لخير هذا الحب , يا حبيبي
وخيرنا
لنفترق قليلا
لأنني أريد أن تزيد في محبتي
أريد أن تكرهني قليلا
بحق مالدينا
من ذكر غالية كانت على كلينا
بحق حب رائع ..
مازال منقوشا على فمينا
مازال محفورا على يدينا
بحق ماكتبته ... إلي من رسائل ..
ووجهك المزروع مثل زردة في داخلي
وحبك الباقي على شعري ... على أناملي
بحق ذكرياتنا
وحزننا الجميل وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
أكبر من شفاهنا
بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
أسألك الرحيلا ...
لنفترق أحبابا
فالطير كل موسم
تفارق الهضابا
والشمس يا حبيبي
تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشك والعذابا
كن مرة أسطورة
كن مرة سرابا
وكن سؤلا في فمي
لا يعرف الجوابا
من أجل حب رائع
يسكن منا القلب والأهدابا
وكي أكون دائما جميلة
وكي تكون أكثر اقترابا
أسألك الذهابا ...
لنفترق .. ونحن عاشقان
لنفترق برغم كل الحب والحنان
فمن خلال الدمع يا حبيبي
أريد أن تراني
ومن خلال النار والدخان
أريد أن تراني ...
لنحترق ... لنبك يا حبيبي
فقد نسينا
نعمة البكاء من زمان
لنفترق..
كي لا يصير حبنا اعتيادا
وشوقنا رمادا
وتذبل الأزهار في الأواني
كن مطمئن النفس يا صغيري
فلم يزل حبك ... ملء العين والضمير
ولم أزل مأخوذة بحبك ا لكبير
ولم أزل أحلم أن تكون لي
يا فارسي أنت ... ويا أميري
لكنني .. لكنني
أخاف من عاطفتي
أخاف من شعوري
أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا ..
أخاف من عناقنا ...
فباسم حب رائع
أزهر كالربيع في أعماقنا
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصة للحب في زماننا
أسألك الرحيلا
حتى يظل حبنا جميلا ...
حتى يكون عمره طويلا ...
أسألك الرحيلا ....
قال عمر أبو ريشه
قفي , لاتخجلي مني فما أشقاك أشقاني
كلانا مر بالنعمى مرور المتعب الواني
وغادرها ... كومض الشوق في أحداق سكران
قفي , لن تسمعي مني عتاب المدنف العاني
فبعد اليوم , لن أسأل عن كأسي وندماني
خذي ماسطرت كفاك من وجد وأشجان
صحائف .. طالما هزت بوحي منك ألحاني
خلعت بها على قدميك حلم العالم الفاني!
لنطو الأمس, ولنسدل عليه ذيل نسيان
فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنان
وسيري, سير حالمة وقولي .... كان يهواني
قال عنترة بن شداد
حسناتي عند الزَّمانِ ذنوبُ =وفعالي مذمة ٌ وعيوبُ
ونصيبي منَ الحبيبِ بعادٌ =وَلغيْري الدُّنوُّ منهُ نَصيبُ
كلَّ يوْمٍ يَبْري السِّقامَ محبٌّ =منْ حَبيبٍ ومَا لسُقمي طبيبُ
فكأنَّ الزمانَ يهوى حبيباً =وكأَنِّي على الزَّمانِ رَقيبُ
إنَّ طَيْفَ الخيالِ يا عبْلَ يَشفي =وَيداوي بهِ فؤادي الكئيبُ
وهلاكي في الحبِّ أهوَنُ عندي= منْ حياتي إذا جفاني الحبيبُ
يا نسيم الحجازِ لولاكِ تطفي= نارُ قلْبي أَذابَ جسْمي اللَّهيبُ
لكَ منِّي إذا تَنفَّستُ حَرٌّ =ولرَيَّاكَ منْ عُبيلة َ طيبُ
ولقد ناحَ في الغُصونِ حمامٌ =فشجَاني حنينُهُ والنَّحيبُ
باتَ يشكُو فِراقَ إلفٍ بَعيدٍ =وَينادِي أَنا الوحيدُ الغريبُ
ياحمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلي= عاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيبُ
فاتركِ الوجدَ والهوى لمحبٍ =قلبُهُ قدْ أَذَابَهُ التَّعْذِيبُ
كلُّ يومٍ لهُ عتابٌ معَ الدَّهِر= وأَمْرٌ يَحارُ فيهِ اللَّبيبُ
وَبلايا ما تنقضي ورزايا =مالها منْ نهاية ٍ وخطوبُ
سائلي يا عبيلَ عني خبيراً =وَشُجاعاً قَدْ شيَّبَتهُ الحُرُوبُ
فسينبيكِ أنَّ في حدَّ سيفي =ملكُ الموتِ حاضرٌ لا يغيبُ
وسِناني بالدَّارعينَ خَبيرٌ =فاسأليهِ عما تَكون القلوبُ
كمْ شُجاعٍ دَنا إليَّ وَنادَى =يا لَقَوْمي أَنا الشُّجاعُ المَهيبُ
ما دَعاني إلاَّ مَضى يَكْدِمُ الأَرْ ض= وَقَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ الجُيُوبُ
ولسمرِ القَنا إليَّ انتسابٌ= وَجَوَادي إذَا دَعاني أُجيبُ
يضحكُ السَّيفُ في يدي وَينادي= ولهُ في بنانِ غيري نحيبُ
وهوَ يَحْمي مَعِي على كلِّ قِرْنٍ =مثلما للنسيبِ يحمي النسيبُ
فدعوني منْ شربِ كأسِ مدامِ= منْ جوارٍ لهنَّ ظرفٌ وطيبُ
وَدَعُوني أَجُرُّ ذَيلَ فخَارٍ= عِندَما تُخْجِلُ الجبانَ العُيُوبُ
******************
يوم الفراق لقد خلقت طويلا=لم تبق لي جلدا ولا معقولا
لو حار مرتاد المنية لم يرد=إلا الفراق على النفوس دليلا
قالوا الرحيل فما شككت بأنها=نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
إني تأملت النوى فوجدتها سيفا=علي مع الهوى مسلولا
منقول