زهيربن أبي سلمى فحل من فحول الشعر الجاهلي ومدرسة من مدارس الشعر أخذ عنه ابنه كعب وعن كعب أخذ الحطيئة .
يعد زهير الشاعر الثاني أو الثالث بعد امرئ القيس , كما في طبقات فحول الشعراء لابن سلام .
قال عنه الرسول الكريم ( عليه أفضل الصلاة والتسليم ) أصدق كلمة قالها زهير :
" ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ............ وإن يرقى أسباب السماء بسلم
وقال عنه عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : " شاعر لو أدرك الإسلام لأسلم , لا يمدح الرجل إلا بما فيه "
سمي بشاعر الحوليات : لأن القصيدة الواحدة تأخذ منه حولاً كاملاً , فيكتبها في أربعة أشهر , وينقحها في أربعة أشهر , ويعرضها وينشدها في أربعة أشهر .
تعد معلقته من عيون الشعر الجاهلي , فهي تزخر بالحكم والتجربة الطويلة يقول فيها :
أمن أم أوفى دمنةً لم تكلم ................. بحومانة الدراج فالمتثلم
ودار لها بالرقمتين كأنها ............... مراجيع وشم في نواشر معصم
وقفت بها من بعد عشرين حجة .............. فلأياً عرفت الداربعد توهم
وقد قيل أنها في مدح هرم بن سنان الذي تحمل ديات قتلى الفريقين في إحدى معارك تلك الحقبة يرجح أنها في واقعة داحس والغبراء .
هكذا كان زهير وهكذا عاش وهكذا مات .
والحق أن زهيراً شاعر جاهلي لو أدرك الإسلا م لأسلم .
أرجو أن تروق لكم هذه الأسطر القليلة في حق شاعر قل نظيره .
وإلى الملتقى وشاعر آخر .