هذه بعض أقوال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه
الذي أوصانا رسولنا الكريم عليه
أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال («رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد»
. يعني عبد الله بن مسعود
وصح أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
«قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد
***************
قال بن مسعود رضي الله عنـــــــــــــه
*********
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه
وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه
فقال به هكذا-أي بيده- فذبه عنه.
والمعنى
أن المؤمن يعمل الطاعات وهو وَجِلْ قال جل وعلا
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾
ما معناها؟ يعني الذين يصلون ويتصدقون ويزكون ويصومون
ويخافون أن لا يُتقبل الله منهم
هذا في الطاعات فكيف إذا أذنب ذنبا ماذا يكون حاله قال ابن مسعود:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل
يخاف أن يقع عليه. وهذه الحال
التي ينبغي أن نكون أن نتعاظم أن نذنب في حق
الله جل وعلا، نذنب في التفريط
في الفرائض، التفريط في الصلوات
التفريط فيما يجب في الصيام
التفريط في أداء الزكاة، التفريط في أداء حقوق الخلق
في المعاملات،
في الكسب، في الغش، في أداء الأمانة
في معاملة الأهل، في معاملة الوالدين
في عدم العقوق، في الإتيان بالخيرات، إذا ازداد
علمك فسترى أن الله عز وجل عليك
في كل لحظة تتحركَها أمر ونهي،
إما أن يكون في عمل الجوارح، وإما أن يكون
في عمل اللسان، وإما أن يكون في عمل القلب
في كل لحظة في حياتك
فلله جل وعلا عليك أمر ونهي، حتى لو جلست ساكنا
فالقلب إما أن يتحرك
في معاص معاصي القلوب من الكبر والظن ظن السوء
أو أن يدبر مثلا، أو يعمل
عملا يرتب له من الذي لا يجوز، أو يفكر كيف
يأخذ ما ليس له بحق، أو إلى آخره
فإن هذه ذنوب إذا عمل بها بعد خاطر القلب
ومنها ذنوب قلبية ولو لم يعمل مثل ترك
التوكل، مثل ترك الصبر مثل العجب مثل الرياء
إلى آخره، فلله جل وعلا عليك
في كل لحظة تحريكة لك وكل تسكينة له عليك أمر نهي
ولابد أن يقع منك الغفلة
والغفلة والغفلة، فالمؤمن يكون خائفا وجلا
يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف
أن يقع عليه، ولهذا يحذِّر الناس من ذنوبه
ومن أن يغتروا به، وأيضا يحذر هو
أن يختم له قبل أن يستغفر، يحذر أن يكون
من الموسوسين الثرى قبل أن يحدث
توبة واستغفارا، فلهذا يكون المؤمن مع هذا القول على
حذر شديد يتبع ذلك الحذر كثرة الاستغفار
ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله
جل وعلا في اليوم والليلة أكثر من مئة مرة
وفي المجلس الواحد سبعين أو مئة مرة عليه الصلاة والسلام
وهكذا كان حال الصحابة
هذه حال المؤمن حال الخوف، فهو يخاف
من الذنوب يرجو رحمة الله جل وعلا.
أما الفاجر الذي يعمل بالمعاصي بلا حساب
فيقع في الذنوب الكبيرة كبائر الذنوب
وفي الموبقات والبدع، وفي ترك السنن
وفي الأخذ بالرأي وترك الأثر
وغير ذلك من الذنوب، وهو لا يشعر بها
بل كأنهما ذباب مر على أنفه فقال به هكذا
المؤمن رحمه الله بأن الصلاة إلى الصلاة مكفرات إلى ما بينهما
ورمضان إلى رمضان مكفرات إلى ما بينهما،
والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهما؛
لكن بشرط تجتنب الكبائر
كما قال جل وعلا﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾[ فشرط لتكفير السيئات إن تجتنب الكبائر
فالصلاة إلى الصلاة مكفرات؛ لكن
هل كل صلاة مكفرة؟ ليس كذلك
بل من الصلاة ما يعلها العبد ولا تكفر عنه ذنوبه
كذلك من الصيام ما يصومه
العبد -يعني رمضان- ولا يكفر عنه ذنوبه، ومن
العمرة ما لا يكفر به الذنوب
فلكل عبادة من هذه العبادات شرط أن تكفر السيئات
فمثلا في الصلاة ثبت عنه عليه الصلاة والسلام
أنه «من صلى الصلاة فأتم ركوعها
وسجودها وخشوعها كانت له كفارة فيما
بينها وبين الصلاة والأخرى
ما اجتنبت الكبائر» والوضوء تتقاطر مع الماء الذنوب
وفضل الله واسع
وإخلاص العمل ومتابعة الرسول عليه
أفضل الصلاة وأتم التسليم شرطان لأي عبادة تعبدنا الله بها
،