اعترافات عانس
قصص واقعية لضحايا العنوسة
قصص واقعية لبعض ضحايا العنوسة جمعتها
بعد ان كنت عقدت العزم على ذلك
تفشي ظاهرة العنوسة والكل يعلم
انها ترجع إلى سببين رئيسين هما
ا- ما يتردد في مجتمع الفتيات من أنه لا بد للفتاة أن تكمل تعليمها
وهذا يؤدي إلى تأخرها في الزواج
2- والسبب الآخر وهو المهم غلاء المهور
هذه قصة امرأة عانس تروي قصتها بألم وحسرة تقول
كنت في الخامسة عشر من عمري وكان الخطاب يتقدمون
إلي من كل حدب وصوب
وكنت أرفض بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة
ثم دخلت الجامعة وكنت أرفض الزواج بحجة أنني
أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي
حتى وصلت إلى سن الثلاثين وأصبح الذين يتقدمون إلي
هم من فئة المتزوجين
وأنا أرفض وأقول
بعد هذا التعب والسهرأتزوج إنساناً متزوجاً
كيف يكون ذلك
عندي المال والنسب والشهادة العليا
وأتزوج شخصاً متزوجاً
ووصلت هذه المرأة بعدها إلى سن الخامسة والأربعين
وصارت تقول
أعطوني ولو نصف زوج
يروي أحد من شاركوا في عملية التعداد السكاني يقول
أثناء عملية التعداد ذهبنا إلى بيوت كثيرة
وجدنا في بعض هذه البيوت غرائب وأعاجيب
امرأة في الثلاثين
وأخرى في الأربعين
وثالثة في الستين
وكلهن من غير زواج
والقول لآخر
ذهبنا إلى بيت فوجدنا فيه خمس عوانس أعمارهن
من الثلاثين إلى الخامسة والأربعين
يقول شيخ كبير تجاوز السبعين
وعمله تأجير البيوت
دخلنا بيوتاً فيها نساء أبكار
في الستين والسبعين
يشتمن المجتمع والأقارب
ويلعن من كان السبب في بقائهن عوانس إلى هذا السن
فهن لا يجدن من يقدم لهن الطعام والشراب
لا يجدن من يقدم لهن الدواء
لا يستطعن قضاء حوائجهن بسهولة ويسر
الآباء غير موجودين
وإن وجدوا فهم كبار
وكذلك الأمهات والأخوة مشغولون بأنفسهم
كل واحد مهتم بزوجته وأبنائه
والأخوات مشغولات بأزواجهن وبناتهن
يروي هذه القصة أحد المشايخ الفضلاء ويقول
طبيبة تصرخ وتقول
خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً
تقول
السابعة من صباح كل يوم
وقت يستفزني
يستمطر أدمعي
لماذا ؟..
أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي
بل إلى مدفني
بل زنزانتي
ثم تقول
أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني
وينظرن إلى معطفي الأبيض
وكأنه بردة حرير فارسية
وهو في نظري لباس حداد علي
ثم تواصل قولها
أدخل عيادتي
أتقلد سماعتي
وكأنها
حبل مشنقة يلتف حول عنقي
العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه
حول عنقي
والتشاؤم ينتابني على المستقبل
ثم تصرخ وتقول
خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي
وجالب السعادة الزائفة
(تعني المال)
واسمعوني كلمة ماما
ثم تقول هذه الأبيات
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة
فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة
هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل منالها بعض طفل تضمه
فهل ممكن أن تشتريه بمالها
وهذه قصة فتاة أرسلتها إلى أحد المشايخ الفضلاء
تقول الرسالة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فقد سمعت محاضرتك
(رسالة من الفقراء)
وهذه الرسالة كتبتها إليك الأخت الغيورة
بل المقهورة من ظلم واستبداد والدها
فحركت المحاضرة شجوني التي
مـــا سكنت
وجراحي التي أبداً
مــا التأمت
وحزني المضني القاتل
فأمسكت قلمي
ومداده دم قلب ممزق
ودمع عين باكية
وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد
و إلا فوالله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو
إنني قد يئست من كل شيء
وكل أحد من أهل الدين والدعاة والصالحين
وأهل الخير والمروءة
إلا
من رحمه الله تعالى
فهي الشيء الوحيد الذي يعزيني
فأنا واثقة موقنة برحمة الله
(إن رحمة الله قريب من المحسنين)
ذلك أنني يا شيخي الفاضل
عشت مأساة وما زلت أعيشها
وأسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد
أن يرفع عني عذابه
إن كان هذا عذاباً علي أوقعه الله
ويربط على قلبي إن كان امتحاناً وبلاء
ويرحم ذلي وفقري إنه سميع مجيب
أيها الداعية الكريم
إليك مأساتي وأيامي المظلمة السوداء
إليك الظلم والقهر الذي أعيشه
إليك معاناتي أنا وأخواتي في الله
وإن كان لكل منا مأساة
لكنها في النهاية تصب في قالب واحد
وهي أننا بلا أزواج
بلا أطفال
بلا حياة
أحياء بلا قلوب
هياكل قتلها الألم والحزن
وسأطيل عليك ووقتك ثمين
لكن تحمل
فقد تحملت أعباء أعظم من هذه الرسالة
الثقيلة الظل
أعمل معلمة
وفي آخر كل شهر يفتح والدي يده
ويقول
ادفعي جزية بنوتك وإسلامك
فأنت ومالك لأبيك
بل الوالد كان يعلم منذ أن كنت طالبة
أن محصولي سوف يصب عنده
وكلما طرق بابي طارق
قال
ليس بعد
وأقنعه كثيراً من أهل الخير
ولكن
مــا اقتنع
فيذهب هذا الخاطب في حال سبيله
بعدما يقول له الوالد
هي لا تريدك هي لا تقبلك
هذا جواب الوالد
وأما من كان أطول نفساً من هذا الخاطب
ويستطيع الصبر والمعاودة
فسوف ندخل في باب المديح الحار
فيقول له والدي
البنت حادة الطبع
وغير جميلة
وباعتباري
شابة أريد الزوج والأسرة والمنزل الهادئ السعيد
وهكذا خلقنا الله
وأريد طفلاً يمنحني الأمومة
يطغى على كل مشاعري
تصور ماذا افعل ؟..
أوسط الأعمام والأجداد
ولكن الأعمام يخافون
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والأجداد يرد عليهم برد يخرس ألسنتهم
يقول لهم
هل أشتري لها زوجا ؟..
وهم لا يدرون أنه تقدم لي العشرات من الخطاب
ثم يقول أبي
لا يريدها أحد من الناس
وهو يريد راتبي ومصروفي ودخلي
ثم تقول
انا شابة في مقتبل العمر
لا أم
لا أخ
كلهم فروا من منزل أبي لسوء معاملته مع أخواتي
وعندي زوجات أب كالسيدات لا يقلن
الا
هذه الفتاة عمرها يضيع
وشبابها يقتل
وحتى قرشها والرزق الذي من الله يؤكل
ثم ماذا ؟..
أنا في بلاد إسلامية
معنا علماء ودعاة وقضاة
أين هم عن هذه المعاناة ؟..
حدثت أبي
توسلت إليه
وأخيراً هددته إن لم يزوجني
ثم ماذا كان رده؟..
كنت أميل إلى الالتزام
وأصارع نفسي
وأجاهد هوى الشيطان
ونصرني الله على كثير من المعاصي
فقد تركت الغناء انتصاراً
وداومت على السنن الرواتب والوتر
وانتصرت أكبر في مواطن يعلمها الله
وسوف يحفظها لي إن شاء الله.
وأخيراً أحضر أحد عمومتي رجلاً من طرفه
فزوجني والدي وأنا مكرهة
لأن هذا الرجل لا يخاف الله
ولكن والدي لم يكف عن نفث سمومه حولي
يقول
لا تعطي راتبك زوجك وأعطنيه
ثم تقول
والزوج هداه الله فيه من القصور في الدين وضعفه
ما الله به عليم
وبدأت أحاول معه لعل الله يهديه
فكان يحدث بيننا ما يحدث من شجار
وخاصة عند صلاة الجماعة
ثم هو يسافر إلى الخارج
ويرتكب الكبائر
وقد ذهب الزوج الحكيم إلى الوالد الرحوم العطوف
يشكوني إليه
فوقع الفأس في الرأس
ثم قال والدي له
هذا طبعها
لسانها طويل
بذيء
هاتها عندي أربيها
أمها ما ربتها!!
ثم تقول
وأنا أصبر على الزوج
وأدعوه إلى الهداية
وأتحمل الضرب منه والأسى
لأنه إذا أعادني إلى والدي كان أدهى وأمر
ثم تقول
ومن ورائه من أهل بيته ورفاقه السيئين
من تعبئ رأسه
لكن أنا إذا تركت زوجي فماذا أفعل ؟..
لمن أذهب ؟..
أخيراً بعدما كان الزوج كالعسل المصفى
بالنسبة لما سوف أحصله
و إلا فهو كالزقوم
أصبح كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم
صار يكرهني
ويرتكب المعاصي ليغضبني
ويحاول أن يضيع ما عندي من دين
كي
أفر وأهرب
فإذا قلت له
اتق الله في
قال
إذا أعجبك أو اطلبي الطلاق
ثم تقول
وطلبت الطلاق
فقال
ردي إلي مهري
وما مهر له عندي
لقد أذهب شبابي
وصبوتي
وبيتي
وخلقي
وحيائي
وقد أسهرني وأزعجني
فجمعت من هنا
واستدنت من هناك
ورددت إليه مهره
لا حرمه الله جمرة في جهنم
فأي مهر له
وأي حق له
بعد هذه الأيام الطويلة من الأسى واللوعة
ثم تقول
وحملت ثيابي
وهربت إلى منزل والدي
فشن والدي علي حرباً هوجاء ضروساً
لا
هوادة فيها
وسفهني وهددني
بالقتل
وبالعار
وبالشنار
فقلت
حسبي الله ونعم الوكيل
تحياتي للجميع
ابوعمــر