بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلةٍ شتويةٍ مظلمةٍ
اختفى قمري الصغير
وراء أكوامٍ من غيومٍ
سادت حلكة الليل المكان
ومرت نسمةٌ باردةٌ على جبيني
فاخترقت عظامي
أغمضت عيني بشدة
حتى لا تتسلل نسمة هواءٍ باردة لعيني
واقتربت قليلا من مدفأتي الصغيرة
ليتخلل الدفء عظامي
بعد أن استقرت في خلاياه البرودة
فتحت ورقتي البيضاء الصغيرة
تراءت أمامي مساحة بيضاء واسعة
وضعت نقطة أولى وثانية
حرفاً ثم كلمةً
ثم صمتٌ قاتلٌ
مزق الكون السكون
وأبى القلم أن ينسج حرفاً
وصمتت في داخلي كل القوافي
كيف لي أن أكتب ??
أشعاراً وأشواقاً
كيف لي أن أكتب
عن فرحٍ أو حزنٍ ?
عن أملٍ أو شوقٍ ?
عن أحلامي الوردية ?
كيف أنسج حباً أو عشقاً ?
وقد ودعتك بالأمس
كيف لحروفي أن تولد ولن تحملها بيدك ?
كيف لمشاعري أن تسطر ولن تصل إليك ?
تذكرت أنك لن تقرأ هذه الحروف
ولن تصمت قليلاً
تتأمل مولد خاطرتي
وعينك تطالع نسج حروفي
تذكرت في لحظة أنك
لن تنظر في عيني
وتبتسم في وجهي
لتخبرني أني لا أكتب شعراً
فأغمض عيني في غضبٍ
ويلمع دمعٌ في عيني
فأسمع ضحكتك تتعالى
وكفك بحنانٍ تمتد
لتمسح دمعتي قبل أن تهبط
وبهمس تناجيني
ألا يكفيك أن أكون
ديواناً لأيامك
وقصائد ترتل أحلامك
مالك والشعر صغيرتي ..
وقوافي الشعر المجنونة
تحاصر قلبك الصغير ..
وهم الحرف يشغل عينيك ..
لا تكتبي شعراً ..
كي لا ينثر الوجع طريقاً في قلبك
ويرسم الحزن لوحةً في عينك
وترددها دوماً
لا تكتبي شعراً صغيرتي
فأنت لا تجيدينه
وأبتسم في شوقٍ
ولا أغضب ... !!
وأنثر عشقاً فوق أوراقي
أتأمل حبي ينمو كصغيرٍ فوق الورق
وأشعر أني أصبحت شاعرةًً
تعانق سماء الإبداع
يكفي حرفي فخراً
أن ينسج حبك كأسطورةٍ
يكفيه أن يناجي حرفك
فيهيم شوقاً
أو يذوب حزنًا
أو يتقاطر ألماً
فكيف أكتب شعراً
في هذه الليلة
وأنت وحرفك خلف آلاف الأمواج
تذكرت أنني لا أكتب شعراً
ولست بشاعرةٍ
فرميت قلمي وساد الورقة الصمت
وساد قلبي الجليد
وجف مداد قلمي الأسود
أقسم قلمي أن لا يكتب حرفاً
حتى تعود .. !!!!