السندباد في سديم الإفــك
للشاعر / حسن الصـلهبي
رأيي الخاص
((الشاعر حسن الصلهبي ونص خرافي ))
لا فُضَّ فُوكْ ،
ركعت لكَ الكلماتُ ،
وانتحرت على فمكَ الشكوكْ .
وعلى جدارِ الليلِ تنقشُ بالضياءِ
فصدقــوكَ
وكذبـــوكْ .
ونسجتَ من أوجاعهم لحناً ،
ومن أحجارِ نزوتهم قناديلاً
من الألمِ الضحوكْ .
وأمام قصر بهائك الفضيّ
يحتشدُ الغبارُ ويدّعي زوراً
عناقَ الضوء ِ في الليل الحلوكْ .
هل جاءَ يسترجيكَ
أن تزجيه ناصيةَ النهارِ
فيرتمي في المعبرِ المشبوهِ
يـفـرغُ مـا يـلــوكْ .
2
لا فُضَّ فُوكْ ،
تأبى التعفرَ بالترابِ ،
ولو تعفر حـاقدوكْ .
هيهات ..
أن يتعلّقوا في جذعكَ العالي ،
وأن يتسلقـوكْ .
تسمـو .. فتعتنق الضحى ،
وتطيرُ في أفقِ البياضِ ،
تحررُ الغيمات من صَفَدِ الرياحِ
وقد تدنس بالخيانة طاعنوكْ .
أسرجتَ وهجكَ
واتكأتَ على وسادةِ جمرهم ،
فنكأت نارَ الرمل ِ
وارتسمتْ على الجُدُرِ الشكـوكْ.
جاوزتَ نجواهم إلى فلكِ النقاءِ
فراوغوا ..
وتوسدوا الضحك المحــوكْ .
3
لا فُضَّ فـُوكْ ،
تصطكُّ قافيةٌٌ
فيرتبك الدخانُ أمام وجهِ البدرِ
وانسدلتْ على الذئبِ المغردِ
كذبتان ..
فصدقوه ..
وكذبوكْ .
وترجلوا من كلِّ غاربةٍ
فداخوا من شذاكَ
وأوصدوا سبلَ اليقينِ
وحملوكْ ..
بالوهمِ يرتعُ في مآقيهم ،
ويأكل ما نما من عشب أضلعهم ،
ويعبثُ في شرايينِ الشموعِ ،
فأطفــئـــوه
وأشعــلــوكْ.
4
لا فُضَّ فـُوكْ .
لم تكترث بالموج يزحف
في تجاويف الظلام
ويدعي طهر السلوكْ
لا يستلذُّ الشعرُ
من نبتت بمقلته البنوكْ ،
وتطايرت أوراقُ لهفته
فأضمرَ من مهانتهِ
بشاعةَ ما يحـوكْ .
وجثا ..
يقبل رجل سيده
ويرفع للرياح أكف جيفته
وينصت للسماء ..
فهمشوه
ورتلوكْ.
5
لا فُضَّ فُـوكْ ،
لا غرو أن تتوافد الأنهار نحوك ،
كلُّ ينبوعٍ أخوك.
جاؤوك في زُمَرِ الغمامِ ،
تجمعوا في ظلك الممشوق
بالأمل الجديدِ ،
وبايعوك .
للحب ، لا لترهل الأحلامِ ،
والتهريج في وجه المواقف
عاهدوكْ .
من للنجوم إذا غفا البدرُ
المرصع بالجروحِ
وسار في طرق الظلام
على خطى الريح الهـلوك ؟
من للعصافير التي تتهيب
الخطر الوشيك ،
فتتقي في غمرة الأصوات
سقسقة السفـوك؟
من للنسائم والزهور
إذا استباحك
بالضلالة والخرافة
مغرضوك؟
6
لا فضَّ فوكْ .
تأبى التهافت للبريق المستريب ،
وقد تهافت ناهـروكْ .
ذرفوا دموعك في رمال الزيف
واحتشدوا
لكي يتـلبســوكْ ،
لكنهم يدرون أن بجوفهم عقماً ،
فثارت ريح خيبتهم ،
وولوا للشقوق المُلْبِسات
وحاصـروكْ .
وتقاطروا بسهام قبحهمُ ،
تنادوا في زفيف الريح ،
وانتظروا على سفح القريض
وقــاتـلـــوكْ.
وتقلّبوا في سلم الألوان
حتى يدركـــوكْ .
مهلاً ..
لماذا يقذفون الشمس بالأحجار
إذ سكبت خلاصة نهرها الذهبي
في قُمْع السديم لإفكهم ، ويكابرون
فيطعمون الورد بالشوك البتــوك.
7
لا فض فوكْ ،
أزهى من الفيروز ،
تحتضن النهارَ
فيرجفُ الزمنُ الهتـوكْ .
وتروضُ المجهولَ ،
ترأد كذبة الليل الأفـوكْ ..
لكنهم ينوون
ألا يتركــوكْ
فامسح على مصباحك الناريّ
يبزغ في المدائن عاشقوكْ ،
واقذف عصاك ..
يراك من شاؤوا ،
ومن شاؤوا بألا يعرفـوك.