حارت التساؤلات على الشفاه من الملوم ؟
وما السبيل الذي يمكن أن يساعد في مواجهة هذا الخطر ؟
وكيف نحفظ لأمتنا هذه الثروة قبل أن تهدر وتتبخر معها كل آمالنا في غدٍ مشرقٍ و مستقبل آمن ومزدهر ؟!!
هناك تأثيرات خارجية ومهما بلغ مداها فالأسرة الصالحة تعمل جاهدة لتقوية البناء حتى يصمد في مواجهة الأعاصير العاتية
لا شغل لها ولا هم يفوق تلك المهمة السامية والطفل الذي نشأ في أسرة تحترم التقاليد الحسنة وتجل الدين
وتظلل أبناءها بالحب والرحمة والتسامح والمودة ومحبة الخير والبر
وتهيئ لهم المناخ الذي ينمي فيهم الاستقامة والمسؤولية
وتحبب إليهم الأهل والأوطان
وتربيهم على الشدة في حماية الحقوق والذود عنها
لا يمكن لمثل هذا الطفل أن يستوي مع آخر خلّفه أبواه يعاني الغربة واليتم
ويقع فريسة سهلة لتأثير عوامل غريبة غير التي تحبها أو تريدها الأسرة
وشيئـًا فشيئـًا ينمو السلوك المنحرف فإذا كبر الصغار وكبرت معهم ميولهم الجانحة شقوا عصا الطاعة
وأصبحوا مصدر خطر على المجتمع كله
اسودت الدنيا في عيون الآباء
وعضوا أناملهم حسرةً على ما كان بعد أن انهدم ما بنوه أو ما ظنوا أنهم بنوه
وإنهم في الحقيقة بنوا قشورًا وصنعوا ثيابـًا زاهية تسر الناظرين
وتخفي تحتها قسوة وغلظة على هذه الأسرة التي لم ترحمهم صغارًا
وحرمتهم أدنى ما لهم من حقوق
العطف
والرحمة
والسهر
والتوجيه
وحراسة النبت من العواصف التي يمكن أن تجتثه من الجذور .. لأنه عاش بلا جذور .
فهل يرحم الآباء والأمهات أبناءهم ؟
إن التحديات التي تواجهنا خطيرة
ولن يتصدى لها إلا جيل قوي الجذور
وثيق الارتباط بعقيدته
يقدِّر مهمته في الحياة
ويدرك غايته وهذا لن يتأتى من جيل مفرَّغ من المبادئ
جاهل بعقيدته تربى في غيبة الأسرة التي تخلت عنه وتركته للرياح تعبث به فانحرف به القصد
وهوى في دائرة الضياع وتلفت الأبناء حولهم فرأوا أنفسهم كاليتامى بل أشد
فاليتيم قد اشتهر أمره وأحاطه المجتمع برفق ورعاية
أما هم فالناس عنهم في غفلة وأشدهم غفلة آباؤهم وأمهاتهم
هي الأخلاق تنبت كالنبات********** إذا سقيت بماء المكرمــــــات
تقوم إذا تعهدها المربـي********** على ساق الفضيلة مثمــرات
ولم أر للمكارم من محـل********** يهـذبها كحضن الأمهــــــــات
وهل يرجى لأطفال كمال********** إذا ارتضعوا ثدي الناقصات؟!
تحياتي