مفتتحا صيف جدة شدوا وغناءً
البارحة : فنان العرب يشعل قناديل الفرح في وهج الشموس
علي فقندش (جدة) تصوير: عمرو سلام
كعادته محمد عبده واصل اشعال قناديل الفرح في لقاءات الغناء الصيفي في عروس البحر جدة.. مساء البارحة كان يوما مختلفا للغناء.. والموضوع الى هنا طبيعي فالنجم محمد عبده والاعمال هي تلك التي حازت مساحات كبيرة في وجدان الناس الذين اصبحت أفئدتهم مشرعة الابواب لتلقي جمال ابن عبده وهو يشدو في جميع (الاماكن). «ماهو عادي» و«كلك نظر» و «ما قلتله يا حلوتي» استرجع بها محمد عبده علاقة الفن والشعر والجمال الممتزجة بتاريخ العلاقة بينه وأمير الكلمة الشعبية الحديثة بدر بن عبدالمحسن الى جانب رائعتهما الوصفية الاحدث عن جدة عروس البحر التي قدمها محمد عبده الصيف قبل الماضي و «البرواز». كل ذلك كان في اول حفلات موسم صيفنا الذي هو (غير) بكل المقاييس التي ستستمر اربع حفلات مقبلة تاليها الحفل الثاني الذي سيقام الثلاثاء المقبل لراشد الماجد وعباس ابراهيم. الحفل بدأ متأخرا بعض الشيء ذلك كون فارس الليلة هو محمد عبده الامر الذي جعل قاعة الحفل تمتلئ عن بكرة أبيها لينظروا فارس المساء وبمعنى آخر لا ان ينتظر المنظم والفنان اكتمال العدد لانطلاق الحفل. تقدم محمد عبده لجمهوره بعد ان اعتلت الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار الدكتور عماد عاشور ورموزها من موسيقيين كبار يتقدمهم عازف الكمان الشهير سعد محمد حسن ورضا رجب وغيرهما وبعد ان قدمه نجم Mbc المذيع محمد الشهري.. تحدث محمد عبده ورحب بجمهور الحفل.. ترحم على سمو الامير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز واحتفل بالتعويض الكبير بسمو الامير خالد الفيصل.
افتتح ابو عبدالرحمن الحفل بـ (جدة يا وهج الشموس) من الحانه واشعار البدر والتي تغنى بها للمرة الثانية في افتتاح صيف جدة والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير لاسيما في الكوبليه الاخير الذي يتحدث عن رمز جدة السياحي (ابحر) وكان اول المتحمسين وكبير مشجيعها الموسيقار سامي احسان الذي تقدم الحضور كذلك صديقه الملحن محمد المغيص الذي جمعه به عمل وطني جديد مؤخرا من كلمات وسيم باسعد. ثاني اغنيات المساء الجميل كانت (ماهو عادي) ثم اغنية (احساسك اللي بقى لي).واختتم محمد عبده الحفل بذكائه المعتاد بترجمة اللحظة التي يعيشها الوطن الذي تحول كل شبابه الى اللون الاخضر قبل ايام بتأهل المنتخب الاخضر في اندونيسيا الى المرحلة (الدور الثاني) في نهائيات كأس آسيا حيث قدم (قولوا يالله يالله.. خضر الفنايل) التي اضاف عليها (شيلة) جماهيرية جديدة.
الخلاصة.. شاء من شاء وابى من ابى يظل هناك احتياج كبير لمحمد عبده في حفلات الموسيقى والغناء المحلي والخليجي والعربي ايضا ولتصمت الاصوات المنادية بتقنين الحفلات أو اختزالها عددا.. أمكنة وازمنة.. بالمناسبة جدول حفلات محمد عبده طوال هذا الصيف اكثر ازدحاما ويتجه غدا السبت الى القاهرة لمواصلة تسلسل حفلاته الجماهيرية. ثم قدم أغنية قسوة التي قدمها للمرة الثانية بعد ان قدمها في شاعر المليون وهي تكمل عقد النجاح بينه وبين سمو الامير الشاعر خالد الفيصل.
ثم قدم اغنية الاماكن بناء على رغبة جمهور القاعة بشكل غير فيه برنامج الاغنيات المعد لهذه المناسبة والتي كان يفترض ان تكون قبل اختتام الحفل.
الجديد الملفت ان تقديم محمد عبده للاماكن تغييره في تمهيد الاغنية بشكل كلي اعطاها الكثير من الرومانسية.
واخيييييييييييرا عرّاب الأغنية وشبيه الريح يلتقيان
فنان العرب والمغيص يلتقيان في «وطنا بخير»
بعد 25 عاما
نضال قحطان (جدة)
ان يتغنى فنان العرب محمد عبده بألحان هذا الملحن او ذاك، فإن ذلك يعد امراً طبيعياً ومعتاداً، ولكن حين يشدو بألحان محمد المغيص فإن ذلك يكون خارجا عن المألوف والسائد لديه، ويصل لدرجة الالتفات الى هذه الخطوة. عدم وجود هذا التعاون لا يعني قط وجود مساحات الخصومة بينهما خلال الـ25 عاما الماضية التي لم تشهد اي عمل مشترك بينهما، ولعل انقسام الساحة الغنائية بين تيارين طلالي وعبداوي، اسهم في خلق مساحات من الانشغال، خصوصا وان المغيص حسب على التيار الطلالي ورغم ذلك فإن الاحترام ظل قائما بين فنان العرب محمد عبده ومحمد المغيص منذ تلك الفترة حتى هذه الايام وبرحيل الفنان طلال مداح اصبح محمد عبده (عراب) الساحة الغنائية السعودية، فأصبح حريا ان يلتقي الطرفان في عمل يجمع بينهما، وخصوصا ان محمد عبده يعرف القيمة الفنية التي تتمتع بها اعمال المغيص والتي شكلت اغنياته مع الراحل طلال مداح نقاط تحول كبير ومنها (في خاطري شيء) ونشيد (سعوديين دستورنا شرع الله) واغنية (كل عام وانتم بخير)، وفي المقابل كانت هناك نظرة متأنية من المغيص بأهمية ان تكون هناك اعمال غنائية تجمعه بـ(محمد عبده)، لان ذلك سيعيد ترتيب الساحة الغنائية ويشكل تصفية جديدة لوضعية الملحنين الجدد، ويمنح الكبار منهم عودة قوية مع فنان بحجم محمد عبده. هذه التصورات وان تأخرت قليلا الا انها برزت عبر العمل الوطني الجديد (وطنا بخير) الذي كتبه الشاعر وسيم باسعد ولحنه المغيص وغناه محمد عبده قبل ايام، ولم يتم عرضه بعد على المستمعين والمشاهدين.
والمتأمل لهذا النشيد يجد ان المغيص لم يكن متعجلا قط في تكوين جمله الموسيقية، بل اختارها لتكون فقط لـ«محمد عبده»، ولا يستطيع ارتداء بعدها الجمالي غير حنجرة هذا الفنان المتمكن، ويتضح ان ذلك من خلال قول المغيص: ان محمد عبده قد يغني لهذا الملحن او ذاك ولكن حين يغني من الحاني سيكون مختلفا وبروح جديدة.
ومن هنا نصل الى انه وبعد 25 عاما يلتقي فنان العرب محمد عبده ومحمد المغيص في عمل مهم تمت صياغته برؤية مميزة واداء فريد، وليؤكد فنان العرب انه يعرف متى وكيف يغني من الحان المغيص الذي وصفه ذات مساء بأنه (شبيه الريح).