بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع عن الإبل عامة وبمحافظة صامطة خاصة
من المعروف أن الإبل وجدت من قديم الزمان وقد ذكرت الإبل في القرآن الكريم
قال تعالى:ومن الإبل اثنين ومن البقر(سورة الأنعام)الآية(144)
وقال تعالى:ويا قومِ هذه ناقة الله لكم آية (سورة هود)آية(64)
وقال تعالى:أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خلقت(سورة الغاشية الآية(17)
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
والإبل من الثدييات وهي من الحيوانات الجترة أيضا أي أنها تخزن الغذاء ببطنها بعد مضغه مضغا بسيطا
وفي وقت الراحة تعيده من معدتها لفمها وتمضغه جيدا ليسهل هضمه
والإبل بالمحافظة حسب معرفتي المتواضعة هي:
1-السواحل: وهي الإبل التي تتواجد في السحل ولونها بني يميل إلى الأحمر أو البني المائل للسواد وهي تشتهر بوفرة وجودة الحليب وتتغذى بصورة رئيسية على أشجار الحَمْضْ والزُغَفْ والعِرْبْ وكثير من الأشجار مثل السلام والعرج والحصار والسمر وغيرها من نباتات المنطقة0
قطيع من الإبل السواحل
2- العرضيات: وهي التي تتواجد بين الساحل وسفوح الجبال ولونها فاتح قليلا عن السواحل وهي أقل من السواحل في غزارة الحليب وميزتها أنها أكثر تحملا للتحميل ونقل الحمولة الثقيلة مثل الحب والبضائع وتتغذى مثل السواحل عدى الحمض وأجود غذائها الدجر والقصب الوَجِيْم والأخضر والعرب
قطيع من الإبل العرضيات
3-العوادي: وهي التي تتواجد غالبا في منطقة الحباطة(المنطقة الواقعة قرب سفوح الجبال) ولونها يميل للبياض وطويلة القوائم وتتميز بحرارة حليبها حيث إذا شربه الذي ليس متعود عليه يمشي بطنه(يسبب له إسهال) وغذاءها المفضل شجر الحراج(الأراك) وتتغذى على الأشجار الأخرى مثل غيرها من الإبل
صورة للإبل العوادي
4-الأوارك: وهي قريبة الشبه بالعوادي من حيث اللون والغذاء
أمراض الإبل وعلاجها سابقا
1-مرض الحجل: وهو مرض عضال وخطير ومعدي بين الإبل وقد يؤدي لموت الكثير من الإبل ويعالج بالكي
2-مرض الشافة: وغالبا يصيب أطراف الإبل وهو عبارة عن جروح وبها شبه زوا ئد صغيرة وتتسع تدريجيا ويعالج بواسطة الكي بشكل دائري على المنطقة المصابة
3-الكبان: ويقال الجمل مكبن0 وهو الإمساك عند الإبل أي عدم إخراج البعر(الروث) ويعالج بسقي الإبل المكبنة بالماء المضاف له كيميات من ملح الطعام
4-القاصية:وهي تصيب الإبل التي تستخدم التحميل الأثقال بسبب الحمولة ورداءة الخَيْْ وهي جرح بظهر الجمل أو الناقة التي يحمل عليها وتعالج بعدم التحميل عليها وتنظيف الجرح كل يوم وتغطية الجرح من الذباب حتى لا يبصي(يبيض) في الجرح الدود عدو للإبل المصابة بالقاصية المكشوفة هو الغراب حيث يحط(يقع) عل ظهور الإبل وينقم في القاصية حتى يسيل الدم وتتعمق الجراح
شكل الإبل الفريد:إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي
لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب
ومن هذه الأوصاف وصف-:
أذنا الإبل : فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ماهبت العواصف الرملية
أذنا الأبل
منخرا الإبل : كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال
عينا الإبل :إن لعيون الإبل رموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه
ذيل الإبل : والذيل يحمل كذلك على جانبيه وفي نهايته شعراً يحمى الأجزاء الخلفية بعض الحشرات حيث تحرك الإبل ذيولها يمينا ويسارا وللأعلى والأسفل عندما تشعر بالحشرات
قوائم الإبل :أما قوائم الإبل فهي طويلة لترفعها عن الأرض وعن كثير مما يثور تحتهه من الغبار و الأشجار القصيرة نوعا ما والأشواك، كما أنها تساعدها على اتساع الخطوة وخفة الحركة ولكل من قائمتي الإبل الخلفية (الأرجل) مفصلان أحدهما للأمام والأخر للخلف ليساعدها على البروك على الأرض للراحة وللتحميل ، وتتحصن أقدام الإبل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة خشنة تتسع عندما تدوس بها فوق الأرض، ومن ثم تستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواها ويجعلها جديرة بلقب " سفينة الصحراء" . فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافس
الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة
قوائم الأبل
عنق الإبل: لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض، كما أنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال. وحين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كلكله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى . والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .
معدة الإبل: وأما معدة الإبل فهي ذات أربعة أوجه وجهازه الهضمي قوى بحيث يستطيع أن هضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاط مثلا في الامكان الجافة .إن الإبل لا تتنفس من فمها ولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء بهذه الطريقة.
تنظيم جسم الإبل للحرارة : يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل والنهار .
إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصل إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و41 م ) .
تعويض الإبل للماء :
يقوم الجمل بإنتاج الماء والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها. فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة لواصلة النشاط الحيوي . و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشياً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك . و من حكمة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون . ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه . ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم .و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني .
حليب الإبل : أما لبن الإبل فهو أعجوبة من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه للإبل حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم .و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك. و على الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها . كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني PH( وهو مقياس الحموضة ) في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة . و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) . وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى . و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان، وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب. ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء . وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه بعض الرعاة ولفترات طويلة 0 والصورة التالية تبين إناء مملوء بحليب الإبل وتفضلوا صحة وعافية0
حلب الأبل
حليب الأبل
أهمية الإبل في الأمن الغذائي :
ففي عامي 1984 و1985، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف هلكت ـ أو كادت تهلك ـ في كينيا القبائل التي كانت تعيش على الأبقار التي كفت عن إدرار اللبن ثم مات معظمها، بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل، لأن النوق استمرت في الجود بألبانها في موسم الجفاف . ومن هنا أصبح للاهتمام بالإبل أيضاً دوافع اقتصادية ومستقبلية مهمة ودعا أهل الاختصاص إلى التعمق في دراسة هذا الحيوان في عالم تستنفد سريعاً موارده من الغذاء والطاقة . و لقد سبق أن أوضحنا أن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر به الله في قرآنه الكريم .
فوائد الإبل كثير ومنها
1- الحليب وهو غذاء مهم للإنسان وفيه علاج لبعض الأمراض كما ثبت حديثا في دراسات عديدة0
2- للركوب ولتحميل ونقل الأمتعة من مكان لآخر في المناطق الرملية الوعرة التي لا تصلها السيارات ووسائل المواصلات الحديثة
3- لحوم الإبل وهي مصدر غذائي هام للإنسان
4- جلود الإبل تعتبر مصدر اقتصادي هام حيث يستفاد من جلود الإبل بعد دباغتها في الصناعات الجلدية
5- في إدارة بعض المهن معصرة السمسم لاستخراج السليط (زيت السمسم)
6- كما أن البعض يستخدم الجمال في عمل(حراثة الأرض)
قدرة الإبل على الحياة البيئية الصحراوية القاسية:
ولعل في المقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما يزيد الأمر إيضاحاً بالنسبة لنموذج الإبل الفريد في الإعجاز . فقد أكدت تجارب العلماء أن الإبل التي تتناول غذاءً جافاً يابساً يمكنها أن تتحمل قسوة الظمأ في هجير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر، ولكن آثار هذا العطش الشديد سوف تصيبها بالهزال لدرجة أنها قد تفقد ربع وزنها تقريباً في خلال هذه الفترة الزمنية . ولكي ندرك مدى هذه المقدرة الخارقة نقارنها بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في مثل تلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين . فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه ماء فقد صوابه حكمه على الأمور، وإذا زادت هذه النسبة إلى 10% صُمَّت أذناه وخلط وهذى وفقد أساسه بالألم ( وهذا من رحمة الله به ولطفه في قضائه ) . أما إذا تجاوز الفقد 12% من وزنه ماء فإنه يفقد قدرته على البلع وتستحيل عليه النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه . وعند إنقاذ إنسان أشرف على الهلاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن سقوه الماء ببطء شديد تجنباً لآثار التغير المفاجئ في نسبة الماء بالدم . أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن يعب منه عباً دون مساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ .
وثمة ميزة أخرى للإبل على الإنسان، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيه لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده على الدم . أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب إلى تعجيل نهايته . وأعجب من هذا كله أن الجمل إذا وضع في ظروف بالغة القسوة من هجير الصحراء اللافح فإنه سوف يستهلك ماء كثيراً في صورة عرق وبول وبخار ماء، مع هواء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أو شكوى . والعجيب في هذا أن معظم هذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الجزء الأقل، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً موزعاً للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه، ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائياً لا تتحملها أجهزته ـ وخاصة دماغه ـ وفي هذا يكون حتفه و هكذا نجد أن الآية الكريمة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجاً لما يمكن أن يؤدي إليه العلم بكافة مستوياته الفطرية والعلمية، وليس في نصّها شيء من حقائق العلوم ونظرياتها وإنما فيها ما هو أعظم من هذا فيها مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلك التوجيه الجميل من الله العليم الخبير بأسرار خلقه .
هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل والبنيان الخارجي، وهي خصائص يمكن إدراكها بفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق
ولتناسل الإبل خصائص تختلف عن بقية الحيوانات الأخرى حيث أن التبييض لا يحدث إلا بحصول السفاد ويستمر الحمل لمدة 12 - 13 شهراً . وإناث الإبل ( الناقة ) تلد بين سنة وأخرى ومن أفضل فترات موسم التزاوج في الإبل هي يناير , فبراير , ومارس من كل عام.
ملاحظات عامة على الإبل ذكورالإبل: يبدأ النضوج الجنسي عند ذكور الإبل بعمر 4 - 5 سنوات ويعتبر البعير مناسب(البراك) للتسفيد بعمر بين 6 - 7 سنوات . والبعير يزداد نشاطه في موسم التسفيد ويكون هائجاً شرساً وخرا على الإنسان أحيانا)ويظهر زبد ( لعابه ) ويتكرر هديره ويلاحظ ظهور الشقشقة وهي عبارة كيس هوائي تظهر من جانب فمه وأحيانا على الجانبين عندما يهدر الجمل وهي تشبه البلونة من فمه ويصاحبها خروج رغوة من الجفال من فم الجمل وصوتاً ودوياً , وتستمر هذه المظاهر ثلاث أشهر تقريباً فترة موسم التزاوج . والبعير الجيد نجد انه يرغم الناقة على البروك له بشتى الطرق كالمداعبة أو المطاردة أو إرغامها على ذلك بعض أحد أرجل الناقة أو بواسطة استعمال رقبته بالضغط على رقبة الناقة حتى البروك له لتتم عملية التزاوج
صورة رأس الجمل في مرحلة الهياج
أنثى الإبل: يبدأ النضوج الجنسي فيها بعمر بين 3 - 4 سنوات ولكن العام الخامس والسادس من عمرها هو المفضل (للبراك)للتسفيد . تتميز علامات الشبق في إناث الإبل بعدم الاستقرار والاضطراب ونزول سوائل مخاطية من(حياها) المهبل وتضخم الأعضاء التناسلية الخارجية وحدوث بول متقطع عند اقترابها من الذكر .
فترة حمل الناقة من12-13شهراوتحمل الناقة سنة بعد سنة وتلد حورا واحدا فقط وتعرف الناقة الجنب(العشار)عندما يقترب منها إنسان أو جمل ترفع ذيلها إلى الأعلى وترغي وتتبول وتقف في محلها ولا تتحرك بسهولة
بعد مضي فترة الحمل للناقة (ترغث) تضع حوارها وولادة الإبل صعبة نوعا ما بالنسبة للحيوانات الأخرى خصوصا أن صغير الإبل يخرج رحم أمه وهو بداخل غشاء سميك يسمى القدر ولا بد من تدخل الإنسان لقطع الغشاء وإلا قد يحدث اختناق للحوار ويموت
وصغير الإبل يستطيع الوقوف على قوائمه بعد فترة قصيرة لا تتجاوز الساعة أو الساعتين ليضع من أمه0
والصور التالية توضح رغوث(ولادة)الناقة0
الموضوع هذا من معلوماتي ومن بعض المراجع التي اتيحت لي