على لسان أحد المتشردين في أرضِ فلسطينأأغمِضُ جَفني؟آهِ ما أصعبَ الغمْضا!= وفي خافقي جُرْحٌ أحرُّ من الرمْضا
تخبّطتُ عَشواءً ببيداءَ لمْ أزلْ = بها راكِضاً حتى مللتُ بها الركْضا
ذرعتُ المدى عرضاً،أأذرَعُ طولَهُ؟=ألمْ يكفِ أنّي قدْ ذرعتُ المدى عرْضا؟
ألمْ يكفِ.. ؟وا حرَّ الفؤادُ لقد ثوى = به الجمرُ حتى كاد أنْ يفقِدَ النبضا
لياليَّ عطشى،أصحرتْ دُونها المُنى = وأمستْ بلا وِردٍ،نعى بعضُها بعْضا
تعبتُ وأتعبَتِ الدروبُ مراكبي = وللصمتُ أشباحٌ تمُضُّ الحشا مَضّا
أفتِّشُ عن عمري لعلَّ به صَدىً = من الحُبِّ يُشجيني،لعلَّ به رَوضا..
لعلَّ.. ولكنٍّي أُعلِّلُ دونما = سَبيلٍ،كمنْ يرجو دواءً من المرضى
فراشاتُ حُلْمي غال أطيافَها الردى = وأطفأَتِ الأحزانُ قنديلَها الوَضّا
ثمانون عاماً والشجا يوقِظُ الشجا = كأنّ الرزايا السودَ قدْ فُرضتْ فرضا
أأرضى بهذا الذلِّ؟لا لستُ راضياً = وأنّى لقلبٍ يحمِلُ الدينَ أنْ يرضى؟