مازالت تذكر ذلك الرجل...
مازالت تذكره ..
كان الجميع يطلقون عليه لقب "المجنون".....
يمشي..فيلحق به الأطفال لإثارة غضبه...
"مجنوووووون....مجنووووون... .... تصاحب هذه الكلمات ضحكات ساخرة منهم..."...
فيكون لهم مايريدون...
يغضب..فيقوم بتوبيخهم...
عندما تكون عائدة من عملها...
تجده جالسا بالقرب من منزلها...
يشاهدها فيقف..ويتكلم بصعوبه..
خـ...ذ..ي..هـ...ذ..ه...
فتأخذ وردته غير مهتمة لما يقصد من تقديمها ؟!
ذات يوم اضطرت إلى التأخر في العمل..
وكانت ليلة باردة..
لقد خلت الطرقات من السيارات..
والليلة باردة..
والمطر كان كفيلا لغسل ملابسها..
لقد كانت فزعة للغاية...
وبينما هي في الطريق ...
شعرت بيد تحاول الإمساك بها...
زادت نبضات قلبها بسبب الخوف...
سمعت صوت متردد يهمس لها بأنه يجب عليه حمايتها..
التفت إلى الخلف...
كان هو الرجل..
الذي اعترف لها بأنه "مجنــــــــون بحبـــــــها"..
نظرت إلى عينيه رأت الحنان في أسمى معانيه...
لم يستطع الكلام وهي أيضا..لم تجرؤ ..
ذهب وهو يخفي الحب خلف جنونه...
جاء اليوم التالي ولم تستيقظ إلا على أصوات الناس...
ذهبت وهي متعبة تسأل ماالذي حدث؟؟
لقد مات بسبب حادث مروري..
لم تتحمل مايقال سقطت دمعتها..جرح قلبها...
مرت الأيام ....وهي لم تشم رائحة الورد التي أعتادتها..
ولم تجد حبا طاهرا..كحبه..ولادفئا ولاحنانا...
نعم مازالت تذكر ذلك الرجل..
"رجــــل مجنـون بحبــها"....