انا ذلك القلب الذي يتمزقُ = انا تلكمُ الروحُ التي تتشققُ
أنا كل إحساسٍ سما بين الورى = وطموحهُ بيدِ الخطوبِ معلّقُ
كم عزمةٍ تذوي الرواسي عندها = مابالها بيد المآسي تشنقُ
كم خطوةٍ نحو العلا اكبو بها = وعلي أبواب السعادةِ تُغلقُ
وأنا الذي باع الحياة لشعبهِ = وسعى بهم للنور كي يتألقوا
وأنا الذي غنى اللحون شجيةً = ومدامع الدنيا لها تترقرقُ
ما بالها دنياي حين يؤزني = خطبٌ يجاوبني السكوتُ المطبقُ
وتنوح أيامي وتفتقد الصدى = وأظل وضعاً بالمواجعُ يقلَقُ
وتسافرُ الأحلام ُ بي للمنتهى = وأنا بوهمك يا زمانُ موثقُ
ارنو إلى وجهِ الصباحِ لعلها = شمس ابتساماتي البهية تشرقُ
ويهدني ليل الجفاء فتنحني = قامات عزمٍ جرحها يتدفقُ
وتظل عين الشوق ترتقب الهنا = فيسوءها أن الصحاب تفرقوا
وترى أساويرَ التألق حولها = تهدى ووجدانُ الوفا يتحرَقُ
وترى بقايا ما تصبب من دمي = قد زان من بي للسمو تعلقوا
هو هكذا حكم الحياة وشرعها = صخر سما قدراً وبدرٌ مرهَقُ
وجواهر الآداب تكفي صبّها = وعلى سواه يد السعادةِ تُغدقُ
يكفيه لحن الحب يكفيه الهوى = يكفيه سيل مشاعر يتدفقُ
يكفيه نبض بالسعادة مفعمٌ = وأحبةٌ مثل البدور تحلّقوا
ومدامعٌ إن باح باح شعورها = وإذا طوته يدُ الفراق تشوقوا
يكفيه حتى لو تعرى قلبه = من ثوب دنياه التي لا تشفقُ
أن الحياة تراهُ نور جمالها = وبدونه باب السعادةِ مغلقُ
فلتهنئ الدنيا ويشقى شاعرٌ = وكفاهُ إحساس الوجودِ يصفقُ
ولتبق ذكراه الجميلة نغمةً = من شجوها الدنيا جلالاً تطرقُ
هي هكذا دنيا الجراح وشرعها = يشقى بها حس ٌ ويوأدُ منطقٌ