لشهر رمضان في منطقة جازان نكهة خاصة وجمال أخاذ خصوصا في القرى والمناطق الجبلية
حيث يستعدون لهذا الشهر الكريم منذ وقت مبكر بشراء الأواني الفخارية التي تستخدم لتجهيز
مائدة الافطار والعشاء اللذيذة مثل المغش والجرة والرجيبية وهما اناءان لتبريد المياه وحفظهما
بعد القيام بعملية البخور لها حتى تضفي على المياه مذاقا خاصا ونكهة جميلة وتستخدم لتبخير
الجرة الفخارية مادة المستكا السلطاني الأصفر والمستكا النعماني البني كما يستعد الأهالي لاستقبال
هذا الشهر الكريم بطلاء منازلهم من الداخل والخارج بالبويه والنورة والجبس الأبيض كما تقوم النساء
بطلاء القعايد والكراسي الخشبية الشهيرة بمادة البويا الحمراء والسوداء لاضفاء مزيد من الألوان الجميلة
على المنزل ويقومون بتزيين المنازل بالصحون الملونة والكراسي الجديدة والفرش المزركشة وهم
سعداء بقرب شهر رمضان المبارك وتعبق روائح الفل والكادي والنرجس والبعيثران والوالة وكافة
صنوف النباتات لعطرية التي تشتهر بها المنطقة أما النساء والأطفال فيبدأون بترديد الأهازيج الشعبية
الجميلة المعبرة عن شوقهم
الشديد لشهر رمضان المبارك ومنها هذه المقطوعة للشاعر أحمد بن عمر مفتاح والتي ذكرها الشاعر والمؤرخ
الرائع الاستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الموفق (فرسان - التاريخ والإنسان والبحر) وفيها يرحب الشاعر الشعبي
ويهنئ بقرب شهر رمضان المبارك منذ اطلالة شعبان فيقول:
شعبان يفرح لها كل غاني
وأنا تسلى خاطري يوم غنيت
النفس خضراء والقلب فيه اماني
وان كانت بيدي بعد فقري أنا غنيت
يااللي كمثل البدر قدم وهاني
لفت شاتهرج معايه وصنيت
يااللي مقامك مثل الرمح ساني
جتنا الفضيلة وانت ماقد تحنيت
العام اجاد والشيظبي فيك حاني
خطرت بي من ريحة الورد جنيت
جتنا الفضيلة والبسوا ياغواني
أنا كمثل العيس في الدرب حنيت