في هذه المساحة التي شابه موجها يوماً " حلماً كزرقةِ البحر " أجدُ نفسي أخصها بدايةً بما كتبت ، وأقولُ بما كتبت - كوني أعني الماضي - فما وضعته سابقاً وما أضعه الآن ليس وليداً بل قديماً ، لم أجد فيما كتبتُ حديثاً صورة الظهور - فعذراً ..

هاهي بكل عفوية ، وإن تعددت مسالك السير الموسيقي لحظة وتعثر أخرى ..



حنينٌ يصهلُ


صَهَلَ الحنينُ
مضمخاً يتوجعْ
يتلو اللقاء لعلّه يُسترجعْ

ويصوّرُ الأحلام مِنْ منبتِها
فيحثّها صوتُ الصهيلِ
لترجعْ

ويضُمُّها ذاكَ النسيمُ لأنهُ
في بُعدها أضحى هزيلاً
يُصرعْ

قد كان يرقصُ حولها مُستبشراً
ويلفُّ حولَ حريرها
ما يصنعْ

أما العيونُ
فللذبولِ أسيرة
ما إن رقا الجفنُ
غشاهُ المضجعْ

كانت كنورٍ الملهماتِ بدربِها
وسنا خطاها
خافتاً لا يُسمعْ

هذي العيونُ تكَحَّلت من حكيها
تلكَ العيونُ
بفقدها تتلوّعْ

والشجو فيها ساهرٌ
لا يحتسي طعمَ المنامِ
فمثلهُ لا يهجعْ

حتى الخدودُ إذا ارتوت بغمامةٍ
كانت عيوني مُزنةً
إذ تدمعْ

والهمسُ من تلكَ الشفاهِ مواكبٌ
فيهِ الدلالُ
وما له أن يُتبعْ

ها قد سردتُ الحالَ حين حضورها
ومعَ الغيابِ
كأن روحي تصدعْ

هنا أناجي من تخضَّب قلبُها
فأنا الخضابُ
ومثل حُبي يُطبعْ

هم يسألونَ القلبَ منها حجرةً
حاشا
فإني قد ملكتُ الأربعْ

ولي يقينٌ أن حُلمي حائرٌ
أما مُنَاها
للحياةِ سيخضعْ

عفواً
فإني قد ثملتُ بحبها
وقرعتُ باباً - ما عسى أن يُقرعْ

هي في حياةٍ
كلها " بعضي " أنا
من ذا عساه ؟ أمثلَ روحي يدفعْ ؟

سألوذ في صمتي - لستُ بخائنٍ
وأذيب في نفسي الحنين وأمنعْ

وأصدُّ عنها كي تعيشَ سعيدةً
وأقول أن الحبَّ حيناً
ليس ينفعْ

قالت : نبيلٌ !
أين دربُكَ يا أنا ؟
قلتُ : اعذريني - إنني لا أسمعْ