وقفت تتأمل - مع صديقتها - الأقمشة في مدخل المحل التجاري .. أتاهما صوت البائع الشاب مرحباً :
- ياهلا تفضلي ،عندنا تخفيضات تفضلي يا مرحباً..
خطت إلى الداخل تتبعها صديقتها وسرعان ما بدأ يعرض عليهما الأقمشة ، وهو يكرر ترحيبه:
- ياهلا يا ألف مرحبا.. أنظري .. لن تجدي عندي إلا كل ما هو ممتاز .. أنظري هذا آخر صيحة في الأسواق
.. أمسكت به والتفتت إلى صديقتها تسألها عن رأيها .. هزت رأسها بالنفي وهي تبعده .. لا ابحثي لنا عن غيره.
هتف البائع الشاب متحمساً : أقسم لك انه أحدث صيحة .. ابتسمت وهي تتمايل على صديقتها قائلة : ومن قال لك نريده أحدث صيحة .. لا أحد يحب الصياح .. نريده أحدث أغنية.. وعلت ضحكماتهما معاً .. وترددت في أرجاء المحل.
لانت قسمات البائع وهمس : كل ما تطلبينه موجود .. صيحة.. أغنية .. قصيرة .. طويلة .. لا يهم فقط اطلبي - وغمز بعينه - و ستجدين طلبك حاضراً بلحظة عين.
تسائلت بدلع : و إذا لم يوجد عندك طلبي ؟ ابتسم ومال نحوها قائلاً : أحضره لك .. ولو من آخر الدنيا .. جربي .. وارتفعت الضحكات الموسيقية مجدداً..
أمسكت بقماش آخر وسألت بكم هذا أجابها : بخمسين فقط .. استنكرت : لا لا هذا كثير..
هتف : لأجل خاطرك .. مجاناً.. هل يرضيك هذا؟ رفعت أصابعها الملونة أمام وجهه وقالت : لا والله هكذا غالٍ جداً.. ولكن
أطلب سعراً معقولاً.. همس لها : ادفعي ما تريدين .. ولن أسألك المزيد يكفيني رضاك .
لمزت صديقها وهي تتسائل بدلع : صحيح ؟ اقسم مؤكداً : والله .. أقسم لك..
استدارت إلى صديقتها تسألها وقد وضعت القماش على جسدها : كم يكفيني ؟
أجابت الأخرى : ثلاثة أمتار ولكن كم يريد ثمناً لها؟ ملأت البسمة وجه البائع الشاب وقال : رضاكم يكفيني .. لا أريد لها ثمناً .. أجابت الأولى : أرجوك لا نريد لك الخسارة.. هتف متحمساً : من قال أني خسران ؟ المحل كله بأمرك .. انتقي ما تشائين .أجابت برقه : لا .. هذا القماش فقط .. وسأدفع لك خمسة وسبعين .. ضرب رأسه بكفه وصاح : المتر بخمسة وعشرين ؟ والله ما دفعت رأس ماله . أردفت صديقتها : إذن بثمانين .. هذا آخر كلام .
تنهد وهو يسبل جفنيه : بثمانين بثمانين ، المهم رضاك ليس المهم المال .. المهم نكسب زبونة عزيزة و غالية .
قالت ضاحكة : بالتأكيد ستكسبنا .. كل يوم و الثاني سترانا عندك .. قال وهو يلف القماش : يا هلا .. المحل محلكم في كل لحظة ..
و خرجتا أخيراً والبائع وراءهما يكرر عبارات التحية و الترحيب.. وما ان صارتا بعيدتين حتى همست لزميلتها : أرأيت
كيف حصلت عليه بنصف القيمة ؟
أجابتها الثانية : انك بارعة .. بعد اليوم لن أنزل السوق إلا معك ..