حين تناقلت الألسن نباء القناة التلفزيونية التي ستنطلق من منطقة جيزان لتكون صوتها الذي ظل ملجوما أعواما مديدة وصورتها التي حجبتها غيوم المناطقية البغيضه .... أقول أن الأنباء حين تناقلت ذلك غمرتني فرحة لاتوصف ورحت احدث نفسي بأن منطقتنا التي يحسدها الكثير على كوادرها البشرية خاصة في الجانب الإعلامي ستخرج للعالم بقناة تلفزيونية مميزه ستتفوق على الكثير من قريناتها المزمع انشاؤها في العديد من المناطق ...!
لكن ما حصل جاء مغايرا لكل التوقعات والتكهنات التي كنت وغيري من الغيورين على هذه المنطقة البكر ... فهاهي القناة في شهرها الثامن إن لم تخني الذاكرة وهي مازالت في بثها التجريبي المحزن والذي لايعرف حتى هذه اللحظه الإطار العام الذي سيكون عليه وهذا دليل قاطع على التغييب الواضح للكوادر الإعلامية والأكاديمية والتي اجزم أنها لو تلقت الدعوة فإنها لن تتوانى في تقديم المساعدة وبدون أي مقابل ...!
اما مايعرض حاليا فهو غثاء حاول أن يقدمنا للآخرين لكنه لم يعلم انه رسخ صورتنا السلبية للآخرين ... ولا ادري حتى هذه اللحظه ما الذي يجبر القناة على التحفظ بهذا ( القروب ) الذي يؤلف ويقدم ويخرج لنا برامجا – أقسم بالله العظيم – انني حين اشاهدها اغرق خجلا واطلب من الله ان يعمي ابصارالعالم كي لا يراها .... لانها لاتمثل القناة بقدر ماهي تمثل قدرة ابناء المنطقه على قدرتهم في تقديم انفسهم للاخرين ...!مجموعه من البرامج الغير منسقة والخالية من أي هدف او رسالة ...!
لن اسبر غور الجوانب الفنية للبرامج التي تعرض لانني اتمنى ان تكون مجرد برامج وضعتها القناة – فقط – من اجل سد بعض الفراغ ...
ومن هنا سأوجه حديثي للقائمين على القناة الذين اعلم انهم على قدر من المعرفه تؤهلهم لتقبل النقد البناء ولذلك سأوجه سؤالي لهم : هل انتم سعيدون بوضع القناة ؟! اذا كان الجواب بنعم فإنني لن اقول غير عظم الله اجركم في قناتكم ... اما اذا كان العكس فإنني اتساءل اين انتم عن كوادرنا الاعلامية ... وهل تظنون ان الاستعانة بهم يعني ضياع القناة منكم ....؟!
صدقوني ان كل ما تحتاجه القناة هو اجتماع موسع مع هذه الكوادر وبالتالي رسم الخطوط العريضة للقناة لا اكثر ولااقل ... وانا اضمن لكم قناة ناجحة ... ناجحة ....!
ثمة سؤال آخر : هل هناك مصالح شخصية تخشى القناة من فقدانها ..؟! اذا كان كذلك فلتعلم قناتنا المبجلة انها لن تفلح ... لان المشاريع التنويرية لابد لها من تضحيات ...! ولا ازيد