لأن الجيزاني مسكين, ولأن المسكين محتاج للعطف, إذاً فالجيزاني محتاج للعطف..
ولأن الجيزاني محتاج للعطف, ولأن الواو حرف عطف, إذاً فالجيزاني محتاج للـ(واو)..
ولأن الجيزاني محتاج للـ(واو), ولأن الواو يعني الـ(ـو)اسطة, إذاً فالجيزاني محتاج للـ(ـواسطة)..!!
دعوني أحكي لكم حكاية :
منذ أكثر من سنة , وفي ليلة من (ذات) الليالي , ذهبت إلى مدينة جيزان لشغلةٍٍ ما , وبينما انا في طريق العودة
-وكنت لا أزال في داخل المدينة- كانت الإشارة أمامي خضراء فعجلت بالسير قليلاً لعلي أتلاحقها –كعادة الكثير-
مع أني كنت منتبهاً لاحمرارها في أي لحظة وكانت سرعتي تحت السيطرة , عموماً تجاوزتها وهي لازالت على
حالها , إلا أني لمحتها (بطرف عيني) وقد تحولت للبرتقالي بعد تجاوزي لها , ولكن بعد مسافة قليلة نسبياً كان
هناك تفتيش في مكان غير معتاد , ويبدو أنه لاصطياد المخالفين وشبه المخالفين ومن لديهم النية في المخالفة!!
المهم.. جاء الدور علي , وطبعاً : (لبّق على جنب!!), تفاجأت .. ثم عصبت .. ثم خاصمت .. ولكن دون جدوى ,
التهمة لابستني لابستني!! . وكان بعدي اثنين أيضاً قاطعين , وأكيد انهم قطعوا الإشارة فعلاً لأني كنت آخر
المارين (نظامياً) , وشوي الا ويجيك (البوليس السري) حق الإشارات , ويصر على إني قاطع الإشارة لامحالة! .
المهم ان الشباب حاولوا .. وقالوا .. ومافيه فايدة , الرجّال مصمم ويقول دام انه قد بلّغ فما عاد بيده شي ,
ولازم نروح الحجز والتوقيف شئنا أم أبينا . وعلى فكرة الإثنين كان منهم واحد شكله (واصل) والثاني من
خارج المنطقة وسمعته يقوللهم انه (زميلهم) , أما أنا فلي الله وهوَ حسبي . بس صراحة كنت مركّز على زميلهم
وشاك انهم بيفكوه .
المهم ان (الواصل) مشى قدامنا –على أساس انه استسلم- وبقيت أنا الثقيل مع زميلهم وكأني ما فقدت الأمل, وفي
الحقيقة أنا كنت متعمد اني أخرب عليهم (المجاملة) , ولكن بعد أن ركب كل واحد سيارته -استعداداً للذهاب
للحجز- لاحظت في المرآة أن العسكري راح للـ(ـزميل) وهو في سيارته وتكلم معاه وبعدين ركب العسكري
اللومينا وانطلق قدامنا عالحجز واحنا وراه وانا بينهم وعيني على زميلهم اللي وراية ليهفّ كذا والا كذا! ,
والله وما رجعنا بالدوار متجهين للحجز إلا والرجّال ماعاده معانا قد توكل مشرّق بطريق أبوعريش !! ,
قلت في نفسي : أيـــــــوه هذا اللي أشاه ! , ومشيت ورا اللومينا حتى وصلنا الحجز إلا و(الواصل) واقف
بجنب الحجز مع سيارته وعنده سيارة ثانية وناس (مشخّصين) ويتصلون بجوالاتهم , قلت في نفسي : أيـــــوه
ماهو معانا زيدة؟! , وألبّقلك سيارتي بجنبهم وأنزل –وانا مسوي نفسي ثقييييييل وغبي ومأفهم ولاشي- وأتجه
إلى الواصل وأسأله سؤال باااااايخ : ماهو المطلوب ذحين؟ ندخل والااااااا....؟!! , نظر والغيظ بعينيه ولكنه كان
من الكاظمين ثم قال –في محاولة مستميتة لتصريفي- : (هاه .. واللهييييي مأدري ... شوف )..! .
قررت الإبتعاد وذهبت لأقف بجانب سيارتي وأتفرج من بعيد , وماهي إلا لحظات وإذ بالقوم
قد ركبوا سياراتهم وغادروا المنطقة (الغبراء) , وهنا نظرت إلى بوابة الحجز وإذ بالعسكري
صاحب مقولة : (دام اني قد بلّغت فما عاد بيدي شي) يناديني -على استحياء- ثم يسلمني أوراقي ويربّت على
كتفي وكلّه ملائكيّة قائلاً : خذ اوراقك وثاني مرة لا عاد تعيدها!!!!!! ......انتهت الحكاية.