|
أثار قبول ميعاد ابنة الـ«16» ربيعاً الارتباط بعوض الحربي المحكوم عليه بالقصاص وصديق والدها الكثير من التساؤلات حول هذه المغامرة والمجازفة وهي لا تعرف نهايتها وان طرقت بدايتها الخميس الماضي بعد ان زفت اليه داخل السجن.فما هي اسباب الموافقة بهذا الزواج وهل كانت برضائها ام خضعت لضغوط وما هي المشاعر التي كانت تنتابها عند ذهابها للعريس داخل السجن واسئلة اخرى كانت محور لقاء «عكاظ» مع ميعاد محمد الزهراني بعد انتهاء الخلوة الشرعية اذ سألتها اولاً حول كيفية طرح فكرة زواجها من صديق والدها وكيف قبلت برجل محكوم عليه بالقصاص .
فقالت: انا مؤمنة بالنصيب والقدر وانه لن تموت نفس الا بأجلها اما فكرة الزواج فهي ليست وليدة اليوم اذ سبق ان طلب اختي الكبرى الا انها رفضت وبعدها طلبني من والدي الذي وجد رفضاً في بادئ الأمر من الوالدة الا انه اكد ان الرجل صالح ويريد ان يرى له ابنا او ابنة في هذه الحياة قبل وفاته وقد استخرت الله اكثر من مرة فوجدت نفسي مطمئنة لهذا الزوج كما انني حريصة على طاعة والدي الذي لم يجبرني على ذلك.
معنى ذلك انه لم تكن هناك أية ضغوط عليك للقبول بهذا الزوج؟
- لم اواجه اية ضغوط.
الرغبة والدوافع
ولكن كيف تقبل المجتمع المحيط بك من الاخوة والاقارب ذلك؟
- الشرع الاسلامي منح الفتاة حرية الرأي والاختيار في الرجل الذي يتقدم لخطبتها اما بالرفض او القبول اما الاهل بما فيهم الجد والجدة والاعمام والاخوال والوالدة كانوا مبدين رفضهم وخائفين على مستقبلي في حالة تنفيذ القصاص ولكنني اوضحت لهم رغبتي ودوافعي.
انت لا زلت على مقاعد الدراسة كيف يمكن لك مواجهة المجتمع الذي قد تكون له نظرة مخالفة للقبول من رجل خلف القضبان وفي انتظار القصاص في اية لحظة وهل سيؤثر ذلك على حياتك الزوجية مستقبلاً؟
- واجهت وسأواجه المجتمع وكل من رأيت في أعينهم الدهشة والاستنكار لما أقدمت عليه فأنا مؤمنة بانه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وكم سمعنا وعرفنا عن ازواج فرق بينهم الموت في يوم زواجهم او اثناء الاحتفال به او قبله او بعده وان شاء الله لن يكون لنظرة المجتمع تأثير في حياتي.
النظرة الشرعية
وكيف تمت اجراءات الخطوبة؟
- بشكل طبيعي وكأي خطوبة اخرى اذ حضرت اسرته لطلب يدي بعد موافقتي من جدي واعمامي ووالدتي وكانت الموافقة في نفس اليوم وقد تم تحديد موعد الزفاف وان النظرة الشرعية تمت داخل السجن عند زيارتي لوالدي بعد ان تمت الموافقة فرضي بي وارتضيت به.
لا شروط
وهل كانت لك شروط معينة من مهر او منزل او غيرها؟
- لم يكن لي شروط ولكن هو من وضع كل شيء وتحدد المهر بـ«35» الف ريال وكذلك مؤخر «30» الف ريال و100 الف ريال في حالة تم تنفيذ حكم القصاص وذلك رغبة منه ان يكرمني الا ان الوالدة طلبت ان اعيش معها ولا انتقل للعيش مع اسرته.
وكيف جرت مراسم حفل الزفاف مع غياب العريس ومن قام باعداد وتجهيز لوازم الحفل؟
- كان ولله الحمد حفل زفاف جميل كأي حفل زفاف يقام فأسرته وبالتعاون مع اسرتي اعدوا التجهيزات للحفل منذ وقت مبكر.
خوف وقلق
بعد انتهاء حفل الزفاف توجهت يرافقك عدد من افراد اسرتك الى العريس الذي احتفل بزفافه داخل السجن كيف كان شعورك وانت تتجهين الى بوابات السجن؟
- لا اخفي عليك انني كنت اشعر بخوف شديد وقلق وقدماي لم تكن ثابتة الخطى الا انني كنت صامدة امام هذا الموقف الذي كنت قد رضيته لنفسي اجد انه شعور طبيعي تشعر به اي فتاة يوم زفافها وعندما تلتقي عريسها ولكن حفاوة الاستقبال من المشرفة على القسم النسائي وعدد من المسؤولين والدعوات التي تتعالى من افواه الجميع بان يوفقنا الله ويفرج هم زوجي ووالدي وان ينقذ رقبتيهما هي ما جعلتني اشعر باحساس كله ايمان بان الله سيجعل بعد عسر يسرا كما ان لقائي بوالدي خفف عليّ شعوري بالخوف كما كان بصحبتي والدتي واحد اعمامي واحدى شقيقات والدي.
بعد ان تم اللقاء بينك وبين زوجك هل كان له هدف من الزواج وهو محكوم عليه بالقصاص بعد فترة؟
- هدفه هو ان يرزقه الله قبل وفاته بمولود او مولودة لحمل اسمه.
نأمل العفو
وما هدفك انت من الارتباط بزوجك؟
- طاعة الله وطاعة الوالدين وعسى ان يكون زواجنا بداية العفو والصفح عن والدي وزوجي من اهل الدم وهو ما اناشدهم به.
السجون اصلاح
وانت تخوضين هذه التجربة ما هي كلمتك الأخيرة ولمن توجهينها؟
- اشكر «عـكاظ» التي كان لها السبق في اعلان زواجنا من اول لحظة كما اوجه كلمة لكل المجتمع بأن السجون اصلاح وليست عقابا ويجب ان نقف مع كل شخص خلف القضبان ولا ننبذه بسبب عمل دفعه اليه الشيطان واناشد مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله ومن بيده الشفاعة ان يسعوا جاهدين في الشفاعة عند اهل الدم لزوجي ووالدي |
|